25 نوفمبر 2025.. الدولار يواصل الارتفاع أمام الجنيه لليوم السادس    الثلاثاء 25 نوفمبر 2025.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع اليوم    وزير التعليم: ، جهود حثيثة لإعداد كوادر فنية مؤهلة قادرة على المنافسة    أكسيوس: ترامب أبلغ مستشاريه نيته التواصل مباشرة مع مادورو    واشنطن تدرج جماعة كارتل دي لوس سولس الفنزويلية على قائمة الإرهاب    مساعد رئيس حزب الأمة القومي السوداني ل "الفجر":الحرب والانقسامات تهدد السودان... والحل السياسي الفوري هو الطريق لإنهاء الأزمة(حوار)    بدء جلسة محاكمة رمضان صبحي وباقي المتهمين بقضية التزوير    عاجل- الأرصاد تكشف استمرار تدفق السحب الممطرة وفرص أمطار رعدية وسيول على عدة محافظات    نيابة دمياط تواصل تحقيقاتها مع المرشح لانتخابات النواب عصام بشتو و12 من مرافقيه بعد اقتحام قسم فارسكور    عبداللطيف: نعتز بالعلاقات المصرية الإيطالية الراسخة بمجال التعليم الفني والتي امتدت لعقود    ارتفاع مؤشرات البورصة المصرية بمستهل تعاملات جلسة منتصف الأسبوع    التشيك تنصح رعاياها بمغادرة فنزويلا فى أقرب وقت    تنسيقية شباب الأحزاب : توافد الناخبين بمدرسة أجهور الصغرى ثانى أيام انتخابات النواب    محافظ شمال سيناء: المواطنون قدموا صورة مشرفة خلال انتخابات النواب    رومانيا تنشر طائرات مقاتلة بعد اختراق مسيرتين مجالها الجوي    في اتصال هاتفي.. ترامب لرئيسة وزراء اليابان: اتصلي بي في أي وقت    باسل رحمي: نعمل على مساعدة المشروعات المتوسطة والصغيرة الصناعية على زيادة الإنتاجية والتصدير    السلة يكشف كواليس وقرارات أحداث مباراة الاتحاد والأهلي بنهائي دوري المرتبط    تشكيل الهلال المتوقع أمام الشرطة في دوري أبطال آسيا    شوبير: جلسة منتظرة بين الأهلى وديانج لحسم ملف التجديد    التمثيل التجاري: 17.378 مليار دولار أمريكي حجم التجارة بين مصر والصين    إقبال كبير للناخبين فى الدائرة الخامسة بالغربية    انتخابات مجلس النواب 2025.. محافظ القليوبية يترأس غرفة العمليات الرئيسية لمتابعة اليوم الثاني    وزيرة التضامن توجه فريق التدخل السريع بالتعامل مع حالات كبار بلا مأوى    الزراعة تطلق حملة لمواجهة مقاومة المضادات الحيوية في الثروة الحيوانية    وزير الصحة يلتقي وفد اتحاد الغرف التركية لبحث التعاون الصحي والاستثمار المشترك    «الصحة»: تقديم 21.9 ألف خدمة في طب نفس المسنين خلال 2025    عثمان ديمبلي: علمت بالفوز بالكرة الذهبية في هذا التوقيت    الاستعلام عن الحالة الصحية ل 11 عاملا أصيبوا في انقلاب سيارة على طريق السويس    وكيلهما: الجزار كان قريبا من الأهلي.. وتوروب لم يطلب رحيل أحمد رضا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 25-11-2025 في محافظة الأقصر    هشام حنفي: مباراة شبيبة القبائل الأفضل لتوروب مع الأهلي حتى الآن    محافظ المنوفية: انتظام عملية التصويت وفتح اللجان لانتخابات مجلس النواب في يومها الثاني    أسعار الفاكهة اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر في سوق العبور للجملة    الصحة: تقديم 22 ألف خدمة في طب نفس المسنين خلال 2025    إزالة 327 حالة تعدٍ على نهر النيل في 3 محافظات    انطلاقة قوية للتصويت بشبرا الخيمة.. تنظيم محكم وحضور لافت من المواطنين    احتفالية بجامعة القاهرة الأهلية بمناسبة اليوم العالمى للسكرى    محامي المجنى عليهم في واقعة مدرسة سيدز الدولية: النيابة أكدت تطابق اعترافات المتهمين مع أقوال الأطفال    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 25-11-2025 في محافظة قنا    بعد أزمة نقابة الموسيقيين، نجل مصطفى كامل يدعم والده برسالة مثيرة    الآثاريون العرب يدعون لتحرك عاجل لحماية تراث غزة وتوثيق الأضرار الميدانية    معرض مونيريه بالاكاديمية المصرية للفنون بروما | صور    "درش" يشعل سباق رمضان 2026... ومصطفى شعبان يعود بدور صادم يغيّر قواعد الدراما    إعلام فلسطيني: جيش الاحتلال ينفذ عمليات نسف للمباني شرقي مدينة غزة    عزيز الشافعي يخطف الأنظار بلحن استثنائي في "ماليش غيرك"... والجمهور يشيد بأداء رامي جمال وروعة كلمات تامر حسين وتوزيع أمين نبيل    دعاء وبركة | أدعية ما قبل النوم    أميرة أبو زهرة تعزف مع لانج لانج والأوركسترا الملكي البريطاني في مهرجان صدى الأهرامات    الداخلية تكشف تفاصيل واقعة محاولة اقتحام مرشح وأنصاره لمركز شرطة فارسكور    10 حقائق مذهلة عن ثوران بركان هايلي غوبي.. البركان الذي استيقظ بعد 10 آلاف عام    محافظ قنا يعلن رفع درجة الاستعداد القصوى لمواجهة حالة عدم الاستقرار الجوي    "الطفولة والأمومة": نعمل على توفير الدعم المادي والنفسي للأطفال الذين تعرضوا لاعتداءات    أحمديات: تعليمات جديدة لدخول السينما والمسارح والملاعب    محاكمة 115 متهماً في خلية المجموعات المسلحة.. اليوم    اليوم| أولى جلسات محاكمة طفل المنشار بالإسماعيلية    هل يجوز للزوج الانتفاع بمال زوجته؟.. أمين الفتوى يجيب    وزارة الأوقاف الفلسطينية تُشيد ببرنامج "دولة التلاوة"    بث مباشر.. مانشستر يونايتد ضد إيفرتون في الدوري الإنجليزي 2025/2026    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زيارة السيسي وسيناريوهات العلاقات المصرية الروسية
نشر في البديل يوم 17 - 02 - 2014

في أعقاب زيارة وزيرى الدفاع والخارجية الروسيان سيرجى سويجو وسيرجي لافروف الى مصر في شهر نوفمبر الماضي، جاءت زيارة وزيري الدفاع والخارجية المصريين المشير عبد الفتاح السيسي ونبيل فهمي الى موسكو واجتماعهما مع نظيريهما الروسيين لتفتح نافذة واسعة أمام استعادة القاهرة لعلاقاتها القديمة مع القطب العالمي ، روسيا الاتحادية، وهي الزيارة التي يبدو أنها أتت بعد تشاورات مع الحلفاء في الخليج، فقد زار الفريق صدقي صبحي رئيس أركان القوات المسلحة المصرية لدولة الإمارات قبل يومين فقط من سفر السيسي ل روسيا، مما قد يمثل إنطلاقة جديدة لتحول في العلاقات الإقليمية والدولية، بعيدا عن ارتباكات إدارة أوباما المستمرة التي صارت لا ترضي حلفاءه..
بوتين يعلن تأييده للسيسي وواشنطن تمتعض!
حرصت القيادة الروسية في 13 فبراير على ابداء كل ما يظهر ترحيبها الدافئ بزيارة الوفد الرسمى سواء من خلال استقبال بوتين للوفد في منزله او عبر الكلمات الودية للرئيس بوتين ووصفه قرار المشير السيسي بالترشح للرئاسة بالقرار المسؤول، وإشارته الى الشعبية الكبيرة للمشير في مصر وثقته في نجاحه بقوله "أنا واثق من أنكم بخبرتكم الكبيرة، ستتمكنون من حشد أنصاركم وإرساء العلاقات مع كافة أطياف المجتمع المصري في الوقت نفسه" وأعرب بوتين عن أمله في أن يتمكن البلدان من تشغيل جميع آليات التعاون القائمة بينهما بطاقاتها الكاملة، بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مصر المقررة في الصيف القادم، وبعد تشكيل حكومة جديدة. كما هنأ وزير الدفاع المصري الرئيس الروسي بإجراء دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في مدينة سوتشي جنوب روسيا، وأعرب عن تقديره للتنظيم الرائع لها، وتأييد بوتين اثار امتعاض واشنطن التى اعلنت ان اختيار الرئيس المصري القادم ليس من اختصاص بوتين
تطور تاريخى في العلاقات بعد جمود طويل
اجتماعات 2+2 تكتسب اهميتها من عدة عوامل نحدد اهمها فيما يلي:
العامل الاول: انها تأتي في اطار الطبيعة الخاصة للأوضاع التي تمر بها مصر، والتي شهدت ثورتين في غضون ثلاث سنوات، وهو ما يدل على تمسك الشعب المصري باقامة نظام عصري يلبي تطلعاته للحرية والتنمية ودولة القانون .
العامل الثاني: انها تاتي في خضم ارتباك امريكى وعدم ترحيب ان لم يكن رفض الاطاحة بحكم الاخوان المسلمين اثر ثورة شعبية في 30 يونيو . مما فتح جروحا قديمة في علاقات مصر مع الولايات المتحدة منذ ان اقام الرئيس السادات شراكة مع واشنطن ومحاولته الفاشلة ان تتعامل واشنطن مع القاهرة كما تتعامل مع تل ابيب ومنذ ذلك لم تكن الشراكة بالقدر المطلوب أو المرجو، ثم كانت قاصمة الظهر في الموقف الأمريكي المرتبك تجاه مصر منذ 30 يونيو الماضي، وما يتصوره العديد من المصريين تحالفا معلنا مع جماعة الاخوان المسلمين التى نبذها الشعب لانها أرادت استلاب ارادته والتنكر لها معترفة برئيس غير ديمقراطي أتى بصناديق الشعب ولكن انتهك حقوق الشعب في حياة ديمقراطية، عبر تغوله على الدولة والدستور وتحيزه المعلن لفصيله وجماعته فقط!
ثارت بعد ثورة 30 يونيو التساؤلات في مصر غن مغزي تلك المواقف الملتبسة والغريبة للإدارة الأمريكية، من ثورة الشعب المصري التي ترجمتها تصريحات وتحركات مترددة لا تليق بمكانة أكبر دولة في العالم، حيث شككت الإدارة الأمريكية في ثورة الشعب المصري، واستخدمت نفس توصيفات ومصطلحات الإخوان، وعجزت عن أن ترى الحشود الجماهيرية التي ملأت الشوارع والميادين مطالبة برحيلهم، ثم مؤيدة لخريطة الطريق التي طرحها وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة المشير عبدالفتاح السيسي والقوى السياسية والأزهر والكنيسة.
ثم واصلت حكومة أوباما ضغوطها على الحكومة المصرية، من خلال الزيارات المتعددة لمسئوليها، وتصريحاتهم المطالبة بإطلاق سراح سجناء الإخوان، رغم أنهم وإدارتهم يعلمون أنهم سجناء في قضايا جنائية، وفي قضايا تخابر تنال من الأمن القومي المصري، ووصلت الامور الى حد قيام واشنطن بحجب تسليم أنظمة عسكرية كبيرة معينة ومساعدة نقدية للحكومة بانتظار ما اسمته تقدما موثوقا به تجاه حكومة مدنية لا تقصي أحدا منتخبة انتخابا ديمقراطيا من خلال انتخابات حرة ونزيهة».وهو ما عده كثير من الشعب المصري تدخلاً مباشراً في الشأن المصري، ولعل هذا ما دفع الحكومة المصرية لتشكو من ضغوط تتجاوز الأعراف الدولية.
العامل الثالث: ان تفعيل العلاقات وفق صيغة متقدمة استراتيجيا وهي صيغة "2+2″ يفتح فصلا جديدا مع صديق قديم بدات تفاعلاته مع مصر مع انتهاء حرب السويس عام 1956 التى مثلت حدثا حاسما في اقناع القيادة المصرية بان الخطر الحقيقي على امن مصر والعرب مصدره اسرائيل وليس الاتحاد السوفيتى وهكذا اصبح الحصول على السلاح المتطور امرا حيويا وملحا لكفالة الامن القومي المصري والعربي وقد حاولت مصر الحصول على السلاح من الدول الغربية عموما و الولايات المتحدة خصوصا، ولكن هذه الدول اشترطت انضمام مصر الى حلف بغداد كما اشترطت واشنطن توقيع مصر على ميثاق للامن المتبادل مع الولايات المتحدة تقبل مصر بموجبه ايفاد بعثة عسكرية الى مصر للتحقق من عدم استخدام الاسلحة المطلوبة ضد اسرائيل . مما ادى بمصر الى الالتجاء الى الاتحاد السوفيتى وما كانت هذه المحاولة لتنجح دون حدوث تغير جذري في سياسة الاتحاد السوفيتى الخارجية بعد وفاة ستالين(مارس 1953 ) وتبنى مفهوم التعايش السلمي كاسلوب جديد لادارة صراع الحرب الباردة بدلا من جمود المواجهة الجيوستراتيجية المباشرة بين طرفى الصراع.
وكان هذا التحول عاملا هاما في تبنى حكومة الثورة المصرية مفهوم" الحياد الايجابي " وهو المفهوم الذي كانت تروج له منذ زمن تحت مسمى" عدم الانحياز" و كانت تعنى في جوهرها التعامل المتوازن والمستقبلى مع اطراف الحرب الباردة وهذا هو الموقف الذي تبنته مصر . وفي هذا السياق تم ابرام صفقة الاسلحة مع تشيكوسلوفاكيا في سبتمبر 1955 التى حسمت مطلب السلاح وجعلت الاتحاد السوفيتى المصدر الرئيسي للتسليح بالنسبة لمصر لعقدين قادمين، كما قام الاتحاد السوفيتى السابق بتمويل السد العالي بعد الرفض الامريكى.
وبالسلاح الروسي حققت مصر نصر اكتوبر المجيد عام 1973 كما ساعدت مصر في اقامة الصناعات الثقيلة، واستمر ذلك الوضع الى ان قام الرئيس الراحل انور السادات في بداية سبعينات القرن الماضي بطرد الخبراء العسكريين السوفيت من مصر بل ومقاومة النفوذ السوفيتى في المنطقة.
وحاول الرئيس السابق حسنى مبارك في بدايات عهده اعادة توازن السياسة الخارجية على المستوى الدولي عبر اعادة العلاقات مع القطب الاخر في الحرب الباردة, موسكو, بدون خسارة العلاقة الخاصة مع واشنطن. ولكن مبارك مع ذلك لم يكن يريد اثارة شكوك الولايات المتحدة ومن ثم فقد اخذت تلك العملية طابع التدرج عبر ايقاف الحملات الاعلامية ضد موسكو واوروبا الشرقية ودعوة بعض المستشارين السوفييت للعودة للمساعدة في اعادة ادارة مصنع الالومونيوم في نجع حمادى بصعيد مصر.
مما اثار وسائل الاعلام الامريمكية التى اعادت الى الأذهان ذكريات وجود 20 الف خبير عسكري سوفييتى في مصر اواخر الستينيات وتم اعادة العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وموسكو على مستوى السفراء في يوليو 1984. الا ان تفكك الاتحاد السوفيتى اثر انتهاء الخرب الباردة والفوضى التى ضربت روسيا بعد ذلك والانفراد الامريكى كقطب عالمي وتحول النظام الدولي الى عالم احادى القطبية اجهض محاولة مبارك، وعزز ادراكه بضرورة استمرار علاقات الشراكة مع واشنطن مما ادى الى نفاذ امريكى غير مسبوق في الداخل المصري .
الدوافع المصرية للتقارب الاستراتيجى
في الجانب العسكري
في ظل التوتر الذي شاب العلاقات بين مصر والولايات المتحدة منذ 30 يونيو ، سنحت فرصة جيدة أمام الجانبين المصري والروسي لإعادة دفء علاقاتهما القديمة. فمصر تحصل على مساعدات عسكرية قيمتها 1.3 مليار دولار سنويا من الولايات المتحدة منذ توقيعها لمعاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979، وتلويح واشنطن بين الفنية والأخرى بوقف هذه المساعدات دفع مصر إلى البحث عن مصادر أخرى وفتح آفاق جديدة للتعاون في هذا المجال مع روسيا التي تبرز الآن باعتبارها أنسب بديل لتزويد مصر بالمساعدات العسكرية. وما يؤشر على وجود بوادر على هذا التعاون تأكيد الجانب الروسي أن هناك اتفاقا مع الجانب المصري على توقيع اتفاقية تعاون مشترك في المستقبل القريب بين القوات المسلحة الروسية والمصرية يتضمن إجراء مناورات عسكرية بين البلدين. ويأتى هذا التطور بعدما ألغت واشنطن في أغسطس المنصرم مناورات "النجم الساطع" مع مصر. واستعداد روسيا لتزويد مصر باحدث الاسلحة و توسيع تبادل الوفود وتدريب العسكريين المصريين في المؤسسات التعليمية العليا التابعة لوزارة الدفاع الروسية. وبحث طرق تعزيز التعاون بين القوات البحرية والجوية في البلدين. وكل ذلك يساهم في تعزيز سعي البلدين الى تعزيز العلاقات العسكرية- التقنية . و تطابق وجهاتهما من قضايا الأمن على النطاق الاقليمي والدولي. ".
روسيا وتعزيز قوات الدفاع الجوي المصرية
وقد اشارت احدى الصحف الروسية انه تم التوقيع بالأحرف الأولى على عقود بقيمة تتجاوز 3 مليارات دولار.شملت شراء مقاتلات من طراز "ميغ-29 إم"، وأنظمة دفاع جوي من عدة طرازات، ومروحيات "مي-35″ ومنظومات صاروخية ساحلية مضادة للسفن، ومختلف أنواع الذخائر والأسلحة الخفيفة. و الصفقة الروسية-المصرية ترمي، قبل كل شيء، الى تعزيز قوات الدفاع الجوي المصرية وتعزيز قدرات البلاد على الدفاع عن النفس من أي عدوان خارجي بشكل عام.
الارهاب يقلق البلدين
كما كانت هموم البلدين من تحديات الارهاب حاضرة بقوة في المباحثات واتفاق الروس مع الرؤية المصرية بأن مظاهر الإرهاب في مصر وفي دول أخرى، تهدد لا الدولة التي تحدث فيها فحسب، بل والمنطقة بأكملها، و الى الآثار الخطيرة للأحداث في ليبيا وسورية. ودعوتها الى اتخاذ جهود جماعية من أجل التصدي للتحدي الإرهابي
الجانب الاقتصادى
تأكيد الروس عبر الرئيس بوتين "ان لدى روسيا ومصر آفاقا واعدة للتعاون في مشاريع ضخمة. وعن أمله بأن يتمكن البلدان من التغلب على مرحلة الركود التي أثرت على حجم التبادل التجاري بينهما في العام الماضي، وأن يصل إلى مستويات جديدة عند 5 مليارات دولار سنويا، و ضرورة تفعيل كل آليات التعاون وذلك بعد الانتخابات الرئاسية في مصر وتشكيل حكومة جديدة. كما أعرب الرئيس الروسي عن أمله بأن تستعيد مصر مكانتها السياحية بالنسبة للسياح الروس، لما يحمله ذلك من فوائد تعود على الاقتصاد المصري، وذلك بعد أن تراجع عدد السياح الروس إلى مصر خلال العام الماضي من 2.4 مليون سائح إلى 1.5 مليون سائح . كما ابدت روسيا استعدادها لصيانة المصانع المصرية التى سبق ان ساهم الروس في انشائها في مصر وبحث تمويل خطى المترو الجديدين ومناقشة انشاء صوامع روسية لتخزين القمح في مصر .ولوضع كل تلك الاتفاقيات والتفاهمات موضع التنفيذ اعلن الجانبان المصري والروسي نيتهما عقد اجتماع للجنة الحكومية الروسية المصرية للتعاون الاقتصادي والتجاري في نهاية مارس/آذار المقبل.
دعم روسي لمصر في قضية سد النهضة الاثيوبي
كما يمكن ان تساهم روسيا مساهمة ايجابية في المساعدة في حل الخلاف المقلق لمصر مع اثيوبيا حول سد النهضة نظرا لتاثير روسيا العالمي المتنامى ونفوذها في تلك المنطقة وقد ايد الروس الرؤية المصرية باهمية التنسيق المشترك بين كافة دول حوض النيل بهدف تنفيذ مسائل التنمية في ضوء احترام القانون الدولي الضابط لاستخدام الموارد النهرية.
زيارة السيسي إلى روسيا بين المناورة والتحول الاستراتيجي فى علاقات مصر
وقد ساد التحليلات في الصحف الخارجية اتجاهان في تفسير الزيارة اتجاه يراه تحولا في البوصلة الإستراتيجية للسياسة الخارجية المصرية من واشنطن إلى موسكو. واعتبره تحولا استراتيجيا فى سياسة مصر، التى تتجه شرقا الآن" بهدف إحداث "توازن" فى علاقاتها الدولية.واتجاه اخر يراه توسيع مجالات المناورة " أمام القاهرة، لاسيما أنها " تعطى انطباعا لواشنطن بأن مصر لديها وسائل لمواجهة ضغوط أمريكا".
الا ان الاصوب القول ان علاقات التقارب الاستراتيجية مع روسيا , من شأنه أن يساعدمصر على فتح طريق آخر لتنويع علاقاتها الدولية
الدوافع الروسية للتقارب الاستراتيجي مع مصر
و بالنسبة الى الروس فانهم يسعون الى تقارب استراتيجي مع مصر في اطار استراتيجية بعيدة المدى للعودة القوية الى الشرق الاوسط ويمكن سوق عديد الاسباب الاخرى منها محاولة روسيا كسب المزيد من أوراق المساومة السياسية لحل الأزمة السورية. فعلى الرغم من أن موسكو استطاعت جذب واشنطن إلى صفها بشأن حل مشكلة الأسلحة الكيميائية السورية، إلا أنها لا تزال بحاجة إلى دعم من الدول العربية لموقفها حيال سوريا. حيث ترى روسيا أن دور مصر لا بديل له في الجهود الرامية إلى حلحلة حالة الانسداد في مسار الأزمة السورية. وربما ترى روسيا ترى أن من مصلحتها توسيع علاقاتها في مصر لمواجهة أية تغيرات قد تطرأ على الوضع السوري الذي تسوده حالة من الضبابية، ولا سيما وأن القاعدة العسكرية الروسية الوحيدة في البحر المتوسط والكائنة في ميناء طرطوس السوري باتت الآن مهددة، كما أن تحسن العلاقات الأمريكية – الأيرانية قد يدفع روسيا أيضا إلى البحث عن المزيد من الأصدقاء في المنطقة.
تداعيات التقارب الاستراتيجى على الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن
ان العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن لن يتم استبدالها في الوقت المنظور، إذ يكمن الهدف الرئيسي للأولي من توثيق علاقات مصر بروسيا هو تحقيق توازن في علاقاتها مع الدول الكبرى. والقول إن مصر سوف تولى شطرها تجاه روسيا وتبتعد عن الولايات المتحدة أمر مستبعد. وليس صحيحا ما يصورة البعض من عودة العلاقات المصرية الروسية الى ما كانت عليه في خمسينات وستينيات القرن الماضي ؛ فذلك ليس صحيحا لأن المناخ الدولي قد تغير تماما وباتت سياسات جميع الدول تؤثر في بعضها البعض، و ثمة تنافس شديد سيظل قائما بين البيت الأبيض والكرملين للفوز بعلاقات استثنائية مع مصر ذات المكانة الاستراتيجية في منطقتها والعالم. ولكن ذلك لا ينفي في ان القاهرة لم تعد ترغب في أن تظل علاقاتها بواشنطن رهن التذبذب صعودا وهبوطا وفقا لتطورات الأحداث مع التأكيد على ان العلاقات المصرية الامريكية لن تعود الى سابق عهدها لاصرار مصر على تنويع قاعدة علاقاتها الدولية وعدم وضع كل رصيدها الدولي في السهم الامريكى فقد انتهت تماما مقولة الرئيس الراحل انور السادات ان 99% من اوراق اللعبة امريكية . ولكن الصعوبة تكمن في افتقاد الجانب الامريكى لاستراتيجية عامة شاملة -وفق ما يرى غالبية الاستراتيجيين الامريكىين ،- في الشرق الاوسط و على واشنطن ترتيب أهدافها وفق منطق الأولوية -دعم استقرار الشرق الأوسط وتحديد موقف منسجم وثابت يمكن الاعتماد عليه في الصراع العالمي ضد الإرهابيين والأصوليين العنيفين- والاعتراف بأن حكم الاخوان كان حكما معاديا للديمقراطية . ولديها اليوم فرصة للقيام بذلك مع مصر، غير أن ادارة اوباما حتى الآن لم تبادر بشيء من هذا القبيل . و إذا لم يحدث ذلك، فإن العواقب العكسية غير المقصودة قد تدوم سنوات عديدة مقبلة مما سينعكس باوخم العواقب على العلاقات مع القاهرة وان كان الرأي الساد في القاهرة بأن إدارة أوباما ستسعى إلى الحفاظ على مستقبل العلاقات مع مصر لكونها مركز الثقل والعمق الاستراتيجي للمنطقة العربية .
عبدالعظيم محمود حنفى
معهد العربية للدراسات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.