اختار سيف الإسلام أن يقدم نفسه للرأى العام الليبى بصورة جديدة تختلف إلى حد كبير عن والده ، حيث انحاز إلى البسطاء الليبيين وهاجم بشدة فشل وإخفاق الدولة فى التحول إلى دولة عصرية .. وقد برز اسمه كأحد المساهمين فى صنع السياسة الداخلية والخارجية فى ليبيا عبر مجموعة من التصريحات التى وصفها البعض بالنارية . وعلى الرغم من إن سيف الإسلام هو أحد ثمانية أولاد للزعيم الليبى العقيد معمر القذافى من زوجتيه لا يشغل أى منصب رسمى فى ليبيا ، إلا أنه بهذا التوجه يعد أكثر المرشحين لتولى السلطة بعد والده الذى حكم ليبيا منذ خمسة وثلاثين عاماً تقريباً . والمعروف أن سيف الإسلام رئيس " مؤسسة القذافى العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية " قد لعب دوراً هاماً فى إعادة هيكلة علاقات بلاده مع دول الغرب خاصة الولاياتالمتحدة لذلك يعتبره المحللون سفيراً جيداً لليبيا ويمثلها خارجياً بصورة جيدة . دعا سيف الإسلام فى مبادرة قدمها عام 2005 إلى إطلاق سراح سجناء الرأى وإلغاء المحاكم الثورية وتحدث عن مرحلة انتقالية منتقداً غياب الدستور وعدم وجود مؤسسات دستورية مرجعية متفق عليها . ويرى المراقبون بأن شعبية سيف الإسلام التى تأخذ فى التزايد اليوم تلو الآخر والذى أصبح محط اهتمام من الجميع حتى الغرب ترجع لقدرته على استقطاب الشباب الليبى من خلال تبنى خطاب عصرى مختلف عن الخطاب الذى يتبناه العقيد القذافى . إن أحلام نجل القذافى فى السلطة تصطدم بطموحات أخوة آخرين على رأسهم شقيقته عائشة القذافى المحامية التى تمارس العمل العام أيضاً وتتمتع بحضور كبير على الصعيدين المحلى والدولى . ورغم كل ما يتردد عن قضية خلافة العقيد القذافى فإن هذا الملف يبدو مستبعدا بصورة كبيرة داخل دوائر صناعة القرار فى ليبيا لأسباب عديدة .. ويرى البعض أن سيف الإسلام يرتدى عباءة الراغب فى الإصلاح السياسى والاقتصادى غير أن آرائه فيما يتعلق بتعزيز الحريات العامة مازالت لم تأخذ الشكل الجدى وتفتقد الكثير من المصداقية .