أكد وزير الثقافة والإعلام بالمملكة العربية السعودية الدكتور عواد بن صالح العواد أن العلاقات السعودية المصرية تاريخية ومتميزة تتسم بالاستمرارية نتيجة لمكانة الدولتين في النظام الإقليمي العربي. وأضاف العواد ان مصر والسعودية بمثابة نقطة اتزان في العلاقات الدولية, في ظل رؤى مشتركة ومتطابقة حيال الأزمات التي تواجه المنطقة والناتجة عن التدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية للدول العربية وإثارة الفتن الطائفية ودعمها للإرهاب. وشدد العواد – في حوار أجرته معه صحيفة "الأهرام" نشر بعددها الصادر اليوم/الاثنين/ – على اهتمام مصر والسعودية بالتواصل والتنسيق المستمر لتعزيز التضامن العربي والحفاظ على الأمن العربي وتلبية تطلعات الأمة العربية, مؤكدا أهمية التعاون بين البلدين لتعزيز الأهداف المشتركة. وقال " إن الأمة الإسلامية تعاني حاليا من تيارات فكرية مشوهة لسماحة الدين الإسلامي; وخاصة آفتي الإرهاب والفتنة الطائفية اللتين تستهدفان زعزعة الاستقرار والأمن والسلم الإجتماعي لخلق الفوضى", مؤكدا أهمية مواجهة التطرف والطائفية وخطاب الكراهية بشتى أنواعها, وملمحا إلى بدء الدول بوضع عدد من الخطط والاستراتيجيات قصيرة وطويلة المدى لمواجهة هذه التيارات. ولفت وزير الثقافة والإعلام السعودي إلى أن المملكة ومصر تميزتا بحربهما على الإرهاب لكونهما أهم أهداف الفكر الإرهابي المتطرف,كما بدأت دول المقاطعة – في إشارة إلي المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والبحرين – في المواجهة الحاسمة مع هذه التيارات وداعميها, معتبرا ما تقوم به هذه الدول الآن هو جزء من استراتيجية طويلة المدي. وبشأن موقف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب من قطر, قال الوزير إن "الحل واضح ويكمن في استجابة قطر لنداء العقل والحكمة والقبول بتنفيذ مطالب الدول الأربع والقناعة بأن حل الأزمة لا يخرج عن حدود هذه الدول وأن محاولات تدويل الأزمة أو تغيير ديموغرافية السكان في قطر أو جلب القوات الأجنبية وغيرها لن يسهم إلا في تعقيد الأزمة واستمرارها". واعتبر الوزير أن الخطوات التي اتخذتها دول المقاطعة ناجحة وسيكون لها تأثير كبير في العاجل والآجل, وقال: " هناك المزيد ولكن لكل خطوة وقتها المناسب ونأمل أن تسود الحكمة وأن تقوم الحكومة القطرية بما يلزم لتعود إلى حضنها العربي", محذرا من مساعي قطر من خلال قناة "الجزيرة" تضليل الرأي العام العربي والدولي بأن الأزمة مفتعلة ومؤامرة. وشدد العواد علي أن هذه الأمور ليست حقيقية لأن قطر التزمت ووقعت على اتفاق الرياض 2014 ثم تنصلت منه وعادت من خلال قناة "الجزيرة" للتدخل في شئون الدول لبث الفوضى فيها وتحريض شعوبها. وأكد وزير الثقافة والإعلام السعودي أن التصدي للخطاب التحريضي للإعلام القطري ليس بالأمر المستحيل عبر مصداقية الطرح وكشف الحقائق التي كانت غائبة عن أبناء الوطن العربي, مشددا علي أن الخطاب التحريضي ظهرت تشوهاته بالفعل ولم يعد له تأثير إلا على قلة ممن تسوقهم العاطفة ويمكن التعامل معهم بمخاطبة عقولهم عوضا عن عواطفهم كما تفعل "الجزيرة". وأضاف "لدينا عدد من الخطط الإعلامية العملية القابلة للتنفيذ وتستهدف إظهار الحقيقة وكشف زيف وتشويه قناة "الجزيرة" للحقائق لأغراض سياسية وتهدف الخطط لدعم المواقف الرافضة لدعم الدوحة للإرهاب والتدخل في شئون البلدان الأخري, وعبر العواد عن حزنه لأن الإعلام العربي لم يلتزم بالعمل الجماعي لمواجهة هذه المخاطر, وكان في كثير من الأحيان أداة للخلافات السياسية, مؤكدا أن الإعلام شريك أساسي لأي دولة في تعزيز أمنها وخططتها التنموية ويقع على عاتقه مسئولية اجتماعية محورية تتمثل في الالتزام بها في خطابه للرأي العام بالبعد عن الإثارة والتحريض. وتابع العواد: "الإعلام العربي الرسمي يعمل جاهدا للالتزام بالثوابت والقيم والخطط التي تم الاتفاق عليها أو تلك التي لا تكون سببا في تأجيج أي خلاف.. تزييف الحقائق والحض على إشاعة الفوضى نراه في بعض وسائل الإعلام الخاصة التي تمتلك أهدافا مشبوهة يسعى إلى شق الصف تحت حجة إظهار الحق بينما الواقع أن ما يعرضه عبارة عن مجموعة من الأكاذيب لإثارة العاطفة والحماس لصالح الأهداف المشبوهة".