بفارغ الصبر انتظر الفلسطينيون موسم قطاف الزيتون جراء الحصار الاقتصادي والغذائي المفروض عليهم من سلطات الاحتلال الإسرائيلي ,واستقبل المزارعون الفلسطينيون موسم قطاف الزيتون متأملين بأن يساعدهم في التخفيف عن كاهلهم الذي أثقله الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أكثر سنة ونصف ، عندما فازت حركة "حماس " بالانتخابات، وشكلت الحكومة الفلسطينية المقالة، مرورا الي سيطرة حماس علي غزة واعتبارها كيانا معاديا. وعلي الرغم من تفاؤل المزارعين بهذا الموسم، إلا أنهم وصفوه ب " موسم الرعب والقلق"، وذلك لأن الفلاحين ينتظرون هذا الموسم علي أحر من الجمر لفك ضائقتهم المالية والمعيشية، التي يعانون منها منذ شهور طويلة من جهة، وباعتبار هذا الموسم من أفضل مواسم الزيتون من جهة أخري .كما يعتبر الزيتون المساهم الأساسي، بل استراتيجي بالنسبة للاقتصاد الفلسطيني منذ عشرات السنين، حيث أنه يساهم، بحوالي 12 في المائة من قيمة الإنتاج الزراعي في بعض السنوات، وأن نسبة مساهمة محصول زيت الزيتون في الاقتصاد الفلسطيني، بشكل عام، تقدر بحوالي 20 في المائة .وتخوف المزارعون الفلسطينيون، من ضياع موسم الزيتون الحالي جراء مواصلة سلطات الاحتلال رفض منحهم تصاريح زراعية للدخول إلي أراضيهم داخل الجدار العازل وازدادت معاناة الفلاحين أيضا وذلك بسبب الإجراءات التعسفية التي اتخذتها الدولة العبرية ضد المواطنين الفلسطينيين، من خلال منعهم من الوصول إلي أراضيهم وإخضاعهم إلي عمليات تفتيش، تتعدي إلي احتجازهم لساعات طويلة، ومن ثم تقوم دورية تابعة للاحتلال، باقتيادهم إلي مزارعهم، وتقوم بعد ذلك بإغلاق بوابة المعبر الحديدية، ولا تسمح لهم بمغادرة الحقول والعودة إلي منازلهم إلا في ساعة متأخرة من الليل، إضافة إلي محاولات السيطرة علي أراضي الفلاحين .وفي هذا السياق، يؤكد الفلاحون الفلسطينيون، أن أشجار الزيتون، مازالت تشكل أحد الأهداف الرئيسية، لممارسات إسرائيل التعسفية ضدهم، فحيث يقوم المستوطنون والجنود بشن حملات، واعتداءات مخططة علي شجرة الزيتون، ويحولون مواسم قطف الزيتون إلي مواسم رعب وحرق وقتل، والي مواسم ممزوجة بدماء الشهداء والجرحي والأطفال والنساء والشيوخ، حسب تعبيرهم .ويقول الفلاحون إن إسرائيل، تتعمد تجريف أراضيهم، واقتلاع الأشجار المثمرة والمزروعات، وتدمير المشاريع الزراعية ومشاريع تربية الحيوان، وتخريب الآبار علي امتداد مساحة الضفة الغربية وقطاع غزة .وبحسب حصيلة إجمالية كشفها تقرير صادر عن وزارة الزراعة الفلسطينية، فإن "شجرة فلسطينية مثمرة تقتلع كل دقيقة في الأراضي الفلسطينية، حيث تم اقتلاع وتدمير نحو مليون شجرة فلسطينية، ونحو 200 ألف شجرة نخيل إلي الوقت الحاضر ".وأكد التقرير، أن حجم الخسائر الناجمة عن عمليات التجريف واقتلاع الأشجار، لصالح إقامة مقاطع جديدة من الجدار العازل، أو الناجمة عن قطعان الخنازير التي يطلقها المستوطنون، قد زادت علي 100 ألف دولار، وتدمير نحو 2000 شجرة زيتون مثمرة . من جهة أخري، ذكرت دراسة أجرتها وزارة الزراعة، بأن عدد أشجار الزيتون المزروعة للموسم الحالي، قد بلغت حوالي 11 مليون شجرة مزروعة في مساحة حوالي 914 ألف دونم . وذكرت الدراسة، أن ذلك يشكل ما نسبته 45 في المائة، من إجمالي المساحة المزروعة، وحوالي 80 في المائة، من مساحة الأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة، ومعظم بساتين الزيتون بعلية -البَعْل هو الزرع الذي يشرب بجذوره من مياه الأمطار، فيستغني عن الري المباشر-. باستثناء 24 ألف دونم تحت الري والري المساعد، وهي موجودة في المحافظات الجنوبية والأغوار . كما أشارت إلي أن الكمية المطروحة من الزيتون لهذا العام، أكبر بكثير من الموسم السابق، الأمر الذي من شأنه أن يخفف من حدة الأعباء والخسائر التي لحقت بالمزارعين علي مدار السنوات الأخيرة. اقتلاع التاريخ: لقد تمثلت أحد التكتيكات الإسرائيلية الأخري لتدمير المعني في اقتلاع الأشجار والزيتون. وبالنسبة للعديد من الفلسطينيين، فإن الحياة الإنسانية مترابطة ومتشابكة بشكل وثيق بالطبيعة وبالبيئة (يشكل القرويون 62% من سكان الضفة الغربية و20% من سكان غزة. ويشكل اللاجئون 63% من مجموع سكان غزة، وهم ينحدرون من عائلات قروية أجبرت علي ترك أراضيها عندما تم إنشاء دولة إسرائيل). وقد اعتمد الفلاحون والمزارعون الفلسطينيون في معيشتهم بالفعل وعلي مدي أجيال عديدة علي الأرض، وقاموا بحمايتها ككنز وعملوا من أجلها بإخلاص وتفان. ويتم الإشارة إلي العديد من أشجار الزيتون بالأشجار"الرومانية" حيث يسود الاعتقاد بأنها تعود في أصولها إلي زمن الرومان، وتم تناقلها من جيل إلي آخر.وتعتني النساء تقليديا بالأشجار، ويشرفن علي عملية حرث الأراضي، ويقمن بجمع وعصر الزيتون. فبالنسبة لهن، الأرض أكثر من حياتهن - إنها اتصال بتاريخ وتقاليد أكبر وأعظم منهن أنفسهن. فإضافة إلي كون عملية اقتلاع الأشجار وتجريف الحقول تدمر مصدرا هاما من مصادر الرزق للفلاحين وعائلاتهم، فإنها أيضا محاولة لطمس الهوية الإنسانية والاجتماعية والسياسية ولضرب وإضعاف حس الانتماء. إن الهدف منها هو التأكد من أن كل عزيز علي قلوب الناس يتم تدميره بشكل منظم وللدلالة علي أن مصير آلاف من العائلات يظل بين يدي صاحب القوة. ممرات إنسانية ومن اجل ذلك دعا برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إسرائيل للسماح لموظفي الإغاثة ومواد الإغاثة "بحرية الوصول بشكل دائم دون عقبات "إلي قطاع غزة حيث يواجه الفلسطينيون نقصا متزايدا في الأغذية. وقال متحدث باسم البرنامج انه رغم بعض التحسن في أعقاب الدعوات لإسرائيل بالسماح بدخول المساعدات إلا أن الإغلاق المتكرر لمعبر المنطار الرئيسي والعمليات العسكرية الإسرائيلية تعيق جهود مساعدة المدنيين. ، اضف الي ذلك اعتبار اسرائيل قطاع غزة كيانا معاديا زاد من تفاقم الاوضاع الانسانية ، وقال سيمون بلويس المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي في بيان صحفي في جنيف "إننا نطالب بحرية وصول موظفي المساعدات الإنسانية وسلع الإغاثة إلي غزة بشكل دائم ودون عقبات متي احتجنا إلي ذلك. نعتقد أن هناك حاجة إلي فصل تام بين الأجواء السياسية والاحتياجات الإنسانية". واشار بلويس أن أسعار الغذاء في غزة ارتفعت بنسبة 10 في المائة بسبب عدم انتظام فتح معبر المنطار أمام البضائع التجارية. وأضاف "كثير من العائلات لم يعد بإمكانها شراء اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان أو زيت الزيتون.. وهذا أيضا مرتبط بمعدلات البطالة العالية". وقالت دوروثيا كريميتساس المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن اللجنة قامت بتوزيع خمسة آلاف لتر من الوقود علي هيئة المياه الفلسطينية لاستخدامها في تشغيل محطات ضخ المياه.التي استهدفتها إسرائيل بالقصف من اجل حرمان الفلسطينيين من مياه الشرب .