أكد البيت الأبيض ان المخططين العسكريين في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" يعدون خطة لانسحاب على مراحل من العراق في حال فشلت استراتيجية الرئيس جورج بوش او عرقلها الكونجرس. ونقل المتحدث باسم البيت الأبيض غوردون جوندرو عن وزير الدفاع روبرت غيتس قوله ان عدم التفكير في امكانية وضع خطة للتراجع اذا فشلت الزيادة في عديد القوات الحالي في تحقيق هدف وقف العنف في العراق، سيكون تصرفا غير مسؤولا. وقال جوندرو إن "غيتس قال خلال الاسبوع إن عدم التفكير في عدة مخارج ممكنة في المستقبل سيكون اهمالا". وقال المتحدث باسم البيت الأبيض غوردون جوندرو في غواتيمالا حيث يواصل بوش جولته في أمريكا اللاتينية ان وزير الدفاع روبرت "غيتس آثار القضية الاسبوع الفائت ويقول ان عدم التفكير في كل المخارج المستقبلية الممكنة سيكون بمثابة اهمال". وسئل جوندرو عن معلومات لصحيفة "لوس انجلوس تايمز" مفادها بأن خبراء في البنتاجون باشروا العمل على خطة تقضي بانسحاب تدريجي للقوات الأمريكية من العراق في حال اخفاق التعزيز المستمر للوجود العسكري. واضاف "يبدو ان هذه القضية تركز على دراسة واحدة، مجال واحد يتم درسه". لكنه نبه الى عدم الخروج بخلاصات متسرعة في وقت يتعرض فيه البيت الأبيض لضغوط من جانب الكونجرس لالتزام عملية انسحاب من العراق. وأوضح جوندرو "اننا نركز على الخطة الحالية التي بدأت لتوها، ونحتاج الى اشهر عدة قبل ان نتمكن من تقويم النتائج". وذكرت "لوس انجلوس تايمز" الاثنين ان خبراء التخطيط في وزارة الدفاع الأمريكية بدأوا العمل على وضع خطة تشتمل على انسحاب تدريجي للقوات الأمريكية من العراق يمكن تنفيذها في حال فشل خطة "زيادة" عديد القوات الأمريكية او قيام الكونجرس بافشالها. وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش أعلن في يناير الماضي عن خطة تدعو الى زيادة عديد القوات الأمريكية في العراق بارسال 21500 جندي اضافي ومئات من قوات الدعم من اجل احلال الامن في العراق وغيرها من المناطق الرئيسية في البلد المضطرب. إلا أن الصحيفة نقلت عن مسؤولين عسكريين ومستشارين في البنتاجون قولهم إن الاستراتيجية البديلة تستند في جزء منها الى تجربة الولاياتالمتحدة في السلفادور في الثمانينات. وخلال الحرب الأهلية في السلفاردو (1981 - 1992)، نشرت الولاياتالمتحدة 55 من جنودها لمساعدة الجيش السلفادوري في قتاله ضد المتمردين اليساريين. وذكرت الصحيفة ان بعض المؤرخين رأوا ان وجود تلك القوات في السلفادور ساعد على جعل الجيش السلفادوري اكثر حرفية وتجنبت مشاركة أمريكية عسكرية واسعة النطاق في ذلك البلد. وذكرت الصحيفة ان هذه الخطة تنسجم مع تصريحات وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس الذي قال أمام الكونجرس الشهر الماضي إنه في حال فشل خطة زيادة عديد القوات، فان الخطة البديلة ستتضمن ابعاد القوات "عن الاذى". وقالت الصحيفة ان وضع الخطة الجديدة يجري في اجواء توتر استثنائية في البنتاجون، حيث يؤيد البعض الدعوة الى زيادة عديد القوات، بينما يؤيد آخرون تسليم السلطات الأمنية للعراقيين.