تحت رعاية جامعة الدول العربية، ينظم «مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي» التابع لمكتبة الإسكندرية، بالتعاون مع «وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات» ومنظمة ال «يونيسكو»، «ورشة العمل الثانية في التوثيق الرقمي لذاكرة العالم العربي» في مقر المركز في القاهرة بين 17 و19 نيسان (أبريل) الجاري. وتهدف الورشة الى التعريف بمؤسسات العالم العربي المهتمة بتوثيق التراث العربي ونشره، وكذلك مناقشة وسائل التعاون بينها، وتحديد سبل إثراء المحتوى الإلكتروني للتراث العربي على شبكة الإنترنت. وتركز الورشة على جهود الأقطار العربية في التوثيق الرقمي لتراثها، وتسعى لاستثمار الخبرات في هذا المجال وتجميعها والتنسيق بينها. وتتطرق أيضاً إلى مشروع «ذاكرة العالم العربي»، الذي جسد ثمار عمل ورشة العمل الأولى، التي عقدت بين 27 و 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2005 عن الموضوع عينه، وتناولت طرق الحفاظ على التراث العربي والخبرات المرتبطة بها. وحينها، أكدت التوصية الرئيسية للورشة الحاجة إلى مشروع مشترك للتراث العربي، عُرف في ما بعد باسم «ذاكرة العالم العربي». وانطلاقاً من هذه الوقائع، تناقش ورشة العمل الثانية البنية الأساسية الأولية اللازمة لإطلاق هذا المشروع، ووضعه على سكة العمل فعلياً. وفي هذا الإطار، تتناول الورشة المحاور الآتية: جهود ال «يونيسكو»، ومساهمة جامعة الدول العربية، في التوثيق الرقمي لذاكرة العالم. جهود الأقطار العربية في التوثيق الرقمي لتراثها وللتعريف به، وكذلك جهود المنظمات الإقليمية والدولية في هذا الاطار. استخدام تكنولوجيا المعلومات في التوثيق الرقمي للذاكرة الجماعية للشعوب، وللتعريف بها. نقاش مفتوح عن مشروع «ذاكرة العالم العربي». وفي سياق متصل، أطلق «المعهد الدولي للعلوم المعلوماتية» في مكتبة الإسكندرية أخيراً، المرحلة الثالثة لأكبر المشاريع الرقمية للمكتبة، وهو الموقع الإلكتروني ل «مجموعة وصف مصر»، الذي يقدم إمكانات متعددة في البحث والتصفح ما يجعل من هذه المجموعة التراثية القيمة كتاباً مفتوحاً لزوار الموقع: descegy.bibalex.org. وفي هذا السياق، صرحت الدكتورة نهى عدلي مديرة المعهد بأن «أهم ما يميز الموقع هو استخدامه لتكنولوجيا «خدمة الصورة» التي تتعامل مع الصور والكتابات ذات المحتوى الضخم باستخدام وصلات الانترنت العادية ومن دون بطء في التحميل والتصفح. ويُضاف الى ذلك، استعماله تكنولوجيا «البحث الصرفي للمحتوى الكتابي بالكامل» والذي يتيح البحث المتقدم في المحتوى الكتابي الكامل ل «مجموعة وصف مصر». ومن المعلوم أن كتاب «وصف مصر» يعتبر من أعمق وأوسع الكتب التي تحدثت عن أرض مصر من جوانب متنوعة. وجاء الكتاب نتيجة تعاون أكثر من 150 عالماً وأكثر من 2000 متخصص من الفنانين والرسامين والتقنيين الذي رافقوا الفاتح الفرنسي نابليون بونابرت إبان حملته على مصر بين عامي 1798 – 1801.