افتتح رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء الدكتور ياسر علي ورشة عمل بعنوان "ظاهرة أطفال الشوارع ومستقبل الخصائص السكانية في مصر". وفي كلمته الافتتاحية - الخميس - قال د. ياسر علي إن ظاهرة أطفال الشوارع تلقى اهتماما بالغا على المستوى الدولي والعربي - نظرا لأن حقوق الطفل جزءا لا يتجزأ من حقوق الإنسان الأساسية. وأضاف أن من بين العوامل التي تؤدي إلى تفاقم المشكلة عدم وجود بيانات وإحصاءات دقيقة عنهم، تحدد أعداد أطفال الشوارع بالضبط، وأماكن انتشارهم ووجودهم، بحيث يصبح بإمكان الحكومات وضع الاستراتيجيات والخطط التي قد تحد من تلك الظاهرة. وأوضح - في بيان مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار - أنه وبرغم الاهتمام العالمي بهذه الظاهرة إلا أنها ما زالت في ازدياد، وما زال أطفال الشوارع يعيشون في الدول النامية ظروفا معيشية بالغة الصعوبة، ويتجرعون مرارة سياسات وبرامج سياسية واقتصادية فرضتها عليهم أنظمة سابقة انتهكت كافة حقوق الأطفال المشروعة بداية من حقهم في المأوى والمأكل والمشرب والملبس والعمل، وانتهاء بحقهم في الحياة، وقامت بتهميشهم؛ مما رسب بداخل هؤلاء الأطفال حقدا دفينا تجاه المجتمع وسلبهم انتماءهم الوطني، وسهل استقطابهم واستغلال عوزهم وتوجيههم للقيام بأعمال غير مشروعة، وكأن الإبقاء عليهم وتهميشهم بهذه الطريقة كان مقصودا ومستهدفا بحد ذاته، حتى يتم تحريكهم واستخدامهم في توقيت معين ولأهداف بعينها. فتحولوا بذلك تدريجيا إلى كارثة تهدد أمن وسلامة مجتمعنا، وقنابل موقوتة ينتظر انفجارها بين حين وآخر. وأشار د. ياسر علي إلى التقديرات العالمية التي توضح وجود ما يزيد عن 100 مليون من أطفال الشوارع في العالم يتركز أكثر من 40 مليون طفل منهم في أمريكا الوسطى، وهناك ما بين 25 إلى30 مليون طفل في آسيا، وأكثر من 10 ملايين منهم في قارة إفريقيا، في حين يوجد ما بين 20 إلى 25 مليون طفل موزعون على باقي قارات العالم. وقال إنه لا يوجد في الوقت الحالي إحصاءات رسمية حكومية في مصر تبين عدد أطفال الشوارع أو حتى معلومات عن أعمارهم أو جنسهم، وبالرغم من المحاولات العديدة التي بُذلت في السنوات الأخيرة لتحديد حجم المشكلة، فليس هناك اتفاق على أعدادهم، مضيفا أن الهيئة العامة لحماية الطفل - وهي منظمة غير حكومية - قدرت أعدادهم بأنها وصلت في عام 1999 إلى حوالي مليوني طفل، في حين قدرت منظمة اليونسيف عام 2007 عدد الأطفال الذين يعيشون في الشوارع في مصر بأنه يتراوح ما بين ال200 ألف والمليون طفل، وأن 25% منهم تحت سن ال12. لافتا إلى أن المجلس القومي للأمومة والطفولة قدر عدد أطفال الشوارع في القاهرة عام 2009 بحوالي 5229 طفل بنسبة 84.4% من الفتيان إلى 15.6% الفتيات. وأضاف د. ياسر على أنه لا شك أن الأحداث الحالية التي تشهدها مصر قد فرضت على الجميع إعادة النظر في ظاهرة أطفال الشوارع نظرا لخطورتها على المجتمع، وتأثيراتها السلبية إلى حد كبير على الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية السائدة في المجتمع، ومن ثم فإن التصدي لها لا يمكن أن يحقق أهدافه إلا إذا كان مبنيا على نظرة شاملة تحلل وتعالج الظواهر، وتحدد أسبابها الحقيقية في الوقت نفسه. وهو ما يتطلب منا جميعا حشد وتضافر كافة الجهود لمواجهة هذه الظاهرة لما لها من آثار مدمرة على النمو النفسي والبدني للطفل وإهدار لكرامته وآدميته، علاوة على انعكاساتها السلبية على جهود النمو الاقتصادي والتنمية، وما يرتبط بها من العديد من المشاكل والأمراض المجتمعية. وقال "من هنا وإيمانا منا بخطورة ما تمثله تلك الظاهرة من آثار كارثية على أمن وسلامة المجتمع قام مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بالتعاون مع المجلس القومي للسكان بإجراء بحث عن آراء المواطنين حول ظاهرة أطفال الشوارع بغرض معرفة رؤيتهم تجاهها، ومقترحاتهم للتصدي لها، تمهيدا للوقوف على حلول عملية قد تساعد في القضاء عليها نهائيا".