السمنة أضحت مرضاً وبائياً عالمياً يؤثر على جميع المستويات الإقتصادية والفئات العمرية، فهى ليست مشكلة جمالية فقط ولكن أيضا مصاحبة بالعديد من الأمراض التي تهدد الحياه مثل أمراض السكري و القلب والسرطان وأمراض المناعة الذاتية..وغيرها؛ فهناك أكثر من عشرة انواع من أمراض المناعة الذاتية تترافق مع زيادة فى الوزن. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن ما يقرب من 35٪ من سكان العالم يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، وتأتي مصر في المركز الثاني بين الدول العربية في سمنة السيدات حيث تبلغ نسبة المرأة المصابة بالسمنة في مصر الى(48%) في حين تتبوأ دولة الكويت المركز الاول بنسبة تبلغ (55.2%). واوضح ا.م. منى عبد الجليل محمد أستاذ الكيمياء الحيوية المساعد بكلية العلوم (فرع البنات) – جامعة الأزهر أن السمنة هي تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون بالجسم وتكون سببا في الاصابه بكثير من الامراض المضره بالصحة العامه. واكدت لأخبار مصر ان الابحاث اثبتت مسؤولية السمنة في الإصابة بحالة من الالتهاب منخفض الدرجه والمزمن بالجسم، بما يعمل على تهيئة الظروف المثلى للاصابه بامراض المناعة الذاتية مثل أمراض الغدة الدرقية الناتجة عن إختلال المناعة الذاتية وخاصة مرض هاشيموتو ومرض جراف وهما الأكثر شيوعا في الإناث عن الذكور. واوضحت أن الأنسجة الدهنية في جسم الانسان تفرز هرمون اللبتين هرمون الذي يعمل علي المحافظه علي وزن الجسم وضبط الشهية في الاحوال العادية أما في حالة الاصابه بالسمنة فيرتفع مستواه بالدم ويفقد دورة الطبيعى ويصبح من العوامل البادئة للإلتهاب ويرجح انه يلعب دور مهم في حدوث إختلال في المناعة الذاتية للغدة الدرقية. وأضافت إن التأثير المحتمل للسمنة على أمراض الغدة الدرقية الناتجة عن إختلال المناعة الذاتية متناقض في كثيرمن الدراسات السابقة. ومن جانبها اشارت هند عباس عيسى عبد الرازق الباحث بقسم التغذية بالمركز القومي للبحوث الى دراسة اجراها المركز لمعرفة العلاقة بين السمنة وامراض الغدة الدرقية والمعروف باسم مرض هاشيموتو واوضحت انه تم إجراء الدراسة على مرحلتين:- المرحلة الأولى:- أجريت الدراسه على 63 سيده متطوعه ، تتراوح اعمارهن بين 29-51 عام بعد إستبعاد السيدات اللائى كانوا يعانين أو لديهن تاريخ مرضى للغدة الدرقية أوتلقين ادوية او علاجات تؤثر على الغدة الدرقية. وايضا من يتناولن أدوية تؤثر على أيض الجلوكوز أو مقاومة الأنسولين أو أيض الدهون أوتغيير فى ضغط الدم. كما تم إستبعاد السيدات البدينات من اللآتى إتبعن حمية غذائية أو/ و تناولن أدوية تساعد على إنقاص الوزن قبل المشاركة فى الدراسة لمده على ا قل من ثلاثة شهور. و وتابعت د. هند انه في المرحلة التانية تم اجراء الدراسه على 20 سيده بدينه. و بعد التقييم المرضى والفحص السريرى الكامل لهن تم اتباعهن لحمية غذائية لانقاص الوزن و تعديل السلوك الغذائى بالاضافة الى ممارسة الرياضة البدنية، حيث أتبعن نظام غذائى متوازن (60% كربوهيدرات -20% بروتين -20 % دهون) و منخفض السعرات الحرارية (1000 – 1200سعر حرارى/اليوم)وذلك لمدة شهرين.و قد تم التقييم الكامل لهن باتباع نفس خطوات وفحوصات المرحله الاولي وذلك قبل و بعد شهرين من إتباعهن الحمية الغذائية. واضافت ان الدراسة أظهرت إن إتباع مجموعة السيدات البدينات للنظام الغذائي قليل السعرات لمدة شهرين لإنقاص الوزن أدى إلى تحسن ذو دلالة إحصائية فى كل من القياسات الجسمانية (الوزن – محيط الخصر الأصغر – محيط الأرداف – نسبة محيط الخصر الأصغر/محيط الارداف – نسبة الدهون بالجسم – معدل الايض ) مقارنة بالبيانات الاحصائية الخاصة بهن قبل التدخل الغذائى و إنقاص الوزن. كما أظهرت الدراسة أيضاً إنخفاضاً معنوياً فى كلاً من الدهون الثلاثية – عامل تصلب الشرايين – ناتج تراكم الدهون و معدل مقاومة الإنسولين . وأيضاً أظهرت الدراسة وجود تحسناً ذو دلالة معنوية كبيرة فى كل من هرمونات الغدة الدرقية ](TSH –FT3- FT4) حيث أوضحت الدراسة إنخفاضاً معنوياً فى مستوى كلاً من FT4وTSHبينما ارتفع مستوى FT3 ليماثل تقريبا المستوى الطبيعي. كما حدث إنخفاضاً ملحوظاً لكلا من مستويات هرمون الليبتين – Anti-TPO و hs-CRP مقارنة بنتائجهم الاحصائية قبل فقدان أوزانهن. وترى ا.د/ سلوى أحمد مصطفى الشبينى الأستاذ بقسم التغذية وعلوم الاطعمة – المركز القومي للبحوث والمشرفة على البحثأن إتباع حمية غذائية لإنقاص الوزن يمكن أن يحسن أو يمنع المشاكل الصحية المرتبطة بالسمنة. كما إن ممارسة الرياضة ، وزيادة النشاط البدني والحفاظ على الوزن الطبيعي يؤدى إلى الحد من الكثير من الأمراض المصاحبة للسمنة مثل ارتفاع ضغط الدم واختلال الدهون بالدم ومرض السكرى النوع الثانى. وتنصح السيدات البدينات اللائى يعانين اختلال بهرمونات الغدة الدرقية والناتج من اختلال المناعة الذاتية للغدة الدرقية ان يتبعن نظام و حمية غذائية معدلة من حيث كمية ونوع الطعام و ممارسة النشاط البدنى لإنقاص الوزن مع النظام العلاجى فإن ذلك يؤدى الى تحسناً ملحوظاً.