اكد وزير الخارجية احمد ابو الغيط ان البيان الختامى لمؤتمر دول الجوار ايد جهود الحكومة العراقية فى تعزيز الوحدة الوطنية وتوسيع المشاركة السياسية لكافة مكونات الشعب العراقى مما يؤدى الى تحقيق المصالحة الوطنية . واكد ابو الغيط فى مؤتمر صحفى مشترك مع وزير الخارجية العراقى هوشيار زيبارى عقد الجمعة فى ختام اعمال اجتماع دول جوار العراق بمديمة شرم الشيخ ان البيان شدد كذلك على ضروروة مساعدة الحكومة العراقية لبناء قواتها المسلحة على اسس وطنية غير طائفية . ومن جانبه ، اشاد زيبارى بالجهود المصرية الفعالة فى مساعدة العراق على تنظيم هذا المؤتمر الدولى الهام، مؤكدا ان البيان الختامى لهذا المؤتمر يلبى احتياجات ومطالب العراق خلال هذه المرحلة من دول الجوار والاسرة الدولية مؤكدا ايضا نجاح المؤتمر مشيرا الى ان المؤتمر حقق الاهداف المرجوة منه . كان المؤتمر الدولي حول العراق قد استانف اعماله الجمعة في منتجع شرم الشيخ بحضور دول الجوار العراقي ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس والامين العام للامم المتحدة بان كي مون ووممثلو مجموعة الثماني والممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا. الاجتماع هدف لبحث سبل مساهمة مجموعة دول الجوار التي تضم الى جانب العراق سوريا وتركيا وايران والسعودية والكويت والاردن ومصر في وقف نزيف الدم في العراق ودعا ابو الغيط في كلمته الافتتاحية الى "التعجيل بيوم خروج القوات الاجنبية من العراق" من خلال "الاسراع في تطوير" قوات الجيش والشرطة العراقيين. وأكد أبوالغيط أنه لا سبيل للخروج من الأزمة الراهنة فى العراق إلا باتفاق سياسى يحقق المصالح الوطنية لكل العراقيين، مشددا على أن " مصر تقف على أهبة الاستعداد لتحمل مسئوليتها فى دعم العراق والعراقيين". وشدد أبوالغيط - فى بيان له أمام مؤتمر "دول جوار العراق"- على أنه لن تنجح أى خطة أمنية أو استراتيجية عسكرية وحدها فى إخراج العراق من أزمته ما لم يصاحبها جهد جماعى جاد لإنجاز مشروع وطنى عراقى مؤكدا أنا هذا الهدف يظل مسئولية العراقيين جميعا ويتوقف إنجازه على إرادتهم . وقال وزير الخارجية إننا نتفق جميعا على إدانة كافة أعمال الارهاب التى تمارسها الجماعات والميليشيات المسلحة بمختلف انتماءاتها العرقية والطائفية باعتبارها خطرا مشتركا يهدد العراق والمنطقة بأسرها ويحتم علينا التعاون فى مكافحته بحزم وعزم كاملين . وأوضح أبوالغيط أن استقلال العراق ووحدة أراضيه هى الصيغة الوحيدة التى يمكن أن تحقق للعراق والعراقيين الأمن والاستقرار والرخاء الذى ينشدونه ويستحقونه مشددا على أنه " لن يكون مصير دعاوى ومحاولات تقسيم العراق إلا الفشل " . وأكد أن العراقيين وحدهم هم أصحاب الحق والمسئولية فى تطوير نظامهم السياسى والاقتصادى والاجتماعى مشددا على ضرورة احترام هذه الاختيار " طالما يتوافق عليه العراقيون على نحو يضمن حقوق كافة المواطنين بالتساوى دون تفرقة على أساس الدين أو المذهب أو العرق أو الانتماء السياسى " . وأضاف أن هناك ضرورة ملحة للاسراع فى تطوير قوات جيش وشرطة عراقية وطنية تحظى بثقة كل العراقيين ومؤهلة لحماية واستقلال واستقرار العراق للتعجيل بيوم انسحاب القوات الاجنبية من العراق. وجدد وزير الخارجية استعداد مصر الكامل لدعم جهود الحكومة العراقية لتحقيق الأمن والاستقرار فى البلاد . وأشار إلى ضرورة الحيلولة دون انزلاق العراق ليصبح ساحة لإدارة صراعات لا ترتبط بمصالحة أو لتصفية حسابات لا يتحمل العراق وزرها مؤكدا كذلك على أهمية الالتزام بمبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول . من جانبه ، حذر وزير خارجية ايران منوشهر متقى من ان هناك دائرة مغلقة فى العراق حيث يدعى الارهابيون انهم يقاتلون قوات الاحتلال بينما يبرر المحتلون وجودهم بأن يهدف لمحاربة الارهاب وبالتالى فان محور /الارهاب - الاحتلال/ هو فى الحقيقة يشكل جذور كل مشاكل العراق. وقال متقى فى كلمته امام مؤتمر وزراء خارجية دول جوار العراق الموسع فى شرم الشيخ الجمعة انه وبالرغم من ان بلاده كانت ترى ان عقد هذا المؤتمر فى بغداد كان من شأنه ان يمثل دعما لشعب وحكومة العراق الا اننا نحترم قرار الحكومة العراقية التى طلبت عقده فى مصر ونحن على ثقة من ان شرم الشيخ هى ايضا مكان ملائم لعقد المؤتمر. واضاف منوشهر متقى ان استعادة العراق لسلامته واستقراره وتقوية الوحدة العراقية والسيادة الوطنية ووحدة الاراضى العراقية هو امر سيخدم مصالح الجميع منوها فى هذا الصدد بالجهود التى اتخذتها حكومة وشعب العراق من اجل استعادة السلام والامن واعادة بناء بلدهم وهو ما يمهد الطريق لعودة الاستقرار فى المنطقة ككل. وقال ان ايران ترى ان استمرار الاحتلال يعد هو اصل الازمة وما نتج عنه من عمليات ارهابية. وأكد متقى انه يتعين على الولاياتالمتحدة ان تتحمل مسئولياتها باعتبارها قوة الاحتلال فى العراق ولا تلقى باللوم على الاخرين فى محاولة غير مسئولة للقفز للامام. واشار متقى الى ان المتوقع من الولاياتالمتحدة ان تقدم خطة لانسحابها من العراق حتى يمكن استعادة العراق لسلامه واستقراره. واعتبر متقى ان وجود مثل هذه الخطة من جانب واشنطن من شأنه ان يتيح لشعب العراق رؤية افاق اوضح واكثر اشراقا لمستقبله. وقال وزير الخارجية الايرانى ان بلاده ترى ان هناك عدة مبادىء اساسية من شأن تحقيقها على اتمام خطة انسحاب سلمية تتمثل فى ضمان وجود تأييد دولى واقليمى لحكومة السيد نور المالكى رئيس الوزراء العراقى باعتبارها الحكومة الشرعية التى جاءت نتيجة عملية ديمقراطية مع ضرورة منح قدر اكبر من السلطة فى اسرع وقت ممكن للحكومة المنتخبة لتمكينها من اتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية والامنية بنفسها وبخاصة ما يتعلق بنقل ملف الامن للحكومة باعتبار ذلك سيكون سبيلا لمكافحة انعدام الامن واعادة الاستقرار بالعراق. وتشمل هذه المبادىء ضرورة توفير التدريب والتجهيزات المناسبة للشرطة والجيش العراقى لتمكينها من قبول مسئولياتها والوفاء بها وكذلك فان هناك حاجة لضرورة توافر قدر كاف من الارادة والتصميم على مساعدة العراق فى جهوده لاعادة الاعمار. وأكد تصميم ايران على التعاون الوثيق سواء مع حكومة العراق او مع جيران العراق ومع الدول الاخرى المعنية بحماية استقلال العراق والمساعدة فى اعادة اعماره. وقال متقى ان تأييد الحكومة العراقية بشكل تام سيساعدها على اجراء اى اصلاح ضرورى من خلال قنوات شرعية وقانونية استنادا الى المبادىء الاساسية التى تتفق عليها كل فئات الشعب العراقى. و شدد ايضاً الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في كلمته على ان المرحلة الراهنة تتطلب "بحث سبل دعم العراق وتهيئته للحظة التي ستنسحب فيها القوات الاجنبية" حتى لا يخلق هذا الانسحاب "فوضى" في هذا البلد. وقال ان "الوقت ليس وقت تبادل اتهامات وانما العمل على انقاذ العراق" مؤكدا ان "اول المسؤولين" عن اعادة الاستقرار الى العراق "هم العراقيون انفسهم". ودعا موسى في الوقت ذاته الى "تفاهم اقليمي ملتزم بسلامة العراق ووحدة اراضيه". ياتي اجتماع دول الجوار الموسع غداة اطلاق وثيقة العهد الدولي للعراق وهي خطة خمسية لمساعدة العراق اقتصاديا، حيث اكد الامين العام للامم المتحدة ان الدول المشاركة في وثيقة العهد الدولي وافقت على اسقاط 30 مليار دولار من الديون المستحقة على العراق. وعلى هامش المؤتمر ، عقدت لقاءات ثنائية عدة ابرزها لقاء وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس مع نظيرها السوري وليد المعلم وهو الاول على هذا المستوى بين البلدين منذ العام 2004. كما اجتمعت وزيرة الخارجية البريطانية مارجريت بيكيت مع نظيرها الايراني منوشهر متكي.