نفت الحكومة الإسرائيلية أمس تقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت اقتراحاً بالانسحاب من 90 في المئة من أراضي الضفة الغربية وحفر نفق يربط بينها وبين قطاع غزة. فيما رأى وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط بالخارجية البريطانية كيم هاولز أن هناك فرصة تاريخية للتسوية. وقال الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية دان سيمون لوكالة رامتان للأنباء (وهي وكالة فلسطينية مستقلة) معلقا على ما ذكرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية أول من أمس حول تقديم أولمرت اقتراحاً للرئيس الفلسطيني محمود عباس بالانسحاب من معظم أراضي الضفة الغربية إن«هذا كلام صحف لا يجب الاستناد عليه أو تصديقه». وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قد ذكرت أن أولمرت يرغب في التوصل إلى اتفاق مبادئ مع عباس من أجل السلام. ويتجنب الاتفاق وفقا للصحيفة إجراء مفاوضات فورية بشأن القضايا الصعبة مثل الحدود واللاجئين لكنه سيمكن عباس من إجراء انتخابات مبكرة في مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني. إلى ذلك أكد كيم هاولز أن هناك فرصة تاريخية لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، وحث الأميركيين بصفتهم أهم الأطراف في اللجنة الرباعية الدولية للسلام على استغلال نفوذهم الكبير لدى الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني لاستغلال الفرصة التاريخية السانحة للسلام في الوقت الحالي خاصة بعد تعيين بلير مبعوثا للرباعية لمساندته في أداء مهمته. وأعرب الوزير البريطاني في تصريح صحافي في ختام زيارته للقاهرة التي استغرقت يومين عن أمله في أن يعي الأميركيون أهمية هذه اللحظة التاريخية لتقديم المساندة للرئيس محمود عباس والسلطة الفلسطينية حتى يمكن دفع عملية السلام إلى الأمام من خلال إعادة بناء اقتصاد فلسطيني قوي وقادر على الاستمرار وخلق فرص عمل جديدة. وشدد على أن الشعب الفلسطيني بحاجة للحصول على تأكيدات بأنه سيكون له دولة تتوافر لها سبل الحياة والبقاء في المستقبل، كما أنه يرغب في أن يرى تحسنا ملموسا يشمل جميع جوانب حياته العملية. وأكد أن الأميركيين يمكنهم أن يلعبوا في هذا الإطار دورا هاما للغاية بإقناع الإسرائيليين بالمشاركة بشكل واقعي في مفاوضات السلام من خلال وقف توسيع المستوطنات غير المشروعة وترك المستوطنات المتناثرة في الضفة الغربية كبادرة على جديتهم في المسيرة السلمية والبدء في حوار حقيقي مع المفاوضين الفلسطينيين. ونوه الوزير البريطاني بالزيارة التي قام بها وزيرا خارجية مصر والأردن إلى إسرائيل في إطار المبادرة العربية للسلام، مؤكدا أن هذه الزيارة لم تكن لتجرى لو لم يكن هناك فرصة حقيقية لتحقيق السلام. وحول مقاطعة المجتمع الدولي لحركة حماس أشار هاولز إلى أن«المجتمع الدولي الممثل في اللجنة الرباعية الدولية لا يتجاهل حكومة حماس التي تم انتخابها بشكل مشروع من قبل الشعب الفلسطيني ولكنه في الوقت نفسه ليس مستعدا من أجل تمويلها». مضيفا ان «المجتمع الدولي مستعد للتحاور مع حماس في حال تخليها عن العنف والتزامها بالسلام لأن السبيل الوحيد هو إقامة دولتي فلسطين وإسرائيل لتعيش كل منهما جنبا إلى جنب في سلام وأمن». وأكد أن الوقت قد حان ليدرك الإسرائيليون أهمية المرحلة التاريخية الحالية وكذلك الأمر بالنسبة لحماس، مشيرا إلى أنه لا توجد حكومة في العالم لا تقوم بتقديم بعض التنازلات من أجل تحقيق هدف أسمى ووضع نهاية للصراع وتحقيق السلام.
اجتماع في لندن اليوم لدفع السلام تشارك جامعة الدول العربية في اجتماع لكبار المسؤولين يعقد اليوم الجمعة في العاصمة البريطانية لندن بدعوة من رئيس وزراء بريطانيا السابق مبعوث الرباعية الدولية للشرق الأوسط تونى بلير لدفع عملية السلام. وصرح مصدر مسؤول في الجامعة العربية أن «مدير مكتب الأمين العام السفير هشام يوسف سيمثل الجامعة في الاجتماع وسيطرح خلاله رؤية الجامعة العربية لحل الصراع العربي الإسرائيلي على أساس مبادرة السلام والمرجعيات الدولية وتسهيل حياة الفلسطينيين في الضفة والقطاع ورفع الحصار وفتح المعابر». وقال المصدر إن «بلير سيستمع، خلال الاجتماع الذي يشارك فيه عدد من الدول العربية والأوروبية والمنظمات الإقليمية والدولية للمسؤولين في الدول العربية لأفكارهم بالنسبة لمهمته في الشرق الأوسط وكيفية مساعدة هذه الدول له في الفترة القادمة في محاولة من بلير لنجاح مهمته كمبعوث للرباعية بعد أن فشل سابقوه في تحقيق السلام». ومن جهتها صرحت السفيرة راندة لبيب المسؤولة عن قطاع فلسطين في الخارجية المصرية رئيس وفد مصر في اجتماع لندن قبيل مغادرتها القاهرة بأن الاجتماع سيعقد لمدة يوم واحد وسيستمع بلير خلاله إلى أراء الأطراف المعنية وتصورها لمهمته وكيفية القيام بها. مشيرة إلى أن« الاجتماع سيقتصر على جلسة واحدة ويشارك فيه عدد من الدول العربية والأوروبية ومنظمات إقليمية ودولية تلعب دورا بارزا في منطقة الشرق الأوسط ».