اكد تقرير اعده مكتب محاسبة الحكومة التابع للكونجرس الامريكي فشل الادارة الامريكية في تحقيق اهدافها في العراق. واوضح التقرير المقرر عرضه علي الكونجرس الثلاثاء القادم ان الادارة الامريكية حققت 3 اهداف فقط في العراق من بين 18 هدفا. وجاء في التقرير الذي حصلت صحيفة واشنطن بوست علي نسخة منه انه علي الرغم من ان الخطة الامنية في بغداد كانت تهدف لخفض العنف الطائفي الا ان الاجهزة الامريكية تختلف فيما بينها حول ما اذا كان العنف قد تراجع، واكدت الصحيفة ان مكتب المحاسبة خلص الي ان هناك هدفا واحدا فقط من بين 18 هدفاً سياسياً قد تحقق بالاضافة الي تحقيق هدفين أمنيين كما خلص ايضا الي ان هناك هدفين آخرين هما تشكيل الحكومات الاقليمية وتخصيص 10 مليارات دولار للإعمار قد تحققا جزئيا واوضحت الصحيفة ان التقرير اشار الي انه رغم تراجع الهجمات علي القوات الامريكية في العراق في اطار الخطة الامنية الجديدة الا ان عدد الهجمات علي المدنيين العراقيين ظلت بدون تغيير. واشار التقرير الي ان قدرات قوات الامن العراقية لم تتحسن وان البرلمان العراقي لم يمرر تشريعات مهمة وان مستوي العنف مازال مرتفعا. وتقرير مكتب المحاسبة الذي وصفته الصحيفة بانه »سلبي بدرجة مذهلة« سيقدم للكونجرس الثلاثاء القادم قبل تقرير مهم آخر يقدمه ديفيد بتريوس قائد القوات الامريكية في العراق ورايان كروكر السفير الامريكي في بغداد يوم 15 سبتمبر القادم. وسئل جوردون جوندرو المتحدث باسم البيت الابيض عن مسودة تقرير مكتب المحاسبة فقال ل»صحيفة واشنطن« بوست الجنرال بتريوس والسفير كروكر متواجدان علي الارض كل يوم في العراق ومن المهم ان ننتظر لنسمع لما لديهما. يأتي هذا في الوقت الذي اعلنت فيه وزارة الدفاع الامريكية »البنتاجون« ان جهازها الرقابي المستقل بدأ التحقيق في عدم قدرة الجيش الامريكي علي معرفة مصير اسلحة العراق عقب التقارير التي اكدت ان المتشددين الاكراد يستخدمون اسلحة امريكية في شن هجمات علي تركيا حليفة واشنطن. واعلن جيف موريل المتحدث باسم البنتاجون ان المفتش العام للوزارة سيتوجه للعراق الاسبوع القادم علي رأس فريق يضم 18 عضوا للتحقيق في المشكلة. وقال موريل منذ يناير يحقق المفتش العام بشكل شامل في تقارير عن اسلحة لا يعرف مصيرها بالاضافة الي مزاعم عن سقوط هذه الاسلحة في الايدي الخطأ. واضاف ان وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس تلقي منذ مايو تقريرين مطولين عن سير التحقيقات ويشعر بقلق بالغ من هذه التقارير. وفي قضية منفصلة بدأ الجيش الامريكي تحقيقين في عمليات احتيال مزعومة في آلاف العقود الخاصة بخدمات في العراق من الكويت بعد توجيه الاتهام لعشرين من المدنيين والعسكريين بتهم من بينها الرشوة. ولم تتضح بعد تفاصيل عمليات الاحتيال لكن وزير الجيش بيت جيرين قال ان المشكلة كبيرة وابرم الجيش الامريكي اكثر من 18 الف عقد بقيمة تقدر بنحو 3 مليارات دولار لدعم حرب العراق منذ الغزو عام 2003. واكد الجيش انه منذ فترة قصيرة هناك 76 تحقيقا جنائيا في عمليات احتيال محتملة في العقود. واكد جيرين ان التقارير تؤكد وجود مسائل خطيرة في هذه المنطقة خاصة المتعلقة بالمجموعة التي تبرم العقود في الكويت وقال لا اعرف بما اصف حجم المشكلة لكنه ملموس. وكلف الجيش الامريكي قوة عمل اخري بفحص كل العقود التي ابرمها مكتب العقود في الكويت وتصل الي 18 الف عقد. واعلن احد كبار مراكز البحث الامريكية ان الوقت حان للولايات المتحدة كي تعيد السيطرة علي امنها بسحب القوات الامريكية من العراق بطريقة منظمة وآمنة والتوقف عن تمديد وجود هذه القوات بشكل متهور. وقال مركز »امريكان بروجريس«، وهو احد المراكز التقديمة المرموقة في الولاياتالمتحدة، في دراسة من 19 صحفة ان اغلب القوات الامريكية يمكن اعادة نشرها خارج العراق بشكل آمن خلال عام علي الاكثر وان اغلب الأمريكيين واعضاء الكونجرس من الحزبين يعتقدون ان ثمن ومخاطر المضي في استراتيجية ادارة الرئيس جورج بوش في العراق يفوق كثيرا أي فوائد محتملة يمكن ان نجنيها بالابقاء علي القوات الامريكية متورطة في حل الصراعات الاهلية العديدة هناك. واوضح المركز الذي يرأسه جون بوديستا، رئيس هيئة الاركان المشتركة السابق في ادارة الرئيس بيل كلينتون ان ادارة بوش تعتقد بكل صلف ان التعزيزات العسكرية الاخيرة يجب ان تستمر حتي العام القادم وانها خططت بالفعل لإبقاء عدد كبير من القوات علي الارض حتي عام ،2009 مؤكدا ان هذا المسار خاطيء وان القوة الامريكية لن يمكنها حل هذه الصراعات العديدة في العراق. وقالت الدراسة ان استراتيجية التعزيزات تجاهلت هذه الحقيقة الاساسية متمنية، حيث لا تجدي التمنيات، ان يساعد الامن العسكري المتزايد القيادة السياسية العراقية المتشرزمة علي التوصل الي حلول وسط ليس لديهم استعداد ان يقدموها. ورأت الدراسة ان الجدل حول القيام بانسحاب مطول أو انسحاب سريع هو معضلة زائفة اذ انه علي الرغم من ان كليهما ممكن من الناحية التعبوية فإن الدراسة وجدت انه يمكن خلال فترة تتراوح بين 10 اشهر الي 12 شهرا سحب القوات بطريقة آمنة. وكشف استطلاع للرأي ان 54% من الامريكيين يعتقدون ان الولاياتالمتحدة لم تخسر الحرب في العراق. وانقسم الامريكيون حول نتائج استراتيجية الرئيس بوش في العراق حيث يعتقد 49% منهم ان إرسال 30 الف جندي اضافي في 2007 لم يأت بنتائج بينما يعتبر 45% ان هذه التعزيزات كانت ناجحة. ويقول 34% من الامريكيين انهم لا يعتقدون ان هناك امكانية لتحقيق النصر في العراق ويري 37% ان هذا الامر ممكن وقال 60% انهم فقدوا الثقة في رئيسهم منذ بداية الحرب مقابل 73% فقدوا الثقة في الكونجرس و63% في اجهزة المخابرات.