قبيل انطلاق الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في 7 مايو الجاري، جرت مواجهة ساخنة بين إيمانويل ماكرون، المرشح المستقل، ومارين لوبان، مرشحة اليمين المتطرف، في مناظرة تلفزيونية، والتي ستحدد مصير رئيس فرنسا القادم الذي يقود البلاد ل5 سنوات. وتبادل الطرفان الاتهامات حيث يدعم ماكرون،الاتحاد الأوروبي، فيما تتبنى لوبان فكر "فرنسا أولاً" وترفض العولمة وتسعى إلى فرنسا مستقلة داخل حدودها إضافة إلى موقفها المعادي للمهاجرين والأجانب. وأعتبرت لوبان أن ماكرون هو مرشح قانون الغابة والعولمة، وبينما تتحدث لوبان عن حقوق العمال هاجمها ماكرون واعتبر أنها لا تبحث عن حقوقهم وإنما تسعى للحصول على مكاسب من وراء الحديث عن مطالبهم. "الكبار يأكلون الصغار" وعن فترة العمل 35 ساعة أسبوعيًا قالت لوبان في هذا الشأن يمكن للمؤسسات الكبرى أن تغير قواعد العمل، وهذا مشروع ماكرون "الكبار يأكلون الصغار"، مشيرة إلى أن هذا الأمر يعني أنه لن يكون هناك عقد عمل محدود. واضافت لوبان أن ماكرون منضبط جدًا مع الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن تلك السياسة تسبب زيادة البطالة. وتابعت أن "التدابير التي يشير إليها ماكرون أعارضها وسأحمي العمالة وسأنهض بالمؤسسات الصغيرة". فيما قال ماكرون: "مستقبل بلدنا مهم، ورؤساء الشركات يريدون المزيد من الوضوح، وطبيعة الحال إن هناك فروقا بين الشركات الصغيرة والشركات الكبرى ويجب أن يكون هناك مفاوضات مع الشركات". مضيفا : الفرنسيون لا يريدون تجربة لوبان وأنت تتحدثين دومًا عن الماضي وتكذبين دائمًا وأبدأ، وأنا جدي في حين أن مشروع لوبان غير جدي. بينما ردت لوبان "توقف عن عجرفتك، الفرنسيون اختاروك لأنه لم يكن هناك مرشح آخر". وأوضح ماكرون أن أي من مرشحي الرئاسة الفرنسية لم يعلنوا عن رئيس وزرائهم قبل الفوز في الانتخابات، وذلك ردًا على سؤال لوبان على من سيكون رئيس وزرائه. سحب الجنسية وغلق المساجد .. وأوضحت لوبان أنها ستطبق سحب الجنسية، بينما قال مكرون أن سحب الجنسية لن يغير أي شيء، ووعد بأن يجد حلولًا للإرهاب، بينما قالت لوبان إن ماكرون سينتظر هجوم الإرهابيين. وطالبت لوبان بطرد مزدوجي الجنسية من الأصوليين الإسلاميين في فرنسا، مضيفة: "علينا أن نغلق المساجد الأصولية وأن نغلق الاتحادات الإسلامية التي تدعم ماكرون". وهاجمت مارين لوبان، المرشح ماكرون وتابعت: "علينا أن نوقف الدعم الذي يأتي من الخارج لدعم الإخوان المسلمين وخاصة من قطر، يجب فرض عقوبات على استثمارات البلدان التي تدعم المتشددين في فرنسا، مضيفة: "علينا أن نستأصل أيديولوجيات الأصولية الإسلامية في بلدنا، وماكرون لن يفعل ذلك لأنه بين أيديهم". واكد ماكرون، إن محاربة الإرهاب هو أولوية رئيس فرنسا القادم ويجب تعزيز إجراءات مواجهته قبل وقوع العمليات، وسنقوم بتعزيز الإجراءات لمنع وقوع العمليات ووضع ملفات لمن يمثلون تهديدًا إرهابيًا.،ويمكن أن يتم طرد بعض الأشخاص، ومراقبة آخرين، والجهود الاستخباراتية يجب أن تكون في جميع الأراضي الفرنسية وخاصة على الإنترنت.مشيرا الى انه لا يدعم اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا. محاربة الإرهاب.. وتابع: "لن يكون هناك تهاون مع الإرهاب والإرهابيين، لكن لا يجب حظر الشباب في كنتونات وأحياء حتى لا يقومون بتدمير الجمهورية التي يعيشون فيها، سأقوم بمحاربة الإرهاب"، لكن ما ينتظره الإرهابيون هو الحرب الأهلية، والمتشددون يريدون لوبان رئيسًا لفرنسا حتى يحدث الإنقسام الذي يقود إلى الحرب الأهلية، التي يؤججها الخطاب العدائي. وأشارماكرون أن فرنسا لن تخرج من العملة الأوروبية الموحدة "اليورو"، بينما رأت مارين لوبان أنه يجب العودة للفرنك الفرنسي واقتصار استخدام اليورو مع الشركات الكبرى.،من جهته قال ماكرون إن الشركات الكبرى لا تستطيع أن تدفع من جهة باليورو ومن جهة أخرى بالفرنك. وهاجم ماكرون منافسته لوبان ووصفها بأنها ترعرعت على سياسة الأكاذيب وخطابات الكراهية، وطالبها بتقديم أجوبة واعتماد سياسات حقيقية. بينما اتهمته لوبان بأنه ليس لديه مشروع ، وطالبته بالكشف عن اسم رئيس وزرائه إذا أصبح رئيس فرنسا. أمريكاوروسيا: وعن علاقة فرنسابأمريكاوروسيا قال ماكرون: "يجب أن يكون لفرنسا مصداقية دولية، والعالم مضطرب من خلال إعادة تشكيل التحالفات، والأولوية هي محاربة الإرهاب الإسلامي في إطار التحالفات، والولايات المتحدة شركاؤنا في مجال الاستخبارات ونحن بحاجة إليهم داخل مجلس الأمن الدولي". وعن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال ماكرون "يجب تخفيض التصعيد في مجال الحرب السورية، ولن أكون خاضعًا لإملائات بوتين، وهو اختلاف رئيسي مع لوبن التي هي تابعة للسيد بوتين". وفيما يتعلق بالأزمة السورية قال ماكرون: "أريد أن تكون الأولوية هي مكافحة التيار الجهادي للتوصل إلى حل بمشاركة جميع الأطراف الفاعلة. من جهتها قالت لوبن: "فرنسا أضاعت صوتها بالخضوع لألمانيا والسياسة الأمريكية، مشيرة إلى أن سياسة ديجول كانت تقوم على استقلالية صوت فرنسا في العالم ويجب على فرنسا ألا تخضع للرؤية الإمبريالية. وتابعت مرشحة اليمين المتطرف "ليس لدينا أي سبب بأن يكون لدينا حربا باردة مع روسيا ولدينا كل الأسباب أن يكون لدينا علاقات تجارية واقتصادية مع روسيا، ويمكن أن أتحدث مع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، وإذا لم نسترجع صوت الاستقلال والسيادة فرنسا لن تعود إلى القمة وسنواصل على المنوال الحالي".