إعلان مفاجئ بتأجيل قمة كانت متوقعة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت اليوم الخميس في أريحا .. أثار التكهنات حول أسباب هذا التاجيل الذى قلل البعض من أهميته،ورآه البعض الأخر أنه منطقياً لعدم تمكن الطرفين من تحقيق أى تقدم يذكر من لقائهما السابق.. فبعد إن كان من المقرر أن يجتمع عباس واولمرت اليوم الخميس في اريحا في أول لقاء بينهما في الضفة الغربيةالمحتلة.. لاستئناف محادثات توسطت الولاياتالمتحدة في عقدها،لمناقشة الافق السياسى وطبيعة الدولة الفلسطينية المستقبلية ،والتسهيلات التى ستدخلها الحكومة الاسرائيلية على حياة الفلسطينيين بالضفة الغربية وقضية الجندى الاسير فى قطاع غزة جلعاد شليط..والتهدئة بين الجانبين والتى تتمثل فى وقف اسرائيل عدوانها مقابل وقف المقاومة الفلسطينية إطلاق الصواريخ على البلدات والمستوطنات المحاذية لقطاع غزة. أعلن وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني زياد أبو عمرو أن الإجتماع قد تم تأجيله لأجل غير مسمى ، بسبب عدم استجابة إسرائيل لأربعة مطالب رئيسية قدمها عباس،وتتمثل في التزام إسرائيلي بتحريك عملية السلام، والأفق السياسي للدولة الفلسطينية المرتقبة، وإطلاق الأموال الفلسطينية المحتجزة، والسماح بالشروع ببناء الميناء الفلسطيني ومطالب أخرى كتخفيف القيود وإطلاق الوزراء والنواب وتسهيل حركة المعابر. ونقلت التقاريرعن أبو عمرو قوله "التحضيرات لم تكن فيها استجابة إسرائيلية لمطالب الرئيس عباس وبالتالي لن يتمخض عن اللقاء المتوقع نتائج إيجابية فكان التقدير بعدم وجود الجدوى والفائدة منه وظل عقده رهناً باستجابة أولمرت لمطالب عباس". وأشار أبو عمرو إلى أنه اقترح على قناصل وممثلي الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية إيفاد الممثل الأعلى للسياسة الأوروبية خافيير سولانا للقاء عباس وأولمرت، كل على حده والتحضير المسبق للقاء الاثنين مع الرباعية الدولية في القاهرة في ال 25 من الشهر الجاري،حيث أعلن عن مشاركة الرئيسين في لقاء للجنة الرباعية الدولية بالقاهرة يوم 25 من الشهر الحالي.وكانت اللجنة قد عبّرت قبل نحو أسبوع، عن قلقها إزاء التصعيد الحاصل بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، معلنة عن عزمها عقد اجتماعات في القاهرة خلال يونيوالجارى مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين. موقف الرباعية المؤلفة من الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدةوروسيا والاتحاد الأوروبي، جاء خلال اجتماع لموفديها، وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف ونظيرته الأمريكية كوندوليزا رايس وأمين عام الأممالمتحدة بان كي مون، ووزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، ومنسق السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا في العاصمة الألمانية برلين. و جدير بالذكر أنه قبل إلغاء القمة التي كانت مقررة بين عباس وأولمرت، تجادل المفاوضون من الجانبين حول خطوات لبناء الثقة من جانب اسرائيل ومن بينها الإفراج عن أموال الضرائب الفلسطينية التي تحتجزها اسرائيل منذ وصول حركة المقاومة الاسلامية (حماس) للسلطة في عام 2006 وتخفيف القيود على حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية. فبينما أشار صائب عريقات أحد مساعدي عباس إلى أن الفلسطينيين يريدون تعهدا من اسرائيل بأنها ستفرج عن إيرادات الضرائب، والتي يقدرها مسؤولون فلسطينيون بنحو 700 مليون دولار،إلا أن مكتب أولمرت أشار قبل المحادثات المقررة الى استعداد اسرائيل لتسليم بعض هذه الاموال على الاقل، ولكن ليس كل المبلغ الذي يطالب به الفلسطينيون.ويقدر مسؤولون اسرائيليون أنه يمكن تحويل ما بين 300 و400 مليون دولار فقط من هذا المبلغ للفلسطينيين لإن باقي الأموال جمدت بأحكام قضائية. ويؤكد المسؤولون الإسرائيليون، أيضا ان أي تحويلات يجب أن تمر عبر آلية تضمن ألا ينتهي الامر بهذه الاموال في يد حماس ،بينما يقول مساعدون لعباس أنه يجب رد جميع الأموال دون أي شروط. و يذكر أن آخر مرة اجتمع فيها اولمرت وعباس كانت فى 15 ابريل الماضى وتعطل الحوار بينهما بسبب موضوعات من بينها العنف الداخلي الفلسطيني، والقتال الفلسطيني الاسرائيلي، والغموض الذي يلف مستقبل أولمرت السياسي. وحول رد الفعل الامريكى..قللت الولاياتالمتحدة أمس من أهمية إرجاء القمة التي كان من المقرر ان تعقد بين عباس واولمرت، مؤكدة انهما لا زالا ملتزمان بالسلام. وصرح المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك للصحافيين ''نحن واثقون من انهما لا يزالان يعتزمان عقد اجتماع''،وتابع ''لقد تعهد الاثنان باللقاء، ويعتقدان انه من المهم ان يتحدثا ويباشرا فعلا بحل المشاكل''. ومن المقرر أن يزور أولمرت واشنطن في 19 يونيو الجارى.ويذكر أن أولمرت يتعرض لضغوط شديدة من الولاياتالمتحدة لإبداء لفتات من شأنها تقوية موقف حركة فتح العلمانية التي يتزعمها عباس في صراعها على السلطة مع حماس التي تقود حكومة وحدة وطنية فلسطينية. وكانت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس قد أعلنت في 27 مارس الماضى، أن أولمرت وعباس يعتزمان اللقاء كل أسبوعين تقريبا لإجراء محادثات قد تفضي في النهاية الى مفاوضات بشأن اقامة دولة فلسطينية.وكان يفترض عقد اللقاء وهو الاول منذ 15ابريل في اريحا في الضفة الغربية. ويذكر أن الأزمات الداخلية في الاراضي الفلسطينية واسرائيل وعودة العنف بين الجيش الاسرائيلي والمسلحين في غزة، قد أعاقت خطط عقد لقاءات منتظمة بين عباس واولمرت . ويرى المراقبون للأوضاع فى الوطن العربى أن النتائج كانت معروفة سلفاً، حتى لو لم يتم تأجيل القمة. فاللقاء فقد الاهتمام السياسي والدبلوماسي به ولم يعد يحظى بمتابعة من الجمهور الفلسطيني ،ولا حتى من الجمهور الاسرائيلي لأن لا شيء من الوعود الكثيرة التي بذلها أولمرت لعباس قد تم الوفاء به، وبالتأكيد فإن قدرة عباس على انتزاع أي تنازلات من اولمرت تبدو متواضعة ان لم تكن معدومة..ففى رأيهم أن رئيس الوزراء الاسرائيلي ليس في وارد منح جوائز مجانية لعباس، ناهيك عن حال الارتباك والضعف التي تميز وضعه السياسي والشخصي بعد الإنتقادات اللاذعة التي توجه اليه حتى من داخل حزبه (كاديما)، إضافة الى غموض مستقبل الائتلاف الحاكم الذي قد ينهار، اذا ما أصر رئيس حزب العمل المقبل (سواء كان ايهود باراك أم عامي ايالون) على رفض البقاء في الحكومة، اذا ما استمرأولمرت رئيساً لها.. وذلك الى نجانب ا نظرة أولمرت لعباس لم تتغير وان الرئيس الفلسطيني في نظره ،غير قادر على تقديم مايريده الإسرائيليين ،خصوصاً في مجال ضبط الأمن واتخاذ اجراءات ميدانية حاسمة ضد الصواريخ التى تطلقها المقاومة .وبالتالى يرى المراقبون أن سقف التوقعات كان منخفضاً بل متدنياً جداً، بافتراض وجود من كان يراهن على أي توقعات.. وأن هذه الأوضاع كانت ستجعل من قمة أريحا مجرد مناسبة عابرة لالتقاط الصور..اولمرت هو الذي كان سيكسب، كما يؤكد المراقبون من مجرد عقد اللقاء المؤجل ،أو أية لقاءات مقبلة دون ان تبدى اسرائيل مرونة حقيقية حول تقديم تنازلات تجاه مطالب الفلسطينيين. اقتراح سولانا بنشر قوة دولية من ناحية أخرى أشار خافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية بالإتحاد الاوروبي أمس الاربعاء 6/6 أن إرسال قوة حفظ سلام دولية الى قطاع غزة أمر ممكن رغم انه سيكون من الصعب على مصر قبول ذلك على الارجح. وقال سولانا للبرلمان الاوروبي في بروكسل انه -لاول مرة خلال سنوات كثيرة ... فكرة القوة الدولية- لم تعد غير واردة. وقال سولانا ان مجموعتين في الكنيست الاسرائيلي قالتا انه ربما يكون الوقت قد حان للدعوة لإرسال قوة من هذا القبيل لنشرها كبداية في جنوب المنطقة حيث يوجد معبر رفح الحدودي الى مصر. مشيراً الى دراسة هذا الإقتراح من قبل الاسرائيلين و الفلسطينين ،وأيضاً المصريين إلا أنه توقع ان الأمر قد يكون صعبا بالنسبة لمصر على الارجح . لكنه اضاف -اعتقد انه لايزال بامكاننا الدخول في مناقشات بشأن تلك الامور وربما نصل الى حل في نهاية المطاف. وقالت مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي بنيتا فيريرو فالدنر في الجلسة نفسها ان آلية دولية أعدت العام الماضي لتقديم مساعدات للفلسطينيين تتجاوز الحكومة الفلسطينية سيجري تمديدها لمدة ثلاثة أشهر اضافية حتى نهاية سبتمبر .وقالت فالدنر ان الاوضاع الانسانية لا تزال -حرجة- وناشدت الدول الاعضاء بالاتحاد الاوروبي تقديم تمويل اضافي. وكان مبعوث الاممالمتحدة الخاص للشرق الاوسط قد دعا الشهر الماضي اسرائيل والفلسطينيين والاممالمتحدة الى دراسة نشر قوة دولية في غزة. وقاومت اسرائيل طويلا دعوات فلسطينية لنشر قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربيةالمحتلة قائلة ان نشرها سيتعارض مع التدابير الامنية الاسرائيلية. وسحبت اسرائيل قواتها ومستوطنيها من غزة في عام 2005 لكن العنف عبر الحدود استمر وشنت اسرائيل حملة جوية الشهر الماضي في محاولة لمنع النشطاء من إطلاق الصواريخ على البلدات الواقعة في جنوب اسرائيل. 7/6/07