بادر صندوق النقد الدولي الى التدخل لتهدئة المخاوف التي سادت الاسواق المالية العالمية بعد يومين شهدا تراجعا حادا في أسعار الاسهم عبر البورصات الدولية. وجاء في بيان صادر عن صندوق النقد ان الازمة الحالية لا تزال تحت السيطرة برغم استمرار انخفاض أسعار الاسهم عبر العالم. وقد اضطرت البنوك المركزية في العديد من الدول الى ضخ مليارات الدولارات في أنظمة الصرف حرصا على استمرار تدفق الاموال الاقتصاد العالمي.
وفي محاولة لاحتواء الهبوط الذي تشهده الأسواق الأوروبية ضخ المصرف المركزي الأوروبي مبلغا قياسيا قدره 94,8 مليار يورو في الأسواق النقدية في منطقة اليورو لتعويض التعاملات غير المتوقعة في السوق المرتبطة بأزمة القروض المرتفعة المخاطر. يُذكر أن المصرف المركزي الأوروبي يلجأ لمثل هذا الإجراء عندما تشهد الأسواق عدم توازن أو استقرار. وكانت الاسهم الامريكية قد هوت بشدة عند الاغلاق يوم الخميس بعد ان قام بنك فرنسي كبير بتجميد ثلاثة صناديق لها استثمارات في قطاع التمويل العقاري بالولايات المتحدة. ضخ مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) سيولة في النظام المصرفي واستعادت الاسهم الامريكية بعض خسائرها المبكرة وعادت لتحقيق مكاسب بعد الدفعة الثانية من السيولة التي ضخها مجلس الاحتياطي وخلال يوم انخفض مؤشر داو جونز في نيويورك بمائتي نقطة الا أنه استعاد بعد خسائره لاحقا، وفي لندن سجل مؤشر فوتسي انخفاضا بنسبة 7ر3 في المائة عند الاغلاق ، بينما اغلقت الاسهم الاوروبية منخفضة نحو ثلاثة في المئة الجمعة وهوت اسهم شركات التعدين المدرجة في لندن. كما انخفضت أسعار الأسهم في استراليا على الرغم من تدخل البنك المركزي سعيا لإبقاء أسعار الفائدة تحت السيطرة. أمّا في كوريا الجنوبية فقد أعلن البنك المركزي أنه سيتدخل إن اقتضى الأمر في الأسواق المالية المحلية لمواجهة المشاكل الناجمة عن انخفاض أسعار الأسهم في الأسواق العالمية.