أثنى الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية على جهود تحقيق تطلعات الشعب الليبي، لبناء دولة ليبيا الجديدة القائمة على مبادئ الحرية والديموقراطية والعدالة والمساواة، وترسيخ أسس دولة المؤسسات وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان. وقال فى كلمته بالمؤتمر الوزاري الدولي الثاني لدعم ليبيا بروما أن جامعة الدول العربية لعبت دورا حاسما في دفع الجهود العربية، والدولية الرامية إلى تقديم الدعم لثورة الشعب الليبي، حيث بادرت الجامعة إلى تشكيل فريق عمل خاص، لتنسيق الجهود العربية والدولية إزاء مجريات الأزمة الليبية وتفاعلاتها، وضم هذا الفريق الأمناء العامين ورؤساء منظمات الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة الإتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي، وهو ما أصبح فيما بعد مجموعة أصدقاء ليبيا. كما واكبت الجامعة العربية خلال الفترة الماضية عملية التغيير الجارية في ليبيا، حيث أسهمت في الإشراف على مراقبة انتخابات المؤتمر الوطني العام، وعلى عملية الانتخابات التي جرت مؤخرا لاختيار أعضاء هيئة ال60 المكلفة بصياغة مشروع الدستور، وقامت الجامعة بفتح مكتب دائم لها منذ عامين في طرابلس لتكثيف المشاورات والاتصالات مع الحكومة الليبية. كما أصدر مجلس جامعة الدول العربية العديد من القرارات التي تؤكد على التضامن التام مع ليبيا وحكومتها، مع تأكيد الالتزام العربي بتوفير كل الدعم لمساعي تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، إلا أن ليبيا مازالت تحتاج إلى المزيد من الدعم، وما قدمته المنظمات الإقليمية والدولية المعنية لا يزال غير كاف مقارنه بحجم التحديات المطروحة. وأكد العربى على أن الدور المحوري الذي تضطلع به بعثة الأممالمتحدة لدعم ليبيا لا بد وأن يُدعم بتضافر جهود جميع الشركاء والأطراف الإقليمية والدولية المعنية لخدمة الأهداف المشتركة التي نسعى جميعاً إلى تحقيقها. كما أكد علي ضرورة معالجة مختلف الملفات المتعلقة بالتحديات الراهنة، فلا يمكن معالجة الملف الأمني، أو القضاء على الإرهاب وضبط التهريب عبر الحدود، دون التوصل إلى مصالحة وطنية شاملة ذات مصداقية، ودون تحقيق التوافق المطلوب بين الليبيين حول مختلف الخيارات المطروحة لمستقبل ليبيا السياسي دون أي إقصاء.