استقبلت مصر أمس الحركات المسلحة الرئيسية في دارفور للاستماع الي وجهات نظرها في محاولة لتوحيد رؤاها وصفوفها قبيل المفاوضات المرتقبة نهاية الشهر المقبل في سرت بليبيا وقد التقت الأهرام قيادات هذه الحركات التي وفدت الي مصر. وفي الحوار التالي يؤكد خميس أبكر قائد حركة تحرير السودان ضرورة توحيد الوفد التفاوضي للحركات المسلحة في دارفور قبل التوجه الي سرت كما أكد استعداد الحركات للوصول الي تسوية سلمية عادلة وقال ان عبد الواحد محمد نور لا يمثل قضية دارفور ودعاه الي العودة الي الدارفوريين الذين يتحدث باسمهم بدلا من البقاء في باريس وأكد أهمية الدور المصري في حل مشكلة دارفور ونفي أن يكون منحازا للحكومة علي حساب المتمردين وقال انه دور لصالح كل أهل دارفور ولصالح السودان كله. * هل ستحضرون مفاوضات سرت المقبلة بشأن دارفور؟ { هناك بعض الاشكاليات تتعلق بمفاوضات سرت لم يتم حلها حتي الآن وكانت الحركات المسلحة بدارفور التي وقعت اتفاق أروشا قد اتفقت مع المجتمع الدولي ودول الجوار علي أن يقوما بتحديد مكان التفاوض بعد التشاور معنا وكان هناك شيء مهم للغاية يجب أن يحدث قبل بدء المفاوضات وهي عملية توحيد حركات دارفور لوفدها التفاوضي بعد أن تم توحيد رؤيتها التفاوضية ثم دخولهم في ورش عمل لتدريبهم علي مهارات التفاوض في جميع الملفات المطروحة ونأمل أن يتم ذلك قبل موعد المفاوضات أما إذا لم يتم ذاك, فالموعد قد يكون غير مناسب علي ضوء التطورات الحالية فنحن لانريد تكرار تجربة مفاوضات أبوجا ولابد أن نذهب للمفاوضات بقيادة واحدة حتي نضمن استدامة السلام الذي نتوصل إليه وحتي نصل إلي حل جذري للمشكلات في دارفور. * يبدوأن الحركات المسلحة في دارفورولاسيما حركتك حركة تحرير السودان أصبحت هي المعوق الرئيسي في سبيل الوصول للسلام ؟ { حركة تحرير السودان هي حركة رئيسية في درفور وخلافاتها في الميدان ليست بهذا الشكل الذي يتم الحديث عنه وقد جمدنا قيادة عبد الواحد محمد نور لها ولاتوجد الآن عقبة رئيسية في سبيل توحيدها ويوجد الآن ترتيبات واسعة من أجل ذلك علي مستوي القادة العسكريين وعلي المستوي الميداني. * كيف تنظر لتهديد عبد الواحد بعدم حضور مفاوضات سرت؟ { القضية ليست قضية عبد الواحد بل قضية دارفور ولوحققت المفاوضات المقبلة طموحات أهل دارفور سيقبلها أبناء دارفور سواء أتي بها عبد الواحد أم غيره ونحن كحركة لنا وجهة نظر خاصة بأن عبد الواحد يمثل نفسه ولايمثل قضية دارفور لأن قضية دارفور في دارفور نفسها وليست في باريس التي يعيش فيها عبد الواحد. هل صحيح أنه يتمتع بشعبية كبيرة في دارفور كما يتردد؟ { إذا كانت لديه شعبية كبيرة كما يقولون فعليه أن يجيء إلي شعبه أعتقد أن الإعلام صنع صورة مزيفة عن عبد الواحد والمسئول عن ذلك في المقام الأول هوالأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي وقد اعترفا بذلك مؤخرا وقال مبعوث الاتحاد الأفريقي سالم أحمد سالم: نحن أخطأنا نحن الذين رفعنا قدر عبد الواحد. * وإذا لم يحضر المفاوضات؟ { لن تكون هناك مشكلة أوصعوبات يستطيع الآخرون تحقيق السلام وشعب دارفور شعبنا ونعرف كيف نوجهه. * لماذا أنتم في القاهرة الآن وهل تستطيع مصر أن تلعب دورا يعزز فرص نجاح المفاوضات المقبلة في سرت؟ { سعداء جدا أن نكون مع إخوتنا في مصر الذين تربطنا بهم علاقة تاريخية بين شعبينا فضلا عن العلاقة بين الحكومتين المصرية والسودانية ونحن نشكر القيادة المصرية علي دعوتها الكريمةونعتبر أنفسنا جزءا من الشعب المصري وكان من المفترض أن تتم الزيارة من قبل لكن شاءت الأقدار أن يتأخر مجيئنا وقد جئنا ولدينا رغبة أكيدة أن تكون القاهرة مركزا لتوجهنا وأن تلعب مصر دورا أكثر فاعلية في قضية دارفورلأنه إذا استمرت الأوضاع الحالية في دارفور سيكون لها انعكاسات خطيرة علي مجمل الأوضاع في السودان والمنطقة. * هل انتفت بذلك الشكوك داخل الحركات المسلحة في دارفور حول ماكان يقال عن انحياز مصر للحكومة السودانية علي حسابها؟ { لم نشك أن الدور المصري هودور إيجابي لصالح أهل دارفور ولصالح السودان كله رغم بعض الأصوات التي تحدثت عن انحياز مصر لصالح الحكومة السودانية لكنني أري أنه حدث تأخير من مصر في تبني قضية دارفور وربما كان شعورنا هذا منطلقا من الاحساس بأن العلاقة الموجودة بين مصر وشعب دارفور هي علاقة تاريخية قديمة وحميمة. * وهل يمكن أن تساعد مصر في التوصل إلي إتفاق بين حركات دارفور لتوحيد رؤاها التفاوضية؟ { هذا مانتمناه. * ألا تري أن سقوف مطالبكم التي اتفقتم عليها في أروشا كانت مرتفعة وربما عسيرة؟ { لا أظن أن هذه المطالب كانت زائدة فشعب دارفور يستحق نائب رئيس وإقليم واحد ومشاركة في السلطة علي مقدار الكثافة السكانية وهذه المطالب معقولة جدا ويجب أن تجد اهتماما من الحكومة. * ألاتخشون أن الميزان الدولي قد بدأيميل إلي غير صالحكم وأن الحكومة قد تكون في موقف أفضل منك الأن وألاتخشون من أن ينفذ المجتمع الدولي تجاهكم العقوبات التي يهدد بها الآن؟ { لا أعتقد أن الميزان الدولي يميل لغير صالحنا ولاأعتقد أننا نواجه ضغوطا أكثر من تلك التي تواجهها الحكومة ولا نخشي العقوبات ولكننا راغبون حقيقة في السلام لصالح أهلنا في دارفور الذين طالت معاناتهم. * هل شاركتم في الاعتداء علي قوات الاتحاد الأفريقي في حسكنيتة مؤخرا؟ =كلا لم يحدث وقد أدنا جريمة العدوان علي الاتحاد الأفريقي لأن هذه القوات جاءت لحماية شعبنا فكيف نعتدي عليها ومن ينسب ذلك إلينا يريد تشويه سمعتنا ونحن نهيء أنفسنا للمفاوضات. * وكيف تنظر لقدوم القوات الدولية إلي دارفور قبل نهاية العام؟ { مجيء القوات الدولية بالشكل مطروح قبل التوصل إلي تسوية سلمية سيخلق إ شكاليات إذ لابد من تحقيق السلام أولا ثم يأتي بعد ذلك القوات والتي هي أمر مهم لحماية المدنيين في المعسكرات. ولانمانع في مجيء هذه القوات سواء كانت أفريقية أم دولية. * ألاتخشون أن تستهدفكم هذه القوات؟ { ليس من حق أي قوة في العالم أن تحارب الحركات وإذا حدث ذلك فسيقف ضدها كل شعب دارفور. * تتكلم وكأن الحركات هي المعبرة عن أهل دارفور جميعا؟ { هذه الاتهامات نسمعها من حين لآخر ولكنني أؤكد لك أننا نمثل جميع أهلنا في دارفور ولولم نكن نمثلهم لبقوا في بيوتهم ولما وصلوا إلي المعسكرات. * هناك الآن اعتراضات علي اعتبار الحكومة وحركات دارفور هي فقط الممثلة لشعب دارفور ودعوة لإشراك القبائل العربية في المفاوضات { أعتقد أن الحكومة والحركات تعبران عن شعب دارفور وجميع القبائل ممثلة في حركات دارفور سواء كانت عربية أم غير عربية وفتح الباب لأي تمثيل قبلي يخلق في حد ذاته مشكلة ويؤدي لعدم استقرار قبلي. * لكن الحركات تقوم علي أسسي قبلية هي الأخري؟ { في حركة تحرير السودان عندنا قيادات من القبائل العربية وفي الجبهة المتحدة للتحرير والتنمية هناك فصيل كامل يمثل القبائل العربية هوالقوي الثورية ونحن لانقدم طرحا قبليا بل باسم كل أهل دارفور والقبائل العربية هي الأكثر تخلفا نتيجة التهميش الزائد. * إذن الصراع لم يكن عربيا أفريقيا كما يروج له في الغرب؟ { نعم لم يكن صراعا عربيا أفريقيا بل مشكلة تهميش من المركز. * تستمد قوتك الأساسية من قبيلتك المساليت؟ { بالطبع أنتمي للمساليت لكن الحركة هي مصدرقوتي الأساسية ونحن لسنا حركة قبلية فنائبي من قبيلةا لداجووأمينها العام من الزغاوة وبها قيادات من جميع القبائل وكذلك الجبهة المتحدة التي أرأسها تضم قبائل من كردفان وغيرها. * كنت نائب رئيس حركة عبد الواحد حينما كانت الحركة جسما واحدا لماذا في رأيك انشقت الحركة؟ { منذ بداية تأسيس الحركة حدث سوء فهم بين عبد الواحد وميناوي ولم يكن لديهما فهم أن العمل الذي نقوم به قد يستمر لسنوات كان يعتقدان انه سيستغرق أشهر ولما اختلفا حاولنا حل خلافاتهما لكن لم تتوافر لديهما إرادة الحل وكان الخلاف بينهما حول المناصب.... ميناوي كأمين عام كان يعتقد أن صلاحياته يجب أن تكون أوسع من الرئيس ولما رأي عدم إمكانية ذلك أراد أن يكون الرئيس ولما لم يتمكن ذهب وعقد مؤتمر حسكنيتة وشق الحركة لاثنتين. * كيف تقيم شخصية عبد الواحد محمد نوروقد كنت أقرب الناس إليه؟ { في الفترة التي قضيناها معا في الحركة انفصل عنه أناس كثيرون هناك عيب خطير في شخصيته وهوأنه ممكن يتكلم ولكن لاينفذ...وهذا ما أعيبه عليه. * هوالآن يضع العديد من الشروط لكي يشارك في المفاوضات؟ { يجب أن يعمل مع الآخرين. * هل يأستم منه؟ { في الجولة الأخيرة من مفاوضات أبوجا جمدنا صلاحياته ولكن لم نلغ عضويته في الحركة لكن يمكنه ممارسة نشاطه فقط بعد انعقاد المؤتمر العام للحركة. * وكيف تقيم شخصية ميناوي؟ { عرفت ميناوي جيدا وتعاملت معه كثيرا وأعتقد أنه ارتكب خطأين فادحين أولهما أنه شق الحركة إلي اثنتين وثانيهما أنه وقع علي شيء غير معروف نسميه وثيقة أبوجا, وبالتالي هوالذي يتحمل الوزر الأكبر في المسئولية عن كل الاشكاليات التي أصابت الحركة حيث ذهب ووقع اتفاق غير مقبول مقابل وظيفة ونحن لسنافي حاجة إلي وظائف لأن أبناء دارفور الموظفين في الدولة كثيرون لكنهم لم يحلوا مشكلة التهميش التاريخي وقد رضي ميناوي بالوظيفة وغيب كل مصالح أهل دارفور. * لكن ميناوي مؤخرا أعلن استعداده للتنازل عن شيء من حصته في السلطة إسهاما منه في الوصول للسلام بدارفور؟ { لا أظن أن لدي ميناوي شيئا يتنازل عنه لأهل دارفور فنحن لانريد الموقع الذي يوجد فيه.. لانريد منصب مساعد رئيس لكننا نريد مشاركة حقيقة في السلطة ونريد تواجدا فعليا في مؤسسة رئاسة الجمهورية التي يصنع فيها القرار ونريد إقليما يدير نفسه بنفسه وهذه أشياء مهمة وضرورية بالنسبة لنا لن يحلها منصب مساعد رئيس الذي يشغله ميناوي. * نلمس في حديثك رغبة وسعيا للسلام؟ { نعم نسعي للسلام ونرغب فيه ليس لأننا نخاف أن تطول الحرب ولكن لأننا نخاف من انعكاس عدم استقرار السودان علي أوضاعه ومستقبله وعلي أوضاع المنطقة بأسرها وأحب أن أؤكد أن توقيع السلام ليس هوالحل وإنما يكمن الحل الحقيقي في الالتزام بما يتم التوقيع عليه وتنفيذه. * إلي كم فصيل انشقت حركتكم حاليا؟ { هناك خطأ كبير يقع فيه الناس فليس كل شخص معه هاتف ثريا ويتكلم مع الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي يعتبر فصيلا وللأسف وسائل الاعلام تعتبر أي قائد ميداني هوقائد فصيل ونجم عن ذلك لبس خطير