على الرغم من شيوع مُصطلح "الألتراس" إلا أنه مازال محل جدل واختلاف الأذهان حوله، فربما تصل كلمة "ألتراس" لأذهان الكثيرين على أنها أعمال بلطجة وعنف، ولكن عندما يتعرف المرء يتغير تفسيرها بصفات أخرى، مثل النظام والعمل الجماعي والحرية والاتحاد، فهي كانت الكلمة الأكثر تناولاً في وسائل الإعلام خلال الأيام القليلة الماضية، والجميع يحلل وينقد بل ويُصدر أحكامًا بالجملة قبل أن يُفكر ويبحث في ماهية الألتراس. وبصفة عامة، فإن الجدل المُثار حول دور الألتراس السياسي، والاتهامات الموجهة إليه بالعمل وفق أجندات قوى سياسية بعينها سيظل مرتبطًا بحالة الغموض والضبابية التي تحيط بمجموعات الألتراس سواء عن قصد أو عن غير قصد، وإلى أن تنكشف تلك الحالة، وتتم دراسة تلك الظاهرة الجديدة بعناية، ستظل كثير من التساؤلات بدون إجابات. الألتراس في استادات كرة القدم بجميع أنحاء العالم يُطلق عليهم اللاعب رقم 12 لما لهم من قوة وتأثير داخل وخارج المُدرجات، لا يستطيع أحد التشكيك في حُبها وولائها، يجمعهم الحُب والإحساس للمجموعة وولاء كل منهم لناديهم، والولاء والعمل الجاد من أجل، فقيمة الفرد تتلخص فيما يُقدمه من جهد وعطاء للمجموعة، فنراهم دائما مُلثمي الأوجه غير مُحبين للتصوير الفردي ولا الظهور الإعلامي، فالأضواء المسموح لهم أن يكونوا تحتها فقط أضواء الملاعب خلف المرمى مُشجعين فريقهم طوال عُمر المباراة. يتميزوا بالمُثابرة والتحلي بروح الشجاعة والإقدام والتحدي والاستعداد لبذل أي شئ من أجل إعلاء اسم ناديهم وجمهورهم، وفرد الألتراس يُدافع عن نفسه فقط عند وقوع الخطر، ولا يُهاجم أحدًا وإذا هاجم فانه بذلك ينتقل إلى فئة أخرى وهي فئة "الهوليجانز" ويبتعد بذلك عن مبادئ الألتراس القائمة علي الدفاع لا الهجوم. حتى وقت قريب، كان الكثيرون ينظرون إلى كرة القدم باعتبارها إحدى وسائل الأنظمة السلطوية لصرف مواطنيها عن السياسة، ومحاولة شغلهم بانتصارات وصراعات وهمية، وكثيرًا ما كانت توجه الانتقادات للاحتفاء الرسمي والاهتمام الشعبي المُبالغ فيه بالانتصارات الرياضية على حساب قضايا وطنية مُلحة، غير أن هذا الاعتقاد سُرعان ما تغير في مصر مع ظهور مجموعات "الألتراس" وانخراطها بشكل مباشر في الحياة السياسية، وهو ظهور طرح من التساؤلات الكثيرة. فقد أصبح لمجموعات الألتراس بما لهم من قدرة واضحة على التنظيم والحشد، ونتيجة للدور الذي لعبوه في الثورة المصرية ثقل كبير وحضور ملحوظ في العديد من الأحداث السياسية التي تشهدها مصر، وخاصة في المظاهرات الأخيرة التي شهدها ميدان التحرير منذ ال 19 من نوفمبر 2011. تلاحظ في السنوات الأخيرة إنتشارًا واسعًا وسط الملاعب العربية لمجموعات تشجيعية وخصوصًا في شمال إفريقيا يُطلق عليها"ULTRAS" ، هذه المجموعات تعرف بوفائها لناديها والتشجيع المتواصل له طوال الموسم وفي جميع المباريات، لكن بدايتها في العالم كانت في القرن الماضي عن طريق مجموعة من الشباب البرازيليين حيث أسس، أول إلتراس في العالم سنة 1940 باسم "Torcida"، وجاء هذا التأسيس مُعاديًا لمجموعات "Barra Brava" بالأرجنتين . وفي مصر ومع نهاية عام 2006 ظهر "ألتراس" الأهلي عبر موقف ما وأخذ في النمو خلال عام 2007 إلى أن بلغ صورته الكاملة، وبدأ الالتفاف حول ناديه وأصبح يُشكل مجموعته على غرار الألتراس العالمي.