في الآونة الأخيرة، اتهم كاتبٌ ونائبٌ في البرلمان الهندي الشعب البريطاني ب"فقدان الذاكرة" فيما يتعلق بالفظائع التي ارتكبتها الإمبراطورية البريطانية خلال فترة ازدهارها وهيمنتها على مساحات واسعة من العالم. وقال د. شاشي ترور، الذي شغل من قبل منصباً رفيعاً في الأممالمتحدة، إن نظام التعليم البريطاني فشل في سرد القصة الحقيقية لهذه الإمبراطورية، وما حدث في ظلها من "أعمال وحشية". وبدت نتائج إستطلاع للرأي، أُجري مؤخراً، مُؤكدةً لما قاله الكاتب الهندي، بعدما أظهرت أن 44% من البريطانيين "فخورون" بالماضي الاستعماري لبلادهم، وأن 43% منهم يرون أن الإمبراطورية البريطانية كانت "شيئاً جيداً". ولإيضاح الصورة كاملةً، رصدت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية خمس فظائع ارتُكِبت على يد جنود هذه الإمبراطورية. 1 – معسكرات الاعتقال في البوير: خلال ما يُعرف بحرب البوير الثانية (1899 – 1902)، اعتقلت السلطات البريطانية نحو سُدس سكان منطقة البوير، التي تقع فيما يُعرف الآن بجنوب افريقيا. وجُمع هؤلاء – وكان غالبيتهم من النساء والأطفال – بداخل معسكرات مكتظة شهدت تفشياً للأوبئة. ولم يُوزع على المحتجزين فيها سوى حصصٍ غذائية لا تسمن ولا تغني من جوع. ومن أصل 107 آلاف شخص اعتقلوا في تلك الفترة، قضى قرابة 28 ألفاً نحبهم. 2 – مذبحة أمريتسار: عندما نظم متظاهرون سلميون احتجاجات ضد الحكم الاستعماري البريطاني في مدينة أمريتسار الهندية عام 1919، أُغلق عليهم متنزه بالمدينة، قبل أن يتعرضوا لوابلٍ من إطلاق النار من قبل جنود الغوركا الخاضعين لإمرة القوات البريطانية. وظل هؤلاء الجنود يطلقون النيران حتى نفدت ذخيرتهم، ليُقتل ما بين 379 وألفٍ من المتظاهرين ويُجرح قرابة 1100 آخرين في غضون 10 دقائق فحسب. 3 – تقسيم الهند: في عام 1947، كُلف المحامي البريطاني سيريل رادكليف برسم خط الحدود بين الهند ودولة باكستان التي كانت وليدةً وقتذاك. وقد رسم رادكليف هذا الخط على أسسٍ دينية، ما أدى إلى اقتلاع أكثر من 10 ملايين نسمة من ديارهم. فقد اضطر الهندوس في باكستان إلى التوجه للهند. كما أُجبر المسلمون في الأراضي الهندية إلى الفرار من ديارهم إلى الدولة الجديدة. 4 – انتفاضة قبائل "ماو ماو": يتهم آلاف الكينيين من كبار السن بريطانيا بأن قواتها أساءت معاملتهم وعذبتهم واغتصبت نساءهم خلال ما يُعرف بانتفاضة قبائل "ماو ماو"، التي وقعت في الفترة بين عامي 1951 و1960. وقد رفع هؤلاء دعوى يطالبون فيها بتعويضٍ قدره 200 مليون جنيه إسترليني (245 مليون دولار) عن الأضرار التي لحقت بهم خلال هذه الفترة. 5 – المجاعات في الهند: قضى ما بين 12 و29 مليون هندي نحبهم جوعاً خلال خضوع البلاد لسيطرة الإمبراطورية البريطانية. جاء ذلك إثر تصدير ملايين الأطنان من القمح من الهند إلى بريطانيا رغم معاناة الهنود في تلك الأثناء من المجاعة. وفي عام 1943، مات قرابة أربعة ملايين من سكان منطقة البنغال في شبه القارة الهندية من فرط الجوع، عندما حوّل رئيس الوزراء البريطاني في ذلك الوقت ونستون تشرشل الأطعمة إلى قوات بلاده ودولٍ مثل اليونان، وذلك في وقتٍ كانت فيه المجاعة تجتاح البنغال.
