تحيط شكوك عديدة بمدى الفعالية والصلاحيات التي سيتمتع بها توني بلير بعد تعيينه كمبعوث خاص للجنة الرباعية في الشرق الأوسط خاصة لأنه يفتقد الدعم الداخلي والدولي للقيام بهذا الدور المهم. وليس معروفا حتى الآن مدى الصلاحيات التي تتوافر لبلير لتأدية هذه المهمة فيما تتحدث التقارير الأولية عن تركيزه فقط على دعم المؤسسات الفلسطينية ونظام الحكم فيها وتوفير المقدرة للاقتصاد الفلسطيني، وبالرغم من عدم ارتياح جوردون براون الذي سيخلف بلير كرئيس للوزراء اليوم لتولي سلطة هذه المهمة حيث ينتابه الاستياء إزاء ذلك كما تقول الصحف البريطانية، إلا انه مُصر على عدم اثارة أزمة مع بلير قبل خروجه من الحكم. ومن ناحية اخرى يقول مساعدون وثيقو الصلة ببلير انه يريد ان يتم توسيع الصلاحيات الممنوحة له للقيام بهذه المهمة بحيث يصبح وسيطاً في عملية التسوية ولا يقتصر دوره على المهام الانسانية الخاصة بالفلسطينيين فقط، ويقوم الامريكيون بممارسة ضغوط مكثفة من أجل توسيع هذا الدور. ويتوقع ان يعمل بلير من مكتب سيخصص له في القدس، وكذلك من مكتب آخر في الضفة الغربية على الأرجح. وقالت صحيفة “الجارديان” البريطانية ان الترتيبات الخاصة بتولي بلير هذا المنصب تجري منذ اسابيع برغم التزامه هو شخصيا الصمت إزاء القيام بهذا الدور حتى الآن. ويقول اصدقاء بلير انه سيكرس نفسه لتنفيذ الهدف الرئيسي لمهمته وهو استعادة الوحدة الفلسطينية بعد الأحداث الدامية التي جرت أخيراً في غزة، ولكن بلير يعلم جيدا مدى الشكوك العميقة لدى العرب إزاء مصداقيته لتولي هذا الدور بسبب ارتباطه الوثيق بالرئيس الامريكي جورج بوش، وكذلك تأييده المطلق ل”إسرائيل” خاصة بعد موقفه الذي أثار غضب العرب بعد رفضه الدعوة الى وقف فوري لاطلاق النار في لبنان خلال العدوان “الاسرائيلي” الصيف الماضي، وكذلك مشاركته في احتلال العراق وارتباطه الوثيق ب”إسرائيل”. تسربت معلومات بأن بلير نفسه هو الذي أثار الاقتراح الخاص بتوليه هذه المهمة بالنيابة عن اللجنة الرباعية وذلك خلال مناقشات مع بوش. وبعد ذلك اقترح الرئيس الامريكي هذه الفكرة على أمين عام الأممالمتحدة الجديد بان كي مون الذي يؤيد فعلاً هذه الفكرة وذكرت تقارير صحافية أخرى ان ضيقاً شديداً ثار من جانب روسيا والاتحاد الأوروبي لأن واشنطن مارست ضغوطاً على أطراف عديدة لإقرار هذا الدور حتى قبل ان تعرف موسكو أو بروكسل تفاصيل المهمة.