مازال مسلسل الاغتيالات السياسية فى لبنان مستمرا دون هوادة ، حيث شهدت بيروت امس حلقة جديدة انضم فيها عضو كتلة المستقبل النائب وليد عيدو ونجله الاكبر واثنين من مرافقيه الى جانب ستة اشخاص من المدنيين تصادف وجودهم فى موقع الانفجار الذى وقع بعد ظهر امس الاربعاء بسيارة مفخخة وضعت على جانب الطريق التى اعتاد عيدو المرور منه . وقدرت زنة المتفجرات التى استخدمت فى الحادث بثمانين كيلو جراما من المواد شديدة الانفجار وضعت فى سيارة جيب ذات دفع رباعى وتم تفجيرها لاسلكيا بالتحكم عن بعد لتقذف بالنائب عيدولمسافة 30 مترا من موقع الانفجار، وتصيب كل اللبنانيين فى الصميم .. ويشيع اليوم الخميس عيدو ونجله ورفاقهما بمأتم شعبي حاشد، فيما أعلنت الحكومة وقوى 14 آذار يوم حداد وطني واضراب عام. وقررمجلس الوزراء اللبناني دعوة مجلس وزراء الخارجية العرب للانعقاد استثنائيا حتى تتحمل الجامعة العربية مسؤوليتها تجاه لبنان ، كما قررت الحكومة طلب توسيع التحقيق الدولي ليشمل الجريمة الارهابية التي ارتكبت بعد دخول المحكمة الدولية حيز التنفيذ.. ولخطورة الوضع فى المنطقة أعلن مصدر رسمي في جامعة الدول العربية تقديم موعد اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي كان مقررا السبت إلى الجمعة للبحث في تدهور الأوضاع في لبنان والاراضي الفلسطينية . وليد عيدو الذى يعتبره المراقبون أحد "الصقور" في تيار المستقبل يقود الأكثرية النيابية الحالية في لبنان، وينتمي إلى إحدى أقدم العائلات السنية التقليدية في بيروت، وقد رافق مؤسس تيار المستقبل، رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في فبراير 2005 منذ بداياته. وبهذا الاغتيال يكون عدد نواب الأكثرية النيابية اللبنانية التى تحمل اسم، "تجمّع 14 آذار،" قد تراجع إلى 68 نائب من أصل 128، بغالبية أربعة أصوات فقط وذلك بعد وفاة واغتيال وانسحاب عدد من نواب ذلك التكتل. النائب وليد عيدو هو سابع شخصية معارضة لسوريا تتعرض للاغتيال منذ فبراير 2005 عندما قتل رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريرى فى هجوم انتحارى ، وانضم اليهم باسل فليحان وسمير قصير وجورج حاوى وجبران توينى وبيار الجميل .. من هو وليد عيدو.. ولد عيدو في بيروت عام 1942 وهو سني وله ثلاثة أبناء ، وقد حصل على البكالوريا اللبنانية القسم الثاني عام 1962 .. ثم تخرج من كلية الحقوق عام 1966. والتحق بسلك القضاء عام 1967 واستقال في 31 يناير عام 2000 . وتدرج في المناصب القضائية ، أما عن حياته النيابية فيمثل عيدو دائرة منطقة مدينة بيروت الثانية وقد ساهم في وضع وإقرار العديد من القوانين اللبنانية. يشار إلى أن عيدو له دراسات وأبحاث قانونية عدة .. اصداء الاغتيال .. وعقب الاعلان عن الجريمة النكراء توالت ردود الافعال من الداخل والخارج .. ففى لبنان استنكر حزب الله جريمة اغتيال النائب وليد عيدو، معتبرا في بيان له أن عملية الاغتيال جزء من مسلسل الإرهاب المتنقل الذي يستهدف لبنان واستقراره .. واتهم النائب سعد الحريري سوريا بالتورط في اغتيال عيدو، وطالب جامعة الدول العربية بالتدخّل لوقف النظام الإرهابي الذي يخل بأمن لبنان ويقتل رجاله، وطالب المجتمع الدولي والعالمين العربي والإسلامي بتحمّل مسؤولياتهم كاملة تجاه صانعي الإرهاب. فيما دان رئيس الجمهورية العماد اميل لحود بقوة جريمة التفجير ورأى فيها حلقة جديدة من مسلسل الجرائم الارهابية التي تشهدها الساحة اللبنانية . وفى مصراستنكرت الخارجية العمل الغادر الذي أودى بحياة عيدو، وطالبت بأن يكون هذا الاغتيال مدعاة لقرار تتخذه القوى اللبنانية بالتوحد والاتفاق سياسياً على معالجة قضاياهم في إطار من الوحدة الوطنية .. كما ندد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بالجريمة، ودعا القيادات اللبنانية إلى اليقظة والحذر إزاء المخططات التي تحاول تمزيق اللبنانيين والعبث بأمن لبنان واستقراره. ودان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بشدة الجريمة، وأكد في برقية للرئيس السنيورة وقوف الأردن وتضامنه مع لبنان لتجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها. وعلى الصعيد العالمى .. دان مجلس الامن الدولي اغتيال وليد عيدو،واي محاولة لزعزعة استقرار لبنان بما في ذلك الاغتيالات السياسية او اي اعتداءات ارهابية اخرى. وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دان الهجوم الارهابي الذي ادى الى مقتل عيدو ودعا كل اللبنانيين الى الاتحاد في مواجهة اعمال الترهيب. من جهته وجه الرئيس الامريكى جورج بوش اتهاما مبطنا الى سوريا في عملية اغتيال النائب اللبناني وليد عيدو بادراجه الجريمة ضمن سلسلة الاعتداءات التي استهدفت شخصيات مناهضة لسوريا في لبنان منذ 2004. كذلك أدانت الخارجية الأمريكية، على لسان الناطق باسمها شون ماكورماك، الاغتيال الذى يهدف بوضوح تقويض وتدمير عزيمة الشعب اللبناني والعملية الديمقراطية .. وشجب وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنر الجريمة الشنعاء والجبانة.. وتوعد بإيجاد ومعاقبة المسؤولين. ودانت الرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي الاعتداء والذي اعتبرته محاولة جديدة لزعزعة الاستقرار في لبنان .. ورأت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت في الجريمة هجوماً بغيضاً على لبنان وشعبه، ودعت جميع الأطراف إلى معالجة خلافاتها عن طريق الحوار السلمي. واستنكر رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي بأشد العبارات الاعتداء الجبان الذي استهدف عيدو، مؤكداً أن ايطاليا تؤكد التزامها بإرساء الاستقرار في لبنان في إطار مهمة اليونيفيل وتجدد دعمها لحكومة فؤاد السنيورة الشرعية. ورغم الادانة والشجب الا انه مما لا شك فيه أن اغتيال عيدو سيترك أثراً مباشراً على الصراع اللبناني الداخلي خاصة وأنه يأتي غداة دخول المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في جريمة اغتيال الحريري موضع التنفيذ. من اقوال الشهيد عيدو.. تركيبتي القضائية تجعلني اقول كل الحقيقة. ففي العدل لا يوجد نصف حكم ولا نصف حق. ولا تستطيع ان تصدر حكماً وانت محتار بين الموافقة والرفض. وهذا الطبع القضائي يلعب دوره في موقفي السياسي، فأقول كل الحقيقة احيانا وبشكل جاف وقاس، انما بشكل مطلق لانني لا اناور. وانا اعتقد ان قول الحقيقة وتسمية الاشياء باسمائها، اهم من الامساك بالعصا من النصف .. 14/6/07