أصبح البرنامج النووي الإيراني يمثل محور الصراع الآن في الشرق الأوسط حيث يخفي الجدل الدائر حوله الكثير من الأهداف والاستراتيجيات المتصارعة في المنطقة، حيث تسعى أطراف عديدة إلى اللعب بورقة هذا الملف وأولها بالطبع هي إيران التي تستخدم ورقة التخصيب في لعبة باتت معروفة للجميع. ويعود التاريخ النووي الإيراني لعام1960 حين كانت إيران ذات علاقة قوية وطيبة مَعَ الولاياتالمتحدةالأمريكية، فَفِي غضون عام1960 وبمساعدة أمريكية أنشأ شاه إيران "مُحَمَّد رضا بهلوي" منظمة الطاقة النووية الإيرانية ومركز طهران للبحوث النووية، ومع تعاقب الاعوام والرؤساء يرى محللون أن إيران لا تزال تسعى جاهدة لامتلاك قنبلة نووية برغم نفيها الدائم لذلك. وفي"جنيف" عقدت هذا الاسبوع مفاوضات بين الدول الست الكبرى وإيران بشأن برنامجها النووي، وبرغم أن التقارير الاولية أشارت إلى إحتمال التوصل لاتفاق ما كخطوة أولى نحو مزيد من المباحثات بشأن الاتفاق النهائي، إلا أنه سرعان ما تبددت هذه الامال بإنتهاء المفاوضات بالفشل. وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية فقد أعرب دبلوماسيون مشاركون في المفاوضات عن غضبهم من دور وزير الخارجية الفرنسى "لوران فابيوس" متهمين إياه بخرق الصفوف بالكشف عن تفاصيل المفاوضات بمجرد وصوله إلى جنيف، وكذلك كسره البروتوكول مرة أخرى بإعلان النتائج للصحافة قبل أن يصل وزير الخارجية الايراني "جواد ظريف" ومسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي "آشتون" للمؤتمر الصحفي الختامي. وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" علّق قائلا إنه إما أن يكون هناك اتفاق جيد حول الملف النووي مع إيران أو عدم اتفاق، مضيفا في مقابلة أجراها مع تلفزيون NBC أن العرض الإيراني جديد، ويتعين علينا وضع هذا العرض تحت الاختبار بصورة حذرة جدا. أما اسرائيل فقد شعرت "بعدم الارتياح" تجاه مفاوضات "جنيف"، فبحسب صحيفة "ديلى تليجراف" فإن إسرائيل أطلقت حملة ضد ما تصفه ب "الصفقة السيئة" مع إيران، كما نقلت عن مسئول إسرائيلي رفيع قوله إن الحكومة الاسرائيلية ستعمل قبيل استئناف المفاوضات بين الولاياتالمتحدةوإيران يوم 20 من الشهر الجاري على محاولة اقصاء ذلك الاتفاق الذي يقضي بتقويض البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات الدولية عليها. وبالنسبة للسعودية التي تعتبر من أهم حلفاء الولاياتالمتحدة في المنطقة فقد أعربت الاولى بشكل ضمني عن انزعاجها من التقارب "الامريكي-الايراني"، الامر الذي تجلى في رفض السعودية لمقعدها في مجلس الامن والذي ترجمه البعض بأنه رسالة إلى الولاياتالمتحدةالامريكية، إلا أن "كيري" صرّح قائلا: "اعتقد ان لدينا المقدرة الكافية لمعرفة ما اذا كنا نعمل فعلا لمصلحة بلدنا ومصلحة العالم بشكل عام، وخصوصا لمصلحة حلفائنا مثل اسرائيل ودول الخليج وغيرها." وترى "الجارديان" أن الفشل في التوصل إلى اتفاق مؤقت في محادثات جنيف حول البرنامج النووي الايراني سيكون "كارثة" لكل المنطقة بما فيهم إسرائيل، مشيرة إلى أنها بذلك ستدفع السعودية لإمتلاك قنبلة نووية وقد يحذو حذوها العديد من الدول الخليجية.