أكد البابا تواضروس الثاني - بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية - على أن "المرجعية .. التروي .. الوسطية" هي أهم الدعائم الأساسية للحكمة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان في مُسايرة أمور حياته اليومية، باعتبارها وسيلة هامة للتخلص من المتاعب والأزمات، وهي رأس مال الحكيم طوال أيام حياته على الأرض ووصف البابا تواضروس الثاني في محاضرته الأسبوعية الأربعاء من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، "الحكمة" بأنها أحد فضائل الوجود الإنساني التي ينبغي أن يتمتع بها، مؤكدًا على أنها تنجيه من مشكلات كثيرة جدًا وتنقذه من الأتعاب التي تواجهه في حياته. وأشار البابا تواضروس في محاضرته بعنوان "الحكمة في حياة الإنسان" إلى عدم وجود تعريف مُحدد للحكمة، ولكنه عرفها بكيفية تحدث الإنسان وتصرفه بمهارة وفطرة وجعل كل أموره بميزان، مؤكدًا على استحالة حدوث ذلك دون اقتراب الإنسان من الله، وعدم الانشغال فقط بأمور الحياة. وقال البابا تواضروس الثاني كلما يقترب الإنسان من الله تقترب إليه الحكمة، ومُشيرًا في ذلك إلى سُليمان الحكيم الذي طلب الحكمة من الله دون أن يطلب الجاه والمال وخلافه وغيره من المزايا الأرضية، فأعطاه "القلب الفهيم". وأوضح البابا تواضروس بأن هناك ارتباط وثيق بين اللسان أو الكلام وبين الحكمة، وأن حكمة الكلام يُطلق عليها "إفراز" بينما حكمة الأفعال يُطلق عليها "تمييز". وأكد البابا تواضروس على أن هناك فرق بين "الحكمة السماوية" القادمة من عند الله، و "الحكمة الأرضية" الموصوفة ب "الأرضية والنفسية والشيطانية"، مؤكدًا على ضرورة أن يجمع الإنسان بين بساطة الحمام وحكمة الحيات. وكذلك أكد البابا تواضروس على ضرورة وجود "مرجعية" للإنسان إذا أراد امتلاك الحكمة للاستناد عليها، خاصة في وقت نفتقد فيه إلى الحكمة في كافة مجالات الحياة، مُستشهدَا بقول سليمان الحكيم "طريق الجاهل مستقيم في عينيه .. أما سامع المشورة فهو حكيم"، وكذلك ضرورة أن يتحلى الإنسان ب "التروي" والتأني وليس الاندفاع، وكذلك التحلي ب "الوسطية" أو الاعتدالية، مُشيرًا في ذلك لأقوال أحد الآباء "الطرق الوسطى خلصت كثيرين".