موضوع الحلقة العنف والتهديدات بين المعارضة والحكومة ضيف الحلقة الأستاذ اشرف أبو الهول الكاتب الصحفى بجريدة الأهرام *********************** مصطفى عرفة : لماذا لجأنا للرسائل المتبادلة ولماذا اغلقت قنوات الاتصال المباشرة بين أطراف المعادلة السياسية فى مصر وهل يمكن أن يأتى يوم نحتاج فيه إلى وسيط دولى لإدارة حوار بين المعارضة والرئاسة أسئلة عديدة أوجههها لضيفى فى حلقة الليلة فى مساحة للرأى الأستاذ أشرف أبو الهول الكاتب الصحفى بجريدة الأهرام أستاذ اشرف كما ذكرت فى المقدمة أن هناك رسائل متبادلة بين مختلف القوى السياسية للأسف أن مضمونها هو التهديد والوعيد أما أسلوبها فهو العنف والحرق وفى الحقيقة أريد أن أسأل كيف تقرأ هذه الرسائل ولماذا وصلنا إلى هذه الحالة من الميوعة أو السيولة السياسية والعنف أشرف أبو الهول : دعنى أقول لك هى دليل عجز ودليل افتقار الذى يستخدمها للوسائل الشرعية أو الوسائل السلمية للتعبير عن رأيه ولتوصيل الرسالة .. الرسالة لا تكون بالعنف ولا بالحصار لكن للأسف الشديد البعض فهم أن الثورة هى التى تفعل كل شئ بالقوة لا الثورة مرحلة أولى مرحلة التظاهر ومرحلة الاعتصام كانت هى مرحلة الضغط على النظام لإسقاطه سقط النظام وبالتالى كان لابد من أسلوب الذى يتماشى مع عهد ديمقراطى جديد وهو الحوار لكن بدأت الرسائل السلبية مع حرق أقسام الشرطة .. أقسام الشرطة كان هناك فسادا وكان هناك عيوبا ولكن كان يجب اللجوء إلى القانون والقضاء لمحاسبة الجنود والضباط وأمناء الشرطة المخطئين لكن أن تذهب وتحرق الأقسام كانت هذه هى الرسالة الأولى السيئة التى أوصلتنا إلى ما نحن فيه كانت هناك الوسيلة الأفظع والأسوأ أو الرسالة الأفظع والأسوأ هى الرسالة التى وجهت للقضاء من خلال محاصرة المحكمة الدستورية حتى لا تصدر قرارا قد لا يكون فى صالح طرف ما وهكذا توالت هذه الرسائل التى تعبر عن عجز أصحابها والتى تعبر عن عدم امتلاكهم لأى وسيلة سلمية أو لفكر أو لقدرة على حوار وتعبر أيضا عن عدم وجود أى خلفية ديمقراطية لديهم أنت الآن تبدأ عصر ديمقراطى إذن يجب أن نجلس ونتحاور فى كل شئ ولكن أن تذهب وتجبر محكمة على أن لا تصدر حكما وأن تذهب وتجبر إعلاميين على ألا يتكلموا أن تذهب إلى الاتحادية تحاصر وتضرب من هم موجودين هناك مصطفى عرفة : عدم اتخاذ إجراءات رادعة من قبل الدولة وأيضا فى المقابل وكما تتهم الدولة المعارضة لأنها وفرت غطاء سياسى لهذا العنف هل المسئولية هنا تقع على جميع الأطراف أشرف أبو الهول : أولا المسئولية تقع على الدولة بمعنى أنه عندما يحدث التجاوز الأول إذا لم تتدخل بحسم فأنت تفتح الباب للكل أن يتجاوز أذكرك أن هناك رسالة أسبق أو حدث أسبق من الرسائل التى ذكر تها حضرتك هى ما حدث فى قنا عندما صدر فى عهد الدكتور عصام شرف قرار بتعيين قبطى محافظا لقنا فخرج السلفيون يرفضون ذلك وتم احتلال شريط القطر وهنا كان يجب أن يتمسك الدكتور عصام شرف بهيبة الدولة إصرار على أن يبقى الرجل فى منصبه حتى ولو لفترة قصيرة ولكن عندما قبل هذا التهديد قبل هذه الرسالة فتح الباب للآخرين لكى يستخدموا نفس الأسلوب إذن الذى يتحمل المسئولية منذ هذه اللحظة من يخطئ ومن يستخدم العنف أسلوب لتوصيل رسالة وأن تعود لمحاسبة من قام بهذا الفعل فى الماضى كلنا رأينا من الذى يعتصم أمام المحكمة الدستورية من الذى يعتصم أمام مدينة الإنتاج الإعلامى ورأينا ما حدث فى المقطم مصطفى عرفة : إذن حضرتك تطالب الدولة بأن تتحرك لاتخاذ إجراء رادع الدولة تحركت مؤخرا بعد أحداث المقطم أصدر النائب العام قرارات بضبط وإحضار ولكن ثارت المعارضة وكان هناك جدال نحو هذه القرارات فماذا تفعل الدولة أشرف أبو الهول : السبب بسيط أنه كان تحركا انتقائيا عندما تم التحرك ضد الإخوان المسلمين تحركت الدولة أنا مع تحرك الدولة الآن ومع ملاحقة من قاموا بالاعتداء على المتظاهرين فى المقطم من هذا الطرف أو ذاك ولكن فى نفس الوقت ونحن جميعا نعلم من الذى بدأ بالأحداث السابقة لديكم أشخاص مثل حازم صلاح أبو إسماعيل يجب التحقيق معه حازم صلاح أبو إسماعيل هاجم وزير الداخلية السابق وأقيل وزير الداخلية هذه كارثة يجب محاسبة الجميع مصطفى عرفة : طب أستاذ أشرف ثورة 25 يناير كانت صورة رائعة ونموذج للثورات جميع القوى والتيارات السياسية تكاتفت وأيضا طوائف الشعب المصرى تكاتفت وكان فى الحقيقة المنتظر بعد إسقاط النظام السابق أن يكون هناك تعاون بين كل القوى والتيارات السياسية ولكن بعد عامين من الثورة وصلنا إلى حالة يرثى لها وتقريبا كل القنوات مسدودة بين كل القوى السياسية وفى الوقت الذى يزداد فيه العنف فى الشارع المصرى ما السبب أشرف أبو الهول : عادة الثورات لا يحكم عليها وقتها ولكن بعدها ما حدث فى عهد أحمد عرابى عندما خرج الشعب ضد السلطة واعتبر أن هذه ثورة شعبية رائعة للإطاحة بالدكتاتورية وانتزاع حقوق للشعب المصرى ثم تطورت الأحداث فدخلنا فى مواجهة داخلية ثم مواجهة خارجية ثم جاء الانجليز ثم ماذا قال التاريخ .. التاريخ لم يقل فيما بعد أنها كانت ثورة الكل كان يصفها بالهوجة ، نحن خرجنا فى الخامس والعشرين من يناير بثورة لكنها لم تكن ثورة كاملة ما بعد إسقاط النظام طمع الكل فى الكعكة والنصيب الأكبر ووصل بنا الحال الآن إلى هذا التردى الذى نصل إليه ولذلك أخشى أن أقول لك أنه بدأ الناس يقولون أنها لم تكن ثورة وربما إذا لم تنصلح الأحوال سنقول هذا دعنى أقول لك أن هناك مغالطات كثيرة أى ثورة بدون قيادة هى ثورة فاشلة الثورة الفرنسية التى يتحدثون عنها هى واحدة من أفشل الثورات فى التاريخ وهى ليست ثورة ناجحة لأنها كانت ببساطة شديدة كانت هوجة بعد ذلك الثورة تفسخت لكن ما الذى غير مجرى التاريخ تغير مجرى التاريخ عندما جاء قوى خارجية لتحتل فرنسا منها انجلترا فظهر بعض القادة العسكريين مثل نابليون بونابارت واستطاع إنقاذ البلاد ومشى بها فى الاتجاه الصحيح وبالتالى اعتبرنا أن الثورة نجحت لكن لولا ظهور هؤلاء العسكر فى مرحلة لاحقة لإنقاذ الدولة من الاحتلال الذى جاء إليها ما كانت ثورة ناجحة كما أن هذه الثورة لا يمكن أن تقارن بثورات أخرى لأن عمرها ماضى فى ذلك الزمن لم تكن هناك الدولة المسئولة عن كل الأفراد كان معظم الناس يعيشون على التجارة عندما تسقط الدولة وتذهب بالناس إلى الجوع والفقر ثم تقول لى الثورة الفرنسية هذا لا يجوز مصطفى عرفة : لا نرى رسالة واحدة تدعو إلى التقارب أو التفاهم أو الجلوس والحوار فى رأيك هل وصلنا إلى مرحلة أصبح من الاستحالة أن تجلس هذه القوى مع بعضها لتتحاور أشرف أبو الهول : نحن الآن فى مناخ ليسوا متساويين إنما بين جهة تعتبر نفسها الأفضل والأحسن لا أحد ينظر للآخر على أنه مساوى له ولابد أن يجلس معه وأن يتحاور معه للأسف الشديد الحركات الدينية تتعامل مع الآخرين بفضاضة شديدة تعتبر أنها فقط عن المؤمنين وأن الباقين غير مؤمنين من السهل أن يخرج عليك لدينا فى الأهرام من كتب أن جبهة الإنقاذ ضد الإسلام لسنا فى عهد الفتح الإسلامى نحن نتعامل بين أفراد شعب ما يحدث الآن سببه استغلال الدين إذا انتقدته يراك كافرا لو قلت أن الرئيس أخطأ فكأنك أخطأت فى القرآن مصطفى عرفة : هل صمت الأغلبية الصامتة دليل على أنها توافق على ما يحدث الآن سواء ما يحدث بين النخب السياسية أو ما يحدث فى الشارع من عنف أم أنها نوع من التجاهل من الأغلبية أو أنها يئست من الوضع الحالى أشرف أبو الهول : هو مزيج من كل شئ هناك من يصمت لأنه يعتقد أنه لا علاقة له بما يحدث وهو يعمل فى عمله ويأكل ويعيش وهناك من ينظر إلى ما حدث أن الشعب غير مؤهل للديمقراطية أو غيرها وهناك من يصمت من الصدمة وهناك من يصمت على أمل أن يحدث هناك تغيير لكن كل مصرى له بركان مصطفى عرفة : أشكر مشاهدينا الأعزاء وإلى اللقاء إن شاء الله