سجل يا تاريخ، انه في زمن المغالبة لا المشاركة، أصبحت مصر تحتل المرتبة رقم 140، والأخيرة، بين الدول الأقل أمنا وأمانا في المقاصد السياحية، بعد باكستان واليمن وتشاد، وفقا لتقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي الدولي. اشهد يا زمان، انه في عصر التمكين والأخونة، دخلت مصر قائمة الدول الفاشلة التي لا تستطيع توفير الأمن لمواطنيها، وأن البلد ينهار، وأن أطرافا كثيرة تطالب بانتخابات مبكرة، على رأسها أبو الفتوح والقطب الاخواني المنشق محمد حبيب والكاتب فهمي هويدي، وهذه شهادة شاهد من أهلها، ودليل على الفشل الذريع في ادارة البلاد، وفقا لتقويم ورد على لسان الدكتور محمد البرادعي في لقاء تليفزيوني. رئيس حزب الدستور، ومنسق جبهة الانقاذ المعارضة، قال أيضا: "الثورة انحرفت عن مسارها بالكامل، والنظام الحالي هو استمرار للنظام السابق، وحديثه عن شرعية الصندوق يذكرني بحديث مبارك.. ومرسي وجماعته مسئولان عن تصفية الثورة، والنظام يعاني من حالة انفصام في الشخصية، تجعله يصرح في الخارج بمقولات متناقضة مع تصريحاته في الداخل". الى كل من يهمه الأمر، هل سمعتم ما قاله، الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح بالفم المليان، في لقاء جماهيري بمحافظة الغربية: "الرئيس محمد مرسي ضعيف وفاشل وسبب كل الكوارث التي تشهدها مصر، وتجب محاكمته ومحاسبته على كل حالات الفشل التي تسبب فيها، وكادت تغرق البلاد، وهو ما يستدعي اجراء انتخابات رئاسية مبكرة". فاض الكيل بزعيم مصر القوية الى حد القول: "أبدي أسفي وندمي على مساندتي، وكل الشرفاء، للدكتور مرسي، في جولة الاعادة، بعدما ثبت فشله وتعريضه البلاد للكوارث والأزمات". يا عالم، يا هوه، سمعة مصر الخارجية تعرضت للاهانة، عندما اضطر الرئيس الهندي برناب موخيرجي الى القول، خلال مأدبة عشاء للدكتور مرسي في نيودلهي: "الديمقراطية ليست محطة وصول وانما عملية ممتدة". وفي الوقت نفسه، وفي مقابلة مع مجلة أتلانتك جيفري جولدنبيرج، وصف العاهل الأردني، الرئيس مرسي بأنه يخلو من العمق، بل ان الملك عبدالله الثاني ذهب الى حد وصف جماعة الإخوان بأنهم ذئاب في ثياب حملان وماسونيون وغير ديمقراطيين، وأضاف: انهم جماعة الزبيب، انه العنب المجفف يضعونه تحت جباههم في أثناء الصلاة للحصول على بعض السواد للادعاء بأن على وجوههم آثارا من كثرة السجود! بعدما ضاقت واستحكمت حلقاتها في زمن النحس، يقول المستشار الجليل محمود الخضيري، المحسوب على تيارات استقلال القضاء والمتأسلمين: ان الانتخابات النيابية اذا تمت في جو هادئ وتحت ضمانات يرضي عنها الجميع ستكون فرصة لمعرفة رأي الناس في رئيس الجمهورية، وما اذا كان هناك رضا عن أدائه أم لا، لأن عدم فوز الاتجاه الذي ينتمي اليه معناه عدم الرضا عنه، وهنا أعتقد أنه يجب عليه أن يجري انتخابات رئاسية قبل الموعد المحدد. لإنقاذ ما يمكن انقاذه، وجب اضاءة اللمبة الحمراء والتنويه والتحذير، خصوصا، اذا ثبت صحة تقويم دان كيرتزر، وهو سفير سابق للولايات المتحدة بالقاهرة، ويقوم حاليا بالتدريس في جامعة برينستون، بقوله: "مصر لا تزال في الجولة الثالثة من مباراة في الوزن الثقيل تتكون من 15 جولة، اللاعبون في الحلبة هم الإخوان والجيش وقوى الأمن الداخلي وشباب الثورة، بالاضافة الى الموالين للنظام القديم الذين سينشطون اذا انهار الاقتصاد". خلاصة الكلام، إننا لا نريد أن يصل بنا حال اليأس والنحس والخسارة في ثورتنا وفي بلدنا، إلى النحو الذي وصلت إليه حالة شخصية بقيمة وقامة الفقيه القانوني، الدكتور نور فرحات، الذي وجه رسالة الكترونية إلى المخلوع في محبسه، جاء فيها: "عيب علينا كشعب أن تأتي ذكرى استعادة سيناء دون أن نذكر بكلمة واحدة من رفع العلم على طابا ومن أسهم مع غيره في تحرير سيناء.. بئس ما جنت يداه على شعب مصر طوال ثلاثين عاما كان فيها كثير من لاعنيه اليوم يسبحون بحمده". نقلا عن جريدة الأهرام