56 بالمائة من سكان العالم لا يثقون بسياسة أميركا الخارجية

استطلاع للرأي شمل عدة دول شمل حوالى 56% من سكان العالم ونشرت نتائجه امس ان ثمة قلقا منتشرا عالميا بانه لا يمكن الوثوق بالولايات المتحدة للتصرف بمسؤولية في العالم.
لكن في حين يظهر استياء عالميا كبيرا من الطريقة التي تنتهج فيها الولايات المتحدة سياستها الخارجية ثمة عددا قليلا يريد من واشنطن ان تتخلى كليا عن دورها كشرطي العالم.
ويقول كريستوفر ويتني المدير التنفيذي للدراسات في مجلس شيكاغو للشؤون الدولية الذي ساهم في تنسيق الاستطلاع الذي شمل 18 دولة ثمة ميل واضح في ما يتعلق بمواقف سلبية متزايدة ومترسخة حيال الولايات المتحدة بسبب طريقة تطبيقها لسياستها الخارجية .
ويوضح ان الولايات المتحدة لطالما واجهت انتقادات دولية على سياساتها الخارجية التي تستند الى التدخل.
واظهر الاستطلاع ان حجم الاستياء بات اوسع مما كان متوقعا وقد تعمق بسبب الحرب في العراق.
لكن هذا الاستياء يمتزج بتفهم بان الولايات المتحدة لديها دور مهم على الصعيد الدولي ويجب الا تنسحب كليا من الساحة الدولية على ما يضيف ويتني. ويشير في هذا السياق الى عدم وجود دعم متماسك لاغلاق القواعد العسكرية الاميركية في الخارج وان الكثير من الذين شملهم الاستطلاع اعربوا عن شعورهم بان العلاقات بين بلادهم والولايات المتحدة تشهد تحسنا. ويضيف ويتني لا توجد رسالة ثابتة تقول +لا نريد تدخل الولايات المتحدة+ الموقف ليس قاطعا بهذا الشكل .
ويوضح يريدون فقط ان تقوم الولايات المتحدة بتعاون اكبر وتكون لاعبا دوليا بناء اكثر في ما يختص بالعمل عبر المنظمات الدولية والاصغاء الى الحلفاء والاصدقاء عندما تكون لديهم مخاوف .
وكانت النتائج الابرز تلك التي تظهر عدم الثقة بان الولايات المتحدة تتصرف بمسؤولية وشعور بانها بالغت على الساحة الدولية.
وردا على سؤال حول مدى ثقتهم بالولايات المتحدة للتصرف بشكل مسؤول اظهر الاستطلاع ان غالبية من الاشخاص في الارجنتين (84%) والبيرو (80%) وروسيا (73%) وفرنسا (72%) وارمينيا(68%) واندونيسيا (64%) والصين (59%) وتايلاند (56%) وكوريا الجنوبية (53%) والهند (52%) واكثر من ثلث الاستراليين (40%) واوكرانيا (37%) لا ثقة لهم اطلاقا بها و لا ثقة لهم كثيرا بها. وتبين ان الفيلبين واسرائيل هما اكبر داعمين للولايات المتحدة مع 85% و81% على التوالي من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع يعربون عن ثقة كبيرة او نسبية تلتهما استراليا مع 59% وبولندا 21%.
واعتبر اكثر من ثلاثة اميركيين من اصل اربعة ان بلادهم تميل الى التدخل اكثر من اللزوم على الساحة الدولية.
وثمة غالبية كبيرة في دول اخرى لديها الشعور نفسه : فرنسا (89%) واستراليا (80%) والصين (77%) وروسيا (76%) والبيرو (76%) والاراضي الفلسطينية (74%) وكوريا الجنوبية (73%) واندونيسيا (68%) واوكرانيا 67% وارمينيا (63%) والارجنتين (62%) والهند (53%).
بلد واحد من الدول التي شملها الاستطلاع، رأت غالبية من الاشخاص فيها ان هذا الامر غير صحيح وهي الفيلبين (57%). وقد انقسم الاشخاص في اسرائيل بشكل متساو مع 48%.
واجري الاستطلاع في 18 دولة هي الصين والهند والولايات المتحدة واندونيسيا وروسيا وفرنسا وتايلاند واوكرانيا وبولندا وايران والمكسيك وكوريا الجنوبية والفيليبين واستراليا والارجنتين والبيرو واسرائيل وارمينيا فضلا عن الاراضي الفلسطينية. ولم تطرح كل الاسئلة في كل الدول المشمولة. وتشكل هذه الدول 56% تقريبا من سكان العالم.
واجري الاستطلاع على عينات اختيرت عشوائيا عبر الهاتف وعبر مقابلات شخصية بين حزيران 2006 واذار 2007 مع هامش خطأ يتراوح بين 1,5 و4%.