الوجود البريطاني في هذا البلد المضطرب يحتاج إلى الاستمرار ثلاثة عقود لمساعدته على مكافحة الفقر ومحاربة الارهاب وإقامة حكومة فعالة...تصريحات للسفير البريطاني الجديد لدى افغانستان شيرارد كوبروالذي تسلم منصبه منذ ستة أسابيع ، اعتبر فيها أن بريطانيا تحتاج للالتزام بوجود طويل الأمد في أفغانستان لمساعدتها على التعافي من ثلاثين عاما من الحرب وسحق تمرد طالبان. وبالرغم من تأكيد السفير إن “مهمة مساندة حكومة في افغانستان قادرة على البقاء ستستغرق وقتا طويلا جدا.. ووصف هذه المهمة بأنها " ماراثون وليس سباق عدو عاديا. علينا أن نفكر في عقود”.إلا أنه أعتبر أن الوجود البريطاني الذي سيستمر عقودا لن يكون بالضرورة عسكريا،بقوله“لكننا جادون بشأن وجود تنموي طويل الأجل” مضيفا أن الخارجية البريطانية قررت أن أفغانستان الآن “واحدة من أهم أولويات سياستنا الخارجية”. ورفض كاوبر-كولز ما يقال عن أن قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة تخسر الحرب ضد طالبان وأنها تفقد دعم الافغان العاديين لوجودها. واعترف السفير البريطاني "بوقوع أخطاء" فيما يخص قتل المدنيين لكنه أشار الى بيانات منظمات حقوق الانسان التي تظهر أن طالبان قتلت خمسة أضعاف هذا الرقم من المدنيين. وقال السفير البريطاني "الحقيقة أن الاغلبية العظمى من الافغان تريدنا هنا... اذا كان هناك شيء واحد يعرفونه بوضوح فهو انهم لا يرغبون في العودة للايام المظلمة من حكم طالبان المشابهه للعصور الوسطى." وقال كاوبر-كولز انه يأمل في أن حكومة براون الجديدة ستبقى ملتزمة بالوجود في أفغانستان على المدي الطويل. وجدير بالذكر أن أفغانستان اعتمدت بشكل كبير على القوات الغربية لتوفير الأمن وعلى أموال المانحين في اقتصادها منذ إطاحة القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة بطالبان في عام 2001. وبينما يوجد نحو 7000 جندي بريطاني في افغانستان يتركزون أساسا في إقليم هلمند الجنوبي إلا أنهم يواجهوا مقاومة شرسة من مقاتلي طالبان. وتشير المصادر البريطانية الى إرتفاع عدد القوات البريطانية المنتشرة في أفغانستان إلى 7700 هذا العام. ورغم تركيز طالبان على العاصمة الافغانية كابول إلا أن القتال العنيف يستمر في جنوبأفغانستان حيث قتل ثلاثة جنود كنديين في انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة على حافة الطريق أمس وقد تبنت الحركة الهجوم. وقد قتل حتى الآن حوالي 90 جنديا غربيا في أفغانستان منذ بداية العام الحالي وقد سقط اغلبهم في جنوب البلاد الذي يشهد أسوء موجة عنف منذ سقوط طالبان عام 2001. وكان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي من المقرر أن يتنحى عن منصبه الاسبوع القادم ويسلمه لوزير المالية جوردون براون قد حذر من أن أفغانستان تواجه خطر شيوع اعمال العنف المناهضة للغرب بما يشبه ما يحدث في العراق.
انتقادات واسعة لسقوط قتلى من المدنيين من ناحيتها، اطلقت منظمات اغاثة دولية وافغانية أمس حملة انتقادات قاسية على القوات الدولية العاملة في افغانستان لأنها لم تفعل ما ينبغي لمنع سقوط قتلى بين المدنيين خلال القتال ضد متمردي طالبان وغيرهم. كما شنت “هيئة التنسيق من أجل اغاثة افغانستان” التي تمثل نحو 100 منظمة انسانية هجوماً على حركة طالبان بسبب تعريضها المدنيين للخطر من خلال شن هجمات انتحارية واختباء مقاتليها بين السكان.وتقول هذه المنظمة التي تسمى اختصاراً “اكبار” ومنظمات مستقلة أخرى إن القوات الاجنبية والافغانية قتلت اكثر من 230 مدنياً خلال العام الحالي وحده. وقالت “اكبار” في بيان “اننا ندين بقوة العمليات التي قامت بها القوات العسكرية الدولية والتي اسفرت عن وقوع اصابات بين المدنيين”. ويقول مسؤولون أفغان وشهود ان أكثر من 120 مدنيا قتلوا في الشهور الاخيرة فقط، خلال عمليات أمنية نفذتها القوات الاجنبية. وأثار سقوط القتلى احتجاجات شملت مطالبات بانسحاب قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة. من جهة ثانية،وعلى صعيد المواجهات بين القوات الافغانية و طالبان ..أكدت الشرطة الافغانية مساء الثلاثاء انها استعادت السيطرة على اقليم في ولاية قندهار (جنوبافغانستان) بعدما احتله متمردو طالبان لاقل من 24 ساعة. لكن هؤلاء استولوا على اقليم آخر في الولاية نفسها.وقال قائد الشرطة المحلية عصمت الله عليزائي: “استعدنا السيطرة على اقليم ماينيشن خلال عملية، لكننا نفذنا انسحابا تكتيكيا من اقليم غوراك قرابة ظهر اليوم “الثلاثاء””.واضاف “لم تقع اصابات في صفوف الشرطة خلال العملية. تساؤلات حول نتائج الحرب في افغانستان .. تداعيات وتساؤلات حول هذه الحرب في افغانستان والتى استمرت لقرابة سبع سنوات.. فالهدف المعلن للولايات المتحدة وحلفائها كان القضاء على معاقل من تصفهم واشنطن بالإرهابيين ومن يأويهم، فهل تم ذلك؟ بالطبع لا، فأسامة بن لادن لا يزال طليقاً، وحركة طالبان التي آوته لا تزال موجودة على الساحة الأفغانية ومع إستمرار الاوضاع المتدهورة إقتصادياً وأمنياً فى البلاد ومع كشف تقرير بريطاني سري تم تقديمه الى مجلس الوزراء البريطاني أن نشاط القوات البريطانية في العراق وأفغانستان يؤدي الى مزيد من العنف في بريطانيا ..فهل يجدى طول البقاء البريطانى لعقود طويلة فى تغيير هذه الاوضاع ؟ 21/6/2007