تدرس اللغة العبرية هذه الايام في بعض المدارس الاعدادية في قطاع غزة، بعد ان قررت وزارة التربية في حكومة حماس المقالة فتح برنامج اختياري لتعليم اللغة العبرية في 16 مدرسة للبنين والبنات، تمهيدا لتعميمها في كافة المدارس الثانوية اعتبارا من العام المقبل . ووضع اساتذة فلسطينيون المنهج، كما تم تأهيل العشرات من المدرسين من ذوي الخبرة والمعرفة بقواعد اللغة العبرية ممن سبق لهم تدريسها من بينهم الاستاذ خالد البابا، الذي تلقى دورات متخصصة في اللغة وقام بتدريسها بين عامي 1988 و 1996 ثم توقف بعد أن صدر قرار من وزارة التربية آنذاك بوقف تعليم اللغة العبرية في المدارس الفلسطينية بعد تطبيق اتفاق اوسلو للسلام بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل. ويقول كريم حرز الله وهو طالب في الصف التاسع بالمرحلة الاعدادية انه يحب اللغة العبرية ويشعر انها لغة سهلة وانه سيستفيد منها في المستقبل، قائلا "عندما كنت أشاهد القناة الاسرائيلية الثانية كنت أتمنى ان أفهم ماذا يقول الاسرائيليون عنا وكيف يفكرون؟؟ احيانا يضحكون على التلفاز وكنت أشعر بحالة من الغيظ لماذا يضحكون؟!" ويقول خالد البابا أستاذ اللغة العبرية، "الطلبة يتجاوبون معي بسهولة فاللغة سهلة وكثير من كلماتها يشابه الكلمات العربية . وتقول حكومة حماس إن تعليم اللغة العبرية يعد ضرورة في ظل المواجهة المفتوحة مع إسرائيل وهي تندرج ضمن سياسة اعرف عدوك. ويقول الدكتور احمد النجار المسؤول في وزارة التربية في حكومة حماس، "إن الطلبة هنا متحمسون لتعلم هذه اللغة والقرار نابع من خصوصية الوضع في قطاع غزة فهناك حالة احتكاك دائم مع الاحتلال الاسرائيلي سواء في المناطق الحدودية أو على الحواجز العسكرية وربما يحتاج الناس إلى العلاج في المشافي الاسرائيلية، يجب أن نعرف لغتهم، حتى أن ديننا علمنا أن من عرف لغة قوم أمن مكرهم." والجدير بالذكر ان توجهات الحكومة الاسلامية التي تقودها حركة حماس في غزة، بدت مدروسة برأي البعض، فهي تهدف إلى إعداد أجيال في غزة قادرة على فهم العقلية الاسرائيلية ومواجهتها في مرحلة لاحقة، ومن أجل ذلك بدأت الحكومة ومنذ مطلع العام الدراسي الحالي بتطبيق برامج وافتتاح مخيمات لتأهيل طلبة المرحلة الثانوية بدنيا ونفسيا وتدريبهم على حمل السلاح وفنون القتال ضمن برنامج أطلق عليه إسم "الفتوة"، كما اتخذ اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس قرارا بفتح مدرسة عسكرية للشباب ابتداء من المرحلة الاعدادية. ولا يعتبر أهالي غزة اللغة العبرية غريبة عليهم فأكثر من 120 ألف عامل في القطاع يتحدثونها بطلاقة، بعد ان اكتسبوها من خلال سنوات عملهم الطويلة داخل اسرائيل قبل أن تفرض هذه الأخيرة حصارها على غزة.