أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الولاياتالمتحدة لا تنوي البقاء لفترة طويلة في أفغانستان ، موضحا أن إدارته تريد التركيز على هذا البلد المضطرب ، بسحب القوات الأمريكية من العراق. وينوي أوباما إرسال 1700 جندي إضافي إلى أفغانستان في إطار الدفع باتجاه مكافحة متطرفي حركة طالبان وتنظيم القاعدة. وكان الرئيس الأمريكي قد حدد يوم الجمعة مهلة 18 شهرا لإنهاء العمليات القتالية في العراق. وأوضح أوباما أنه يتفهم مشاعر الشعب الأفغاني الذي قاوم بشدة الغزاة الأجانب من البريطانيين إلى السوفييت ، بحسب تعبيره. وقال في مقابلة مع شبكة التليفزيون الأمريكية "بي.بي.أس" إن : "الشىء الوحيد الذي اعتقد أنه علينا إبلاغه في أفغانستان هو أنه لا مصلحة لنا في البقاء لأمد طويل في أفغانستان ولا نطمح إلى ذلك". وأضاف : "هناك تاريخ طويل , كما تعرفون أفغانستان ترفض ما ترى أنه قوة احتلال , وعلينا أن نبقي هذا التاريخ في أذهاننا عندما نفكر في استراتيجيتنا". وتجري الإدارة الأمريكيةالجديدة مراجعة لاستراتيجيتها في الحرب على الارهاب في باكستانوأفغانستان ، وقد أجرت خلال الأسبوع الحالي محادثات ثلاثية في واشنطن حضرها وزيرا خارجية البلدين الواقعين في جنوب آسيا. ودافع أوباما - الذي كان من أشد المعارضين لغزو العراق منذ البداية - عن الجهد الأمريكي في أفغانستان , وقال إن : "هدفنا الأساسي في المنطقة هو حماية أمن الأمريكيين". ورفض الرئيس الأمريكي تحديد موعد محتمل لخروج القوات الأمريكية من أفغانستان , وقال : "بدون إستراتيجية واضحة لا يمكننا وضع إستراتيجية واضحة للخروج". وأضاف أن : "هدفي هو إعادة الجنود الأمريكيين بأسرع وقت ممكن , ولكن دون أن نترك وضعا يتيح حصول اعتداءات إرهابية ضد الولاياتالمتحدة". ورأى أوباما أنه : "بقدر ما نتوصل وبالوسائل الدبلوماسية إلى حماية أمن الأمريكيين ونجد شركاء مع فاعلين في المنطقة بدلاً من التورط فقط بالقوات". وكان مسئولون في الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه أوباما عبروا عن مخاوف من أن يؤدي تعزيز القوات في أفغانستان إلى تصاعد النزاع في هذا البلد. من جهته ، دعا السيناتور جون ماكين - الذي هُزم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية أمام أوباما - إلى اتباع سياسة في أفغانستان تقضي بمضاعفة حجم الجيش الأفغاني , وتشجيع الحكومة المدنية الجديدة في باكستان". وقال يوم الأربعاء : "إذا كنا لا نحقق انتصارات في هذا النوع من الحروب ، فإننا نخسر , واليوم نحن لا نحقق انتصارا في أفغانستان". وقال الوفد الأفغاني الذي يزور واشنطن للمشاركة في مراجعة الإستراتيجية ، إنه مصمم على دحر طالبان , ولا يحتاج على الأمد الطويل لقوات أجنبية. وأكد محمد رحيم ورداك وزير الدفاع الأفغاني لمؤسسة فكرية : "يجب ألا يكون هناك أي شك في تصميم الأفغان على النجاح لأنها مسألة تتعلق ببقائنا". وفي تقديرات نادرة لقوة طالبان ، قال حنيف أتمار وزير الداخلية الأفغاني أن عدد عناصر الحركة يبلغ بين عشرة آلاف و15 ألفا يقاتلون في أفغانستان وينشطون في 17 من الولايات ال34 في البلاد". وأوضح أتمار أن معظم هؤلاء هم أجانب مرتبطون بتنظيم القاعدة أو منظمات متطرفة في آسيا الوسطى. وشنت حركة طالبان سلسلة هجمات في أفغانستان بما في ذلك اعتداءات استهدفت في 11 فبراير ثلاثة مكاتب حكومية في كابول وأودت بحياة 26 شخصا وثمانية مهاجمين. وقال أتمار للصحفيين إن : "هذه الهجمات الإرهابية لا تعكس قوتهم إطلاقا بل ضعفهم" , وأضاف أن : "مجرد عدم اهتمامهم بصورتهم مؤشر مهم على يأسهم". وتابع أنهم : "ما زالوا قادرين على تهديد حياة الشعب الاأفغاني لكن هذا لا يعني أنهم يستطيعون إخراج عملية إعادة الإعمار عن مسارها وتحدي حكومة أفغانستان".