تم تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة برئاسة " فرانسوا فيون " – 53 عاماً – وذلك عقب فوز " نيكولا ساركوزى " بمنصب رئاسة الجمهورية، وتضم الحكومة 7 مقاعد للنساء من إجمالى 15 وزارة، من بينهن سيدة من أصل عربى فى الحكومة الجديدة، وهى " رشيدة داتى "، وتشغل منصب وزيرة العدل فى الحكومة الجديدة، وهى إحدى الوزارات الهامة وتبلغ من العمر 41 عاماً، وهى من أب جزائرى وأم مغربية، وكانت " داتى " المتحدثة باسم الحملة الانتخابية لساركوزى، وقد استعان ساركوزى برشيدة لمواجهة الحملة التى كانت موجهة ضده على اعتبار أنه معاد للعرب وللمهاجرين من أصول عربية وساعدته فى عقد عدة لقاءات مع المهاجرين فى عدد من الضواحى المكتظة بالمهاجرين . وتميزت الحكومة الجديدة بقلة عدد الوزراء، ويبلغ متوسط أعمار أعضائها 49 عاماً، كما تضم أربعة أعضاء بصفة سكرتير دولة ومفوضى أعلى، وتضمنت الحكومة عدة مفاجآت منها اختيار الاشتراكى البارز " برنار كوشنر " وزيراً للخارجية، وهو أحد المتآمرين ومناصرى الحرب على العراق رغم شهرته عالمياً كمؤسس لمنظمة " أطباء بلا حدود " وأحد المدافعين عن حقوق الإنسان فى العالم، ويُعد تعيين " كوشنر " مبادرة رمزية من ساركوزى بهدف تأكيد إرادته فى الانفتاح بعد الانتخابات التى فاز فيها على منافسته الاشتراكية سيجولين روايال، وكان كوشنر قد شغل منصب وزير الصحة فى الحكومة الاشتراكية عام 2001 . والمفاجأة الأخرى هى تعيين شخصية قوية فى منصب وزارة الداخلية الصعب، وهى ميشيل اليومارى " وزيرة الدفاع السابقة، والتى كانت قد تنازلت عن ترشيح نفسها للرئاسة من أجل تأييد ساركوزى، كما تم اختيار " ايرفين موران " وزيراً للدفاع، وكان موران عضو الاتحاد الديمقراطى الفرنسى " الوسط " قريباً من زعيم الوسط " فرانسوا بايروا " قبل أن يلتحق بساركوزى بين دورتى الانتخابات الرئاسية الفرنسية . كما تم تعيين " بريس أورتو فو " وزيراً للهجرة والاستيعاب والهوية الوطنية وهو من أقدم أصدقاء ساركوزى ومستشاراً له ووقف دائماً إلى جانبه . وقد تم إلغاء فكرة دمج وزارة الثقافة مع وزارة التعليم، والتى طرحت من قبل بهدف تقليص عدد الوزارات وخاصة بعد اعتراض عدد من رموز الفن والثقافة فى فرنسا عليها، واعتبار أن الثقافة هى إحدى الركائز القوية التى ترتكز عليها فرنسا امام العالم والتى يجب أن تلقى اهتماماً خاصة من الحكومة ز وتجئ هذه التعيينات من الاتجاهات السياسية المختلفة تنفيذاً لوعود نيكولا ساركوزى الذى أعلن أثناء حملته الانتخابية أن الحكومة الجديدة ستكون منفتحة على التيارات السياسية الأخرى وليست مقصورة على الاتجاه اليمينى الذى جاء منه الرئيس الحالى . وعلى صعيد آخر توقع استطلاع للرأى أجراه معهد " تى . فى . آى " ونشر أمس أن يفوز حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية اليمين الحاكم بالأغلبية المطلقة بعدد مقاعد يتراوح بين 317 و 318 مقعداً فى الانتخابات البرلمانية التى ستجرى يومى 10 و 17 يونيو المقبل . ومن ناحيتها رأت الصحف الفرنسية أن فرنسا دخلت عصراً سياسياً جديداً مع تولى ساركوزى مهام منصبه، فمن جانبها أشارت صحيفة " ليبراسيون " أن انتخاب ساركوزى يمثل بداية عصر جديد فى الحياة السياسية الفرنسية مثلما حدث بعد انتخاب فرانسوا ميتران عام 1981، وأشارت صحيفة لوفيجارو أن ساركوزى بالنسبة لفرنسا ليس رئيساً جديداً فحسب بل هو رجل جديد بأسلوبه البعيد عن السلوك شبه الملكى المتكلف أحياناً والمحافظ فى أحيان أخرى الذى ساد قصر الإليزيه لفترة طويلة، كما تحدثت بعض الصحف عن الأسلوب الذى سيتبعه الرئيس الفرنسى الجديد لتطبيق سياسته، حيث أشارت " ليبراسيون " أن ساركوزى مصمم على استيراد نسخة فرنسية من أفكار المحافظين الجدد ويمكن أن يحقق ذلك ببراعة مخيفة وإرادة قوية تشكل حركة المعارضين . 07/5/19