سعيا لتسوية الأزمة اللبنانية ، أجرى اليوم " بان كي مون" الأمين العام للأمم المتحدة سلسلة مباحثات مع زعماء لبنانيين فى بيروت دعا خلالها إلى الحوار لحل الأزمة السياسية التي تعصف بلبنان ،وأعلن الأمين العام للامم المتحدة في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة عن وجوب الإسراع في إقرار المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة المشتبه بهم في اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق رفيق الحريري موضحا أن القرار رقم 1701 الصادرعن مجلس الامن بعد حرب يوليو الماضي بين إسرائيل وحزب الله غير مطبق لأن تهريب السلاح مازال قائما، وذلك في إشارة إلى التقارير التي تتحدث عن حصول حزب الله على السلاح عبر الحدود السورية اللبنانية. كماناشد "بان كي مون" عقب اجتماعه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري زعماء لبنان أن يتواصلوا بالحوار من اجل تشجيع الوفاق الوطني". كما أجرى الأمين العام للامم المتحدة بان كى مون مباحثات مع رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريرى فى حضور منسق أنشطة الاممالمتحدة فى لبنان جير بيدرسون حول التطورات اللبنانية الراهنة . وشملت محادثات بان كي مون في بيروت عدة موضوعات على رأسها تطبيق القرار 1701 الخاص بوقف الحرب الاسرائيلية على لبنان الصيف الماضى لا سيما من ناحية بسط سلطة الدولة اللبنانية على أراضيها كاملة ومنع تهريب الأسلحة الى لبنان ومراقبة الحدود وقضية مزارع شبعا، وتطرقت الى كيفية تطبيق القرار1701 خاصة أنه قرار مهم للغاية بالنسبة الى لبنان بعد أن أوقف الحرب الاسرائيلية . فضلا عن أنه ينص على لبنانية مزارع شبعا وضرورة ايجاد حل لها ، مشيرة الى أن الاممالمتحدة تقوم حاليا بدراسة بعض الخرائط الجديدة التى حصلت عليها من عدة دول خاصة من فرنسا لتحديد وترسيم حدود مزارع شبعا مؤكدة على لبنانية هذه المزارع والمقاومة فيها حتى تتحرر من الاحتلال الاسرائيلى .وأثار " الحريرى" فى مباحثاته مع الامين العام قضية الخروقات الاسرائيلية للاجواء والمياه اللبنانية ورفض لبنان لمواصلة تخطى الجانب الاسرائيلى القرار 1701 والحدود اللبنانية داعيا الامين العام الى ان ينقل هذا الموقف الى الجانب الاسرائيلى .
هذا فضلا عن بحث مشروع تأسيس المحكمة الدولية فى جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الاسبق رفيق الحريرى ومحاولات الاغتيال منذ جريمة استهداف الوزير مروان حماده مطلع 2004 ولهذه الغاية وصل الى بيروت بالتزامن مع زيارة بان كي مون مستشاره للشؤون القانونية نيكولا ميشال الذي تولى التفاوض مع لبنان في شأن نظام المحكمة.وشددت نتا ئج المباحثات على ضرورة انشاء المحكمة تحت أى ظرف لان ارتكاب الجرائم بالشكل الذى حدث في لبنان وعدم معاقبة المجرمين بمثابة السماح للقاتل لكى يقتل. واستنكر" الحريرى" رفض مجلس النواب تسلم مشروع نظام المحكمة الدولية مشيرا الى أن رئيس مجلس النواب نبيه برى سبق أن تذرع بأن دوائر المجلس لم تتسلم المشروع لكى يتسنى للهيئة العامة دراسته معتبرا أن الاصرار على رفض استلام المشروع يشكل خرقا للدستور . . الى جانب استعراض مهمات قوات "اليونيفيل" فى جنوب لبنان والاوضاع في لبنان والمنطقة حيث أعلن " بان كي مون" فور وصوله الى بيروت ان "لبنان يشغل واحدة من اولوياتي، وخصوصا فيما يتعلق بتطبيق قرار مجلس الامن رقم 1701. وارغب في الاعراب عن تقديري للحكومة اللبنانية ولتعاونها مع القوة المؤقتة للامم المتحدة في لبنان (يونيفيل)". مؤكداً أن الاممالمتحدة تعتبر نفسها ملتزمة بالكامل بمساعدة اللبنانيين على ترسيخ سيادتهم واستقلالهم واستقرارهم وامنهم ،وأعرب الامين العام عن الامل في استمرار جهود الوسطاء اللبنانيين والعرب، وأن الجميع سيخسر اذا ما حدث تصعيد، فالحوار والتسويات هما الوسائل الوحيدة لانقاذ الوحدة الوطنية.
و يشتمل جدول لقاءات بان كي مون في بيروت على العديد من المسئولين من بينهم النائب وليد جنبلاط ،رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والنائب ميشال عون والوزير المستقيل محمد فنيش ممثلا لحزب الله.
وتأتى هذه المباحثات فى اطارجولة الامين العام للامم المتحدة لاحياء عملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط ، وتعد أول زيارة له الى بيروت وسبقتها زيارة للرياض حيث شارك في القمة العربية التىاختتمت أعمالها أمس .ومن المقرر أن يزور الأمين العام قوة الأممالمتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان والتي توسعت إلى 13 ألفا بعد حرب الصيف الماضي بين إسرائيل وحزب الله.