جامعة قناة السويس تحافظ على تقدمها في التصنيف العالمي QS 2025    قرار جمهوري.. تعيين 4 أعضاء جدد بمجلس أمناء التحالف الوطني    ارتفاع الآن.. سعر الريال السعودي اليوم الخميس 6-6-2024 مقابل الجنيه المصري في البنوك    انطلاق آخر أفواج الحج البري من ميناء نويبع البحري اليوم.. استعدادات مكثفة    سعر الذهب اليوم الخميس 6-6-2024 خلال بداية التعاملات بعد ارتفاع عيار 21 في الصاغة    محافظ الفيوم يتابع مع رؤساء المدن إجراءات تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء    وزيرة البيئة تشهد توقيع بروتوكولي تعاون مع «بيئة بلا حدود» و«تنمية وطن» (تفاصيل)    تجربة مبادرة "صحة المرأة" ضمن جلسات مؤتمر "صحة أفريقيا".. ماذا حققت؟    ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة في مستهل أخر جلسات الأسبوع    «القاهرة الإخبارية»: شهيد وجريح في قصف إسرائيلي استهدف منزلا جنوبي غزة    إعلام لبناني: إصابات باستهداف مسيرة إسرائيلية دراجة نارية في ساحة عيترون جنوب البلاد    الخارجية الإسبانية: مدريد ستنضم لجنوب أفريقيا في الدعوى ضد إسرائيل    المستشار الألماني يؤيد ترحيل المجرمين الخطرين إلى أفغانستان وسوريا    بحماية الاحتلال.. مستوطنون إسرائيليون يواصلون مهاجمة المسجد الأقصى    الفيضانات في بافاريا تؤثر على انتخابات البرلمان الأوروبي    صباح الكورة.. الزمالك يستعيد نجمه المعار وشوبير يهاجم الاتحاد الافريقي.. 3 لاعبين أنصفوا حسام حسن والزمالك يكشف حقيقة رواتب فريق الطائرة سيدات    11 نصيحة لطلاب الثانوية العامة قبل امتحانات نهاية العام.. «احذروا السهر»    آراء طلاب الثانوية الأزهرية بالقليوبية في امتحان البلاغة    متى تبدأ أيام التشريق ومتى تنتهي؟.. إليك أفضل الأعمال المستحبة فيها    جلبت له صديقة ابنتها.. مفاجأة بشأن شريكة سفاح التجمع    إصابة 3 أشخاص في انقلاب ملاكي بقنا    قافلة طبية مجانية بمركز طامية بالفيوم.. لمدة يومين    رفضت العودة له.. تفاصيل التحقيق مع المتهم بإلقاء مادة ك أو ية على طليقته    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المحافظ جاى 000!!؟    هشام عبد الرسول: أتمنى تواجد منتخب مصر في مونديال 2026    ليلة بكت فيها سميحة أيوب.. الأوبرا تكرم سيدة المسرح العربي (بالصور)    عميد تجارة عين شمس: التعاون الثقافي والعلمي مع الجامعات الفرنسية مهم للجانبين    قبل التغيير الوزاري، سويلم يقدم كشف حساب لوزارة الري على هامش المؤتمر الدولي للمناخ والبيئة    الصحة العالمية تعلن أول وفاة مرتبطة بسلالة إنفلونزا الطيور (إتش5 إن2) بالمكسيك    إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم ميكروباص وسيارة ملاكي بشبرا بنها الحر    اليونيسف: 9 من بين كل 10 أطفال بغزة يفتقرون للغذاء اللازم للنمو السليم    أكرم القصاص: طلبات المصريين من الحكومة بسيطة والفترة الماضية شهدت انخفاضا فى الأسعار    خالد النبوي يبدأ تصوير مسلسل حالة إنكار.. تعرف على تفاصيله كاملة    أحمد الدبيكي: إتفاقية دولية مرتقبة لحماية العاملين في التخصصات الخطرة    وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ مشروعات الطرق والمحاور بالقاهرة الجديدة    اليوم ختام امتحانات الدبلومات الفنية فى شمال سيناء    مصر تتعاون مع مدغشقر في مجال الصناعات الدوائية.. و«الصحة»: نسعى لتبادل الخبرات    اعرف المدة المناسبة لتشغيل الثلاجة بعد تنظيفها.. «عشان المحرك ميتحرقش»    وزير الخارجية القبرصي: هناك تنسيق كبير بين مصر وقبرص بشأن الأزمة في غزة    محمد عبدالجليل يعلق على مباراة مصر وبوركينا فاسو    531 ألف جنيه، إجمالي إيرادات فيلم تاني تاني    نجم الإسماعيلي: تلقيت عروضًا من الأهلي والزمالك.. وهذا قراري    رجل الأعمال باسل سماقية يحتفل بخطبة ابنته (صور)    لماذا اخفى الله قبور الأنبياء إلا قبر سيدنا محمد؟ أمين الفتوى يجيب    الأزهر للفتوى: الاجتهاد في السعي على طلب الرزق في الحر الشديد له ثواب عظيم    بوسي تستعرض جمالها في أحدث ظهور لها والجمهور يعلق (صور)    إبراهيم عيسى: تكرار الأخطاء جريمة بحق التاريخ.. لم نتعلم من الأحداث    ملف رياضة مصراوي.. تصريحات صلاح.. مؤتمر حسام حسن.. تشكيل منتخب مصر المتوقع    واجبات الحج الأربعة.. معلومات وأحكام شرعية مهمة يوضحها علي جمعة    مصادر: خطة لرفع أسعار الأدوية بنسبة 30%    البابا تواضروس يروى كواليس اجتماعه في وزارة الدفاع يوم 3 يوليو    حظك اليوم برج الأسد الخميس 6-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    مهرجان جمعية الفيلم يعرض فيلم «شماريخ» تحت شعار «تحيا المقاومة لتحيا فلسطين» (تفاصيل)    هشام نصر يكشف مفاجأة: الزمالك لم يتم التعاقد مع محترف فريق الطائرة حتى الآن    «الأهلي» يكشف تفاصيل تجديد كبار الفريق.. وموقف علي معلول    تنسيق الثانوية العامة محافظة الشرقية 2024-2025 بعد ظهور نتيجة الشهادة الإعدادية (التوقعات)    عيد الأضحى 2024.. الشروط الواجب توافرها عند الذبح    البابا تواضروس: أخبرت نائب محمد مرسي عن أهمية ثقة المواطن في المسئول فصمت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النوبة .. بلاد الذهب والحضارة القديمة
نشر في أخبار مصر يوم 05 - 12 - 2016

على ضفاف نهر النيل الخالد وإلى الجنوب من مدينة أسوان تقع منطقة النوبة او ارض الذهب كما أطلق عليها القدماء منذ الاف السنين .. بكل ما فيها من عبق الروائح والوجوه السمراء الباسمة والطيبة.، يشبهون النيل في كرمه وسخائه..
اسمها مشتق من لفظ ( نوب) والذي يعني باللغة المصرية القديمة الذهب كما اشتهرت بمناجم الذهب التي كانت تسمي نوبرية..
ومن أهل النوبة ظهر أول فرعون وهو الملك مينا موحد القطرين الذي تزوج من الملكة نفرتاري الجميلة وهي نوبية الأصل وحين غزا الهكسوس مصر استعان الملك أحمس بالصناع المهرة من أبناء النوبة في إعادة بناء الجيش المصري الذي طرد الهكسوس و كان الذراع اليمني لصلاح الدين الأيوبي .
ونظرًا لما تتمتع به النوبة من تاريخ حضاري طويل، فإن تراثها الشعبي يتسم بالعراقة والثراء، والتنوع، كما أن له خصوصيته التي تميزه عن غيره في بقية أرجاء الوادي.
النوبة على مر التاريخ ..
ظلت النوبة تلعب دورها الحضاري والسياسي والاجتماعي والديني في منطقة النيل الأوسط منذ أقدم العصور التاريخية والتى تمتد إلى أكثر من خمسة آلاف عام قبل الميلاد إلى ان قامت مملكة عرفت بمملكة نبتة نسبة إلى عاصمتها مدينة نبتا بالقرب من مدينة دنقلة الحالية والتي أصبحت لها شخصية قوية ذات كيان سياسي وعسكري واقتصادي في وادي النيل منذ نهاية القرن التاسع وبداية القرن الثامن قبل الميلاد، وأصبحت لها قوة عسكرية ضاربة بفضل زعمائها، مثل ملك الارار ثم الملك كاشتا ثم الملك بعنخى والأخير هو أقوى ملوك النوبة ومؤسسها الحقيقي الذي عمل على ترصيد بلاد النوبة التي كانت من قبل عبارة عن اقطاعات ..
تضم منطقة النوبة 38 قرية وبندرا واحدا والقرية او المدينة النوبية تتكون من مجموعة من المساكن المتباعدة، والتي تقع غالبا على ضفة النيل او كلا الضفتين وتسمى نجعاً .،ويُعد النيل طريق المواصلات الوحيد بالنوبة إذ إن ظروف المنطقة وطبيعتها تجعل من العسير
إيجاد طرق صالحة للنقل البرى ويستخدم النوبيون البواخر النيلية والمراكب الشراعية للانتقال من قرية إلى أخرى، فيما تستخدم الدواب للانتقال عبر دروب الجبال بين القرى القريبة.
يُعد النوبيون أكثر الشعوب بساطة وترحابا بالغرباء والضيوف، كما أنه استطاع قديما بناء حضارة عريقة وحكم بعدالة وأشاع الحب في العالم القديم وقاتل وحارب بشهامة وقوة، و حافظ النوبي على السمات النوبية والعادات والتقاليد واللغات المتوارثة من زمن الأجداد وظل محتفظا بتراثه الشعبي المتميز حتى الآن والمتمثل في اللغة النوبية التي تتميز بأنها من اللغات التي لا تُكتب، والفن النوبي،
والتراث، والزى، والثقافة، والمعمار، الأكلات،الأفراح،والإحتفالات الدينية النوبية.
تتسم شخصيه النوبي بالبساطة والتلقائية،تستطيع أن تقرأه من صفحات وجهه، الأمر الذى يجعلك تستأنس جواره وصداقته وتأمنه، ويمتاز بالجرأة وحب الاستقلال وشدة التعلق بالأرض والحفاظ علي التراث والهوية واللغة ، أهل النوبة لهم لغة خاصة بهم "اللغة النوبية" بالإضافة الى اللهجة المصرية المعروفة كما أنهم يتحدثون الانجليزية والفرنسية والايطالية نتيجة اختلاطهم بالسائحين .
ومن الناحية الفسيولوجية، يتسم البنيان الجسماني لمعظم النوبيين بالأجسام القوية والملامح الوسيمة.
أما النساء فقد ذكرالرحالة بوركهارت أنهن تتصفن بالقامات الرشيقة والوجوه الطلقة، و يوكل إليها كل شئون البيت ، كما تقوم بعمل الأنوال الصغيرة لغزل العباءات و يصنعون القمصان الخاصة بهم وهن مشهورات بمنتجات سعف النخيل ، كما تصنعن من بواقي الأقمشة فرش للجلوس عليها.
وعند إنتقال النوبي من قرية إلي أخري يحمل معه عصاه الشهيرة والتي يُطلق عليها "نبوت" وقد وضع حكماء بلاد النوبة –
القديمة بعض القيم والمبادئ والنواميس والأخلاقيات العامة التي تمثل في مجموعها السمات النوبية الأصيلة بقيمها وأصالتها ومنها :
– يُعد القتل من المحرمات ويمنع بتاتا لأي سبب إلا لثلاثة أسباب : الدين – الشرف – الأرض.
وعقاب القاتل بغير ما ذكر من الموانع الثلاث السابقة أن يتم نفيه من بلاد النوبة بالكامل دون عائلته، ولذا تندُر حالات القتل بين النوبيين بشكل عام .
– يتم الرجوع لكبار رجالات القبائل لحل المشاكل التي قد تنشب بين الأفراد أو الأسر أو القبائل، ففي حال وجود مشكلة أسرية يتم استشارة عميد الأسرة وإن كانت المشكلة قبلية يتم استشارة رؤساء القبائل فى المجالس العرفية ولا تتم الاستعانة بأي سلطة خارجية مهما عظم الأمر، وفي حال التوصل لحلول يُجبر كل طرف بالحكم بشكل نهائي.
جديربالذكر أن الإحصاءات لم تسجل أي حالات للثأر طوال تاريخ بلاد النوبة.
– من التقاليد المرعية أن يتم زواج النوبية من رجل نوبي، ولا تتم الموافقة علي زواجها بغير النوبي نهائياً، أما الرجل فله الحق من الزواج بأي إمرأة ومن أي مجتمع مسلم أو نصراني أو حتي يهودي.
الزواج على الطريقة النوبية ..
غالبا ما يتزوج الشاب النوبي في سن تتراوح ما بين 18 و 22 سنة ، أما الفتاة فمتوسط سن الزواج ما بين ال 15 و 20 عاما ، وينبغي أن يتم الزواج بتراض تام من جانب العروسين، يسبقه فترة خطبة قد تمتد لمدة طويلة حتي يتم الاستعداد ماديا والانتهاء من ترتيبات
الزواج ، وكانت العادة ألا يري العروسين بعضهما البعض حتي ليلة الزفاف،وكان تقابلهما بالصدفة من النوادر وفي حالة حدوث ذلك كانت العروس تجري لتطرق باب أقرب بيت لتداري نفسها عن خطيبها، ومن المألوف أن يتم دفع قيمة مالية شهرية للعروس أثناء الخطوبة يكون تقديرها متروك لأهل العروسين ويتم تبادل الهدايا في الأعياد، ولا يدفع أهل العروس أي شئ سوي بعض الهدايا العينية، بينما يتحمل العريس كل شئ تقريبا لتجهيز البيت من جميع حاجياته وعندما يرزق الأبوان بطفل ذكر، يتم الاحتفال يوم سبوعه بذبح ذبيحة وتتلى الآيات القرآنية ويتم خلالها اختيار اسم المولود الذكر، أما إذا كانت المولودة أنثى فيقتصر حفل السبوع على دعوة الأصدقاء حيث يذهبون بصحبة الوالدين إلى شاطئ النيل وهناك يتم إعطاء المولودة إسم لها.
من ناحية اخري يُعد الطلاق من الامور البغيضة فى بلاد النوبة وقلما يوجد طلاق في الزيجات النوبية مهما عظمت المشاكل وفي حال حدوثه – بعد استنفاذ كل سبل التصالح ونصائح الأهل- يتم مراعاة أمور النفقة والعدة، وتذهب الزوجة إلي بيت أبيها بحاجياتها التي بحوزتها ويترك لها بعض حاجياتها بالتراضي، وفي حال وجود أطفال يتم تعيين نفقة الأطفال حسب راتبه الشهري طبقا لوظيفة وراتب
الزوج ومستواه الاجتماعي حيث ينبغي عليه توفير البيت والملبس والعلاج كما يكون مسئولا عنهم ماليا حتي سن الرشد واجتماعيا مدي الحياة .
ولعل من أهم ما يميز الرقص الشعبي النوبي أنه رقص جماعي يشترك فيه الرجال والنساء من كل الأعمار، وغالباً ما ترتبط
الرقصات بمواسم وأعياد الزراعة والحصاد ، ومن أشهر الرقصات النوبية (الأراجيد) .
الفن النوبي التقليدي دلالاته ورموزه ..
يعكس الفن النوبي خصوصية الثقافة النوبية، ويتضمن رموزا تعكس دلالاتها معتقدات شعبية وسحرية ويتجلي ذلك في الوشم الذي يتجمل به الرجال والنساء النوبيات علي حد سواء، وفي الرسوم الجدارية التي تزين واجهات المنازل ومداخلها، وكذلك مشغولات الخرز وزخارف مشغولات السعف والخوص.
و كثيراً ما تحمل العناصر الزخرفية دلالات معينة، فالسيف يرمز للبطولة والشجاعة، ويوحي الهلال والنجمة
– وهما رمزان إسلاميان – للتفاؤل، وكذلك الأمر بالنسبة للقطة السوداء التي توحي ايضاً بالتفاؤل، أما الغراب والبومة فهما رمزا الشؤم
والخراب، في حين ترمز الزهور والورود للصداقة والمحبة أما الإبريق وسجادة الصلاة فيرمزان للطهارة والنقاء.
قصة النوبة مع التهجير..
يؤكد الواقع أن تاريخ أهالى النوبة يمثل سلسلة من التضحيات المتتالية منذ بداية القرن الماضى الذى كانت تمتد فيه النوبة بطول 350 كيلو مترا من الشلال الأول وحتى الشلال الثانى جنوب أسوان بطول نهر النيل من قرية دابود فى الشمال وحتى قرية أدندان عند خط عرض22 درجة عند وادى حلفا، حيث تم تهجير النوبيين الذين يعيشون فى هذه القرى وكان عددهم 17699 أسرة مع بناء السد العالى.
وكانت بداية هجرة أول نوبى، مع بناء خزان أسوان عام1902، والذى ارتفع معه منسوب المياه خلف الخزان ليُغرِق 10 قرى نوبية تحمل أهلها آثار بناء الخزان، وقاموا بالهجرة طواعية ودون طلب من أحد، فانتقلوا إلى قرى فى البر الغربى وإلى مختلف محافظات الجمهورية.،بعد ذلك حدثت التعلية الأولى للخزان عام 1912، وارتفع منسوب المياه مرة أخرى وأغرق 8 قرى أخرى هى :قورته، والعلاقى، والسيالة، والمحرقة، والمضيق، والسبوع، ووادى العرب، وشاترمه.،و تلهتا التعلية الثانية للخزان عام1933 وأغرقت معها 10 قرى أخرى.
وعندما بدأت الدراسات لإقامة السد العالى فى الخمسينيات، تم ترحيل أهالى النوبة خلف السد عام 1963 إلى هضبة كوم أمبو.، وكانت النوبة القديمة تضم ثلاثة أفرع, فى الشمال كان يقيم الكنوز وهم حاليا فى قرى البر الغربى، ومازالوا محتفظين بالطابع النوبى فى العادات والتقاليد وشكل البيوت القديمة.،وفى الوسط كان يقيم العرب الذين ينحدرون من أصول عربية، وفى الجنوب يقيم الفدجة ويقيم أغلبهم حاليا فى مركز نصر النوبة فى عدة قرى على شكل نصف دائرى، من قرية بلانة حتى كلابشة.
وكانت لهجرة أبناء النوبة تبعات بدأت مشاكلها مع بداية الحصر عام 1960 والذى صنفهم ما بين مقيم ومغترب، وتم نقل 42 قرية بنفس أسمائها القديمة، وأقيمت وحدات صحية وتعليمية، وتم إمدادها بالمرافق التى لم تكن موجودة فى النوبة القديمة.
وهناك شكوى حاليا من أن البيوت لم تعد تتناسب معهم، خاصة أن الأبناء يحتاجون إلى مساكن جديدة، فبعد أن كانت تعيش الأسرة فى بيت لا تقل مساحته عن الألف متر مربع بخلاف الأرض الواسعة التى كانوا يمتلكونها؛ أصبحت كل أسرة تمتلك بيتا مكونا من حجرة واحدة أو أربع حجرات على حسب عدد أفرادها.
ضَحَّت النوبة من أجل مصر وازدهارها بوطنها الأصغر الذى كان يقع خلف السد العالى، وكان للنوبيين فيه أملاك واسعة فى بلاد النوبة القديمة يتوارثها الأبناء والأحفاد، ويبنون منازلهم فيها دون إزعاج أو تدخل من أحد فى أملاكهم الخاصة، ومع الهجرة الكبرى عام1963- بسبب بناء السد العالى- تم تهجير النوبيين خارج بلادهم إلى هضبة كوم أمبو على امتداد 50 كيلو مترا بعد أن كانوا على امتداد 600 كيلو متر. ،وفى الاونة الاخيرة ووفق مشروع المليون ونصف المليون فدان، تم عرض أراضٍ في مناطق النوبة، لبيعها بالمزاد العلني إلى جانب الأراضي الأخرى.، مااغضب اهالى النوبة وخرجوا بمطالبة الحكومة بان تكون الاولوية لهم ..
مطالب اهالى النوبة ..
– أن تكون الأولوية لأبناء النوبة وأسوان بمشروع توشكي ضمن المليون ونصف المليون فدان.
– تفعيل المادة 236 من الدستور بإصدار قانون بإنشاء الهيئة العليا لإعادة التوطين وتعمير وتنمية بلاد النوبة الأصلية.
– تعديل القرار الجمهوري رقم 444 لسنة 2014، والخاص بتحديد المناطق المتاخمة للحدود، بما يتفق مع نصوص الدستور وحقوق النوبيين بإعادة توطينهم على كامل أراضيهم.
– وقف طرح أي مشروعات للبيع أو المزاد للمستثمرين ورجال الأعمال في المنطقة، قبل تفعيل الدستور وصدور القانون.
اهتمام خاص..
وفى استجابة من الحكومة التقي المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، مجموعة من أعضاء مجلس النواب عن محافظة أسوان بشأن أزمة أهالي النوبة وحل المشكلات العالقة والنهوض بمستوى معيشة الأهالي.
وأكد رئيس الوزراء، اهتمام الدولة بتلبية مطالب أهالي النوبة، مشيرًا إلى أنه يتم المتابعة المستمرة من الجهات المعنية للاسراع في تنفيذ كافة المشروعات الخدمية والتنموية التي تسهم في الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لأهالي النوبة، مشددًا على أنه سيتم اعطاء الأولوية المطلقة لأهالي النوبة في أراضى منطقة "خور قندى" سواء كانت ضمن الأراضي المخصصة لشركة الريف المصرى الجديد الخاصة بمشروع تنمية واستصلاح المليون ونصف مليون فدان أو خارجها.
ومشيرا إلى أنه يتم استكمال الأعمال الخاصة بعدد من المشروعات الجارى تنفيذها بمحافظة أسوان ومنطقة نصر النوبة، الأمر الذي يستلزم توفير تمويل إضافي بمبلغ 270 مليون جنيه خلال هذا العام المالى، وهو ما يأتى تنفيذًا لما نص عليه الدستور في مادته رقم 236، والتي تشير إلى أن تقوم الدولة بوضع وتنفيذ خطة للتنمية الاقتصادية والعمرانية الشاملة للمناطق الحدودية، وذلك بمشاركة أهلها في مشروعات التنمية وفى أولوية الاستفادة منها.
وأوضح شريف اسماعيل أن الحكومة تعمل بالتعاون مع مجلس النواب على صياغة وإعداد قانون يسهم في تنفيذ ما نصت عليه المادة 236 من الدستور.
مشروعات المنطقة ..
وعن المشروعات التي تم تنفيذها بمنطقة نصر النوبة في عدد من القطاعات الخدمية أشار رئيس الوزراء إلى أنها شملت إنشاء العديد من المدارس وإجراء الصيانة الشاملة لعدد آخر، وإنشاء مدرسة للتعليم الفنى بدهميت، بالإضافة إلى تشغيل مستشفى النوبة العسكري، وتقديم الدعم لمديرية الصحة من خلال توفير الأطباء واطقم التمريض والمستلزمات الضرورية لتقديم خدمة صحية مميزة، هذا فضلًا عن إنشاء مركز ثقافة في كل من نصر النوبة وقرية كركر، وتدعيم وتطوير عدد 50 مركز شباب، وافتتاح وتشغيل وحدة مرور نصر النوبة، وتوفير عدد 2 عبارة لمدينة أبوسمبل السياحية، وكذا توفير عبارة و2 مرسي لجزيرتى هيسه وعواض.
هذا إلى جانب عدد من المشروعات جار تنفيذها وبلغت نسبة الإنجاز في أغلبها ما يقرب من 90%، ومنها استكمال توصيل الصرف الصحى لمدينة أبوسمبل، إنشاء مساكن الإحلال والتجديد بقرى نصر النوبة ( 1374 مسكن)، البدء في إنشاء قرى الظهير الصحراوى بنصر النوبة (أبريم – أبوسمبل – وادى العرب – بنبال)، إحلال وتجديد محطة طلمبات (قورتة – أبريم – السلسلة – الطويسة) لتوفير مياه الرى بمركز نصر النوبة، وكذا ما تم التوجية به لكل من وزيرى التربية والتعليم، والثقافة لوضع التصور المتكامل للاهتمام بالتراث النوبى. ، وأجرى رئيس الوزراء العديد من الاتصالات بمحافظ أسوان ونواب مجلس النواب، وكلف المحافظ بعقد لقاءات مستمرة ومتتالية مع ممثلين عن أهالي النوبة والجهات المعنية، وذلك بالتنسيق مع أعضاء مجلس النواب عن دائرة نصر النوبة، للوقوف على كافة مطالبهم والعمل على حلها في أقرب وقت.
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن الدولة تواجه بكل شفافية وجدية المشكلات المتراكمة خلال العقود الماضية، وتعمل على حلها، وتعمل أيضا على سرعة الانتهاء من تنفيذ مشروعات التنمية الاقتصادية والعمرانية في المناطق الحدودية وبمشاركة أهلها ويشمل ذلك أهالي النوبة، وذلك في إطار توجيه القيادة السياسية بسرعة الانتهاء من المشروعات بهذه المناطق في أقرب فرصة، مؤكدًا أن أهالي النوبة هم جزء من النسيج الوطنى للشعب المصرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.