تعتبر معظم قوى المعارضة التونسية ونقابات ومنظمات المجتمع المدني "الرابطة الوطنية لحماية الثورة" (غير حكومية) التي شاركت السبت في تظاهرة الاسلاميين وسط العاصمة التونسية، "ميليشيا اجرامية" تستخدمها النهضة لارهاب معارضيها. وقد حصلت الرابطة على رخصة قانونية من الحكومة التي يراسها حمادي جبالي أمين عام حركة النهضة في 14 حزيران/يونيو 2012 . وقالت في بيانها التاسيسي، انها تعمل على "المحافظة على مكتسبات الثورة" التي اطاحت في 14 كانون الثاني/يناير 2011 بالرئيس زين العابدين بن علي. غير ان مؤسس هذه الرابطة محمد معالج اكد انه استقال منها بهدف تاسيس حزب، بحسب ما اعلنت الرابطة السبت. وتقول وسائل اعلام محلية ومعارضون وحقوقيون ان الرابطة تتكون من "خليط من المأجورين" بينهم "عتاة مجرمين" ومنتمون سابقون لحزب "التجمع" الحاكم في عهد بن علي، ومتشددون دينيون. وبحسب مراقبين تضطلع الرابطة بدورين اساسسين ، الاول يتمثل في دعم حركة النهضة عبر تنظيم تظاهرات مساندة لها خاصة خلال الفترات التي تواجه فيها ازمات سياسية واجتماعية، والثاني "ضرب" و"ترهيب" خصوم الحركة والمنتقدين لسياساتها من نقابات ووسائل اعلام واحزاب سياسية ليبيرالية. وفي 2012،افسد محسوبون على الرابطة وباستعمال العنف، عدة تظاهرات وانشطة لاحزاب ونقابات ومنظمات غير حكومية معارضة لحركة النهضة. اما في التاسع من نيسان/ابريل 2012، شارك نشطاء في الرابطة مع قوات الامن في قمع مظاهرة نظمها معارضون للحكومة في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة. ووعدت وزارة الداخلية، وتحت ضغط منظمات حقوقية تونسية ودولية ، بتشكيل "لجنة تحقيق" في ما ارتكب من تجاوزات في ذلك اليوم، الا ان اللجنة لم تصدر حتى الان نتائج التحقيق. وفي 2012، نفذ نشطاء في الرابطة اعتصاما امام مقر التليفزيون الرسمي استمر حوالي شهرين للمطالبة ب"تطهيره" من "ازلام" النظام السابق، وذلك بالتزامن مع انتقاد النهضة لاداء التلفزيون الذي اتهمته ب"معارضة" حكم الاسلاميين. واتهمت المعارضة الرابطة بافساد عدة اجتماعات لحزب "نداء تونس" الليبرالي المعارض الذي اسسه رئيس الوزراء السابق الباجي قايد السبسي وتعتبره الرابطة امتدادا لحزب "التجمع" الحاكم في عهد بن علي، عدة اجتماعات لحزب نداء تونس داخل البلاد، ومهاجمة مقراته. وفي الرابع من كانون الاول/ديسمبر 2012 اصيب العشرات بجروح عندما هاجم نشطاء في الرابطة مقر الاتحاد العام التونسي للشغل بالعاصمة. واكدت وزارة الداخلية ان "اغلب" المهاجمين ينتمون الى "الرابطة الوطنية لحماية الثورة". وطالب الاتحاد في بيان بحل رابطة حماية الثورة "التي اثبتت الاحداث التي عاشتها بلادنا في الاشهر الاخيرة، انها ميليشيات تتحرك بأمر من الحزب الحاكم للاعتداء على كل من يخالفه الرأي". ومن جانبه ، يرفض راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة حل رابطة حماية الثورة التي قال انها "ضمير" الثورة التونسية. واعلنت الرابطة اليوم ان رئيسها محمد معالج استقال "من اجل تكوين حزب سياسي" ، وقالت انها ستعلن الاسبوع القادم "عن اسم الرئيس الجديد للمنظمة وجملة من القرارات الهامة".