لدى باعة الورد فى بغداد زهور حمراء ووسادات من اللون نفسة على شكل قلب مكتوب عليها "أحبك" ولكن العراقيين الذين يفيقون يوميا على حمامات دم إحتفلو اليوم بعيد الحب بقلوب محطمة. ومن بين هذة القلوب المحطة شاب يدعى"أحمد" فى الرابعة والثلاثين من عمره وهو لايريد أن يكشف عن إسم عائلته ولا عن مهنته حتى لا يتعرض للخطر . فى يناير الماضى تلقى أحمد وهو من سكان بعقوبة فى جنوب بغداد تهديدات بالقتل مرتبطة بالعنف الطائفى الذى أوقع 34الف قتيل فى العراق خلال عام2006 وفقا للأمم المتحدة. وكان التهديد جادا وإضطر إلى الفرار من بلدته.ويعيش أحمد الأن فى بغداد على بعد 60كم فقط من مسقط رأسة فى بعقوبه وهى منطقة مشعورة بأشجار البرتقال ولكنها تشهد منذ عام عنفا متزايدا. ورغم أن المسافة بين بغداد وبعقوبة صغيرة إلا أن أحمد لا يمكنه أن يغامر الأن بالسفر. ويقول أحمد أنة يحب إمرأة فى مثل سنة فى بلدته الأصلية منذ أكثر من عشر سنوات.ويؤكد أنه عندما قرأ الصحف وإكتشف أن اليوم هو عيد الحب ألحت عليه كل ذكريات اللحظات الحلوة التى امضاها معها. ويضيف أن حبيبته من طائفة مختلفة وانها "رقيقة جدا وتحبه وتحترمه كثيرا". فى عيد الحب العام الماضى قدم لها زهورا وزجاجة عطر.أما اليوم فسوف يحاول أن يرسل لها بهدية مع احد الأصدقاء. وكان أحمد وحبيبتة يدرسان معا فى الجامعة فى بغداد حيث تعارفا وكانا أنذاك يذهبان معا إلى المطاعم ويرقصان كما يقول"على المراكب"فى نهر دجلة. قبل الحرب كان أحمد يعتزم الزواج منها ولكنه الان إستبعد الفكرة "لانها مسئوله كبيرة"ويؤكد أحمد "أنها مسئولة كبيرة لانة إذا حدث أى شئ واضطررت للفرار بمفردى سيكون الأمر أهون من اتدبر أمر فرار زوجة واولاد أيضا" وفى بغداد اليوم كان العديد من العراقيين يفكرون فى وسيلة لإرسال هدية إلى من يحبون رغم العنف الذى لا يتوقف. ومن جهة أخرى فى متجر لبيع الهدايا كان "ديلون داود" البالغ من العمر عشرون عاما ينتقى ورودا.وقال "أحرص كل عام على المجئ إلى هذا المحل لشراء باقة صغيرة من الزهور الوردية لإهديها إلى أمى تعبيرا عن حبى لها وهى تحب هذا النوع لذلك أشعر بسعادة غامرة عندما أقدمها لها". وأضاف "سابقا كنا نمضى فترة طويلة لإختيار الهدايا والإستمتاع بأجواء المتجر الجميل لكن الظروف السائدة الأن تدفعنا إلى العودة سريعا". أما "نرمين محمود" التى حضرت إلى المتجر بصحبة زميلتها فقالت"مهما تكن صعوبة الأوضاع وتعقيداتها فإننا نحرص على شراء الهدايا والعودة إلى المنزل لتقديمها إلى أفراد العائلة". وتقول الطالبة الجامعية "كريستين يلدا" "أن الظروف الراهنة منعتنا من زيادة الأصدقاء وعوائلهم لتقديم الهدايا وإقتصرت المناسبة الأن على الإحتفال داخل الأسرة فقط تفاديا للمخاطر". وبسبب الإحتلال الأمريكى الذي ينشر العنف فى المدينة بات سكان بغداد اليوم يحرصون على العودة إلى منازلهم فور إنتهاء أعمالهم بعد أن يلتقطوا بسرعة بعض إحتياجاتهم من المتاجر التى تقع على الطريق إلى بيوتهم. وخلت هذا العام المقاهى والمطاعم الصغيرة فى بغداد من الشبان والشابات الذين كانو يجتمعون فيها عادة إحتفالا بعيد الحب.