حسناء الشاشة الرقيقة صاحبة الوجه الجميل والطلة الأنيقة .. فى مدينة الفيوم ولدت الفنانة مريم فخر الدين لأب مصري مسلم وأم مجريه مسيحية وهي الأخت الكبرى للفنان يوسف فخر الدين وحصلت على شهادة البكالوريا من المدرسة الألمانية. جائزة "أجمل وجه" من مجلة فرنسية تدخلها عالم التمثيل هى إحدى نجمات السينما المصرية التي برعت فى تجسيد الشخصيات والأدوار لدرجة تجعلك لاتصدق أنها دخلت التمثيل صدفة فلم تفكر مريم فخر الدين في العمل بالتمثيل ولم يكن الفن أحد أحلامها إلا أنها اقتحمت العمل الفني عقب فوزها من قبل مجله "ايماج" الفرنسية بجائزة أجمل وجه مما أهلها لأن تقوم بدور البطولة في أول أفلامها السينمائية عام 1951م تحت عنوان "ليلة غرام".
نشأة مريم مزدوجة الديانة لفترة طويلة من حياتها عاشت مريم فترة من حياتها لا تدرك الفرق بين الإسلام والمسيحية حيث ولدت لأم مسيحية متطرفة وأب مسلم متدين وأكدت أن والدتها كانت تأمل أن ينتمى أبناؤها مريم ويوسف للديانة المسيحية فسجلت ابنتها فى المدرسة باسم مارى فخرى وظلت تدرس المسيحية لسنوات وتتعلم تقاليد الديانة المسيحية وتمارس طقوسها وتؤدى صلواتها حتى فوجئ والدها بهذا فذهب إلى المدرسة وأخبر المدرسين بديانتها المسلمة فعاشت فترة من حياتها فى المدرسة "لا دينية" هذا بالإضافة إلى أنه لم يوجهها أحد طوال عمرها إلى الصلاة . محمود ذو الفقار أقسى أزواج مريم فخر الدين لم تمنع الشهرة والنجومية مريم فخر الدين من أن تكون صريحة أمام جمهورها حتى فيما يخص أدق تفاصيل حياتها فكانت دائما ما تبوح بما بداخلها بكل صراحة وجرأة أمام أى سؤال يوجه لها من صحفى أو مذيع بأحد البرامج وكانت أكثر ما قالته مريم فخر الدين صراحة هو ما جاء حول زواجها بالفنان والمخرج محمود ذو الفقار والد ابنتها إيمان الذى تزوجها فى ظروف غريبة حيث طلب يدها أثناء اتفاقه مع والدها على أجرها فى أحد الأفلام ووافق الأب على الفور. كان محمود ذو الفقار هو المتحكم فى كل ما يتعلق بحياة مريم فخر الدين حيث يختار لها أدوارها ويأخذ أجرها ويمنحها مصروف يدها منه واستمر هذا لفترة طويلة حتى نصحها البعض بأن عليها رفع أجرها دون علم زوجها لتدخر الفارق حتى علم وثار غاضبا عليها، وأهانها، وضربها، فانتقمت منه بأن منحت أثاث شقته لأحد العمال فى البلاتوه وعلى الرغم من استمرار زواجهما حوالي 8 سنوات لكنه انتهى بالانفصال عام 1960م.
ثم تزوجت بعد 3 أشهر من طلاقها بالدكتور محمد الطويل وأنجبت منه ابنها أحمد الذي استمر زواجها منه حوالي 4 سنوات. في عام 1968م تزوجت مريم من المطرب السوري فهد بلان إلا أن زواجهما لم يدم طويلاً بسبب مشاكل أبنائها معه فطُلقت ثم تزوجت من شريف الفضالي ليكون زوجها الرابع وهو الزواج الذي انتهى أيضاً بالطلاق. مريم فخر الدين وتعلمها الصلاة علي يد " الشعراوي " عاشت مريم فخر الدين طوال عمرها لا تعرف طريقة الصلاة ولم تصل يوما حتى جاء يوم وألحت عليها رغبة شديدة فى إقامة فرض الصلاة الأمر الذى جعلها تستعين بالفنانة شادية حتى تعلمها فأرسلت إليها بكتاب "المسلم الصغير" فلم تفهم منه شيئا ففوجئت بالشيخ الراحل محمد متولى الشعراوى يتصل بها ليساعدها فعندما أخبرته أنها لا تستطيع حفظ "التشهد" أباح لها قراءة الفاتحة ثم التسليم كما أباح لها أن تستحم قبل كل فرض لعدم إدراكها لفكرة الوضوء حتى تمكنت من تعلم الوضوء وحفظ التشهد بعد أن روت لها إحدى صديقاتها قصة الإسراء والمعراج. أدوار متنوعة قدمتها مريم فخر الدين اشتهرت الفنانة "مريم فخر الدين" خلال فترة الخمسينات والستينات في السينما العربية بأدوار الفتاه الرقيقة العاطفية حتى أصبحت رمزاً للرومانسية وأطلق عليها لقب "أيقونة الرومانسية" فى السينما المصرية ولكنها نجحت في تنوع أدوارها لتخرج من هذه الشخصية النمطية التي برعت في أدائها في مطلع السبعينات اختلفت أدوارها على الشاشة بحكم السن وأصبحت تقوم بأدوار الأم وزوجة الأب في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية. تكريمها كرمت مريم فخر الدين بمهرجان الإسكندرية السينمائى الدولي عن مجمل اعمالها الفنية وتاريخها الحافل فقدمت أكثر من 240 فيلماً .. من اهم الأفلام البارزة في تاريخها الفنى "حكاية حب" و"رد قلبي" و"اللقيطة" و"ملاك وشيطان" و"بئر الحرمان" و"الايدى الناعمة" و"يا تحب يا تقب" و"قشر البندق" و"البنات والصيف" و"شفاه لا تعرف الكذب" كما قامت بإنتاج وبطولة ثلاثة أفلام هي رنه خلخال عام 1955 ورحله غرامية وأنا وقلبى عام 1957. العزلة والبعد عن الأضواء فى الفترة الآخيرة ابتعدت مريم فخر الدين فى الفترة الآخيرة عن الأضواء وفضلت العزلة بعد أن تملكتها الشيخوخة والمرض ودخلت المستشفى إثر تعرضها لوعكة صحية وإصابتها بجلطة في المخ ووضعت فى غرفة العناية المركزة ودخلت فى غيبوبة لم تفق منها لترحل عن عالمنا 81 عامًا بعد صراع طويل مع المرض.