عقد الرئيس حسنى مبارك والرئيس التركى أحمد نجدت سيزار مؤتمراً صحفياً اليوم الخميس بمقر القصر الجمهورى فى أنقرة ، حيث أكدا الرئيسان تطابق وجهات النظر بين مصر وتركيا فى مختلف المجالات ، ونوها بأن التشاور بين البلدين مستمرا على أعلى المستويات . وتأتى هذه المباحثات والمشاورات التى يجريها الرئيسان فى أجواء إيجابية للغاية تعكس متانة العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين ، والتى اكتسبت زخماً جديداً خلال العامين الماضيين والرغبة المشتركة فى الحفاظ على هذا الزخم والمُضى بعلاقتهما وتعاونهما إلى الأمام . وقد تناولت المشاورات مجمل الوضع الإقليمى والدولى الراهن والعلاقات الثنائية والتعاون القائم بين الدولتين، وجاء التقاء وجهات النظر حول ضرورة تكثيف الجهود لدفع عملية السلام .. بما يحقق قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والضرورة المماثلة لمساندة العراق .. بما يضمن استقراره ووفاقه الوطنى ووحدة أراضيه ، كما تلاقت المواقف فيما بينهما حول أهمية التوصل لتسويات سلمية لكافة النزاعات وبؤر التوتر بالمنطقة ، وتفادى نشوء بؤر توتر جديدة .. ضماناً لسلام وأمن واستقرار الشرق الأوسط ورخاء دوله وشعوبه بشكل عام . وفيما يتصل بالوضع الدولى .. أوضحت المشاورات اتفاق مواقف الجانبين الداعمة للأمم المتحدة والداعية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووى وكافة أسلحة الدمار الشامل والمساندة لجهود المجتمع الدولى فى التصدى لمخاطر الإرهاب . وقد استعرض الرئيسان مختلف جوانب العلاقات المصرية التركية والنمو المضطرد فى التعاون الثنائى القائم فى مجالات التجارة والاستثمار والصناعة والبترول والغاز وربط شبكات الكهرباء .. بل واستكمال تصديق المجالس النيابية فى كلا البلدين على اتفاقية التجارة الحرة بعد دخولها حيز التنفيذ . هذا وقد عقد الرئيسان حسنى مبارك والتركى أحمد نجدت سيزار جلسة مباحثات موسعة بالقصر الجمهورى فى أنقرة عقب وصول الرئيس مبارك حضرها وفدا البلدين ، وشارك فى الجلسة من الجانب المصرى المهندس سامح فهمى وزير البترول والسيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية والدكتور محمود محيى الدين وزير الاستثمار والمهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة ، ومن الجانب التركى شارك نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبد الله جول ، ووزير التجارة والصناعة على جوشكن ، ووزير الدولة للتجارة الخارجية كورشات توزمن . وقد بحث الوزراء المشروعات المشتركة بين البلدين فى مختلف المجالات وتوسيع التعاون التجارى وزيادة حجم التبادل التجارى مع دخول اتفاقية التجارة الحرة حيز التنفيذ فى مطلع مارس الجارى ، والعلاقات بين البلدين فى مجالات الطاقة والغاز الطبيعى والاستثمارات المشتركة . وكان الرئيسان حسنى مبارك والتركى نجدت سيزار قد عقدا فى وقت سابق اليوم جلسة مباحثات ثنائية بالقصر الجمهورى فى أنقرة . ومن جانبه أوضح وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط أن زيارة الرئيس مبارك لتركيا تأتى فى إطار العلاقات الوثيقة القائمة بين البلدين التى تشهد مؤخراً نقلة نوعية فى كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والتجارية ، فضلاً عن العلاقات الثقافية والفنية والعلمية ، وقد أوضح أبو الغيط أن مجمل الأحداث والمستجدات الدولية والإقليمية باتت تستوجب أن يكون التنسيق والتشاور بين القاهرةوأنقرة مستمرين ، وأن تطورات القضية الفلسطينية والوضع فى العراق والملف النووى الإيرانى والوضع الداخلى فى لبنان هى موضوعات ستتصدر جدول أعمال المباحثات بين الرئيسين مبارك وسيزار ، مُشيراً إلى أن سُبل تعزيز ودعم العلاقات الثنائية بين البلدين وإمكانية استشراف آفاق جديدة لهذه العلاقات ستستحوذ أيضاً على اهتمام كبير من المباحثات . ويذكر أن آخر زيارة قام بها الرئيس مبارك لتركيا كانت فى فبراير عام 2004 .