قبل بداية الحديث نوهت لمنوشهر متكي انني تابعت أحداث الثورة الإيرانية وأجريت حديثا مع آية الله الخميني بمقر اقامته بنوفل ليشاتو بفرنسا, قبل تقلد خميني زمام الأمور بإيران, وأشرت له إلي أنه كان لي شرف مقابلة الرئيس خاتمي علي هامش المؤتمر الاسلامي بطهران.. أضفي هذا الحديث نوعا من التآلف بين وزير الخارجية الإيرانية وبيني وبدأ الحديث متناولا العلاقات الثنائية بين مصر وايران ونتائج مؤتمر شرم الشيخ, ومستقبل العلاقات الايرانيةالأمريكية وقضية الملف النووي الايراني وعدة قضايا ملحة, وفيما يلي نص الحديث: * كان سؤالي الأول حول تقييمه لاجتماعات شرم الشيخ ونتائج مؤتمر العهد الدولي ودول الجوار العراقي.. ** أجاب منوشهر متكي.. كانت الاجتماعات بناءة ومفيدة, كان لدينا مع هذا المؤتمر إشكال ذاتي منذ المؤتمر السابق من حيث الشكل ومن حيث المضمون ولم تكن ترتبط هذه المآخذ والاشكاليات بمكان عقد هذا الاجتماع أو قبل انعقاد هذه الاجتماعات. وأضاف منوشهر متكي, لحسن الحظ تمت ازالة هذه المشكلات وتلك الاشكاليات المضمونية والمظهرية الي حد كبير, وقررنا المشاركة, ونري أن أهم محور في هذا الاجتماع كان يرتبط بضرورة دعم الحكومة الشرعية القائمة في العراق ومشاركة عملية وفاعلة من قبل جميع دول المنطقة والدول المعنية في عملية مساعدة الحكومة العراقية من أجل العملية السياسية وعملية اعادة الاعمار ودعم البنية الاقتصادية العراقية.. واستطرد منوشهر متكي, المهم هو أن ننجح من خلال هذه الاجتماعات خلال هذه السنة في تعزيز ومساعدة الشعب العراقي ودعم الحكومة العراقية وليس مهمتنا التدخل في الشئون العراقية الداخلية. * هل تري أن جهود المجتمع الدولي في هذا المؤتمر كافية وما تعقيبك علي اسقاط بعض الدول لديون العراق؟ ** بالطبع إن اعفاء واسقاط الديون العراقية لا يرتبط بهذا الجهد.. وحينما تم الاعلان خلال مؤتمر شرم الشيخ أن البنك الدولي وأن بعض الأوساط المالية والاقتصادية العالمية قد اسقطت جزء من الديون العراقية, لم يكن في اجندة عمل هذا المؤتمر البحث حول الديون العراقية واسقاطها.. * قلت: أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس خلال مؤتمر شرم الشيخ انها ليست ضد أن تستخدم ايران تخصيب اليورانيوم وأن توجه برنامجها النووي لأغراض سلمية واعتقد أن هذه خطوة, وأشرت الي فعاليات التعاون الرياضي بين ايران وأمريكا.. ألا تعتقد أن هذه خطوة ايجابية وتعد انفراجة في العلاقات الأمريكيةالايرانية؟ ** أجاب منوشهر متكي وهو محدث لبق ورصين ويتمتع بشخصية كاريزمية عصرية ومتفتحة ويتميز بتفكيره المرتب وحديثه المختصر والواضح : لقد تحدثت السيدة رايس في الساعات الأخيرة لمؤتمر شرم الشيخ بما هو صحيح وبما هو خطأ.. نحن مع كل ما قالته السيدة رايس من الأمور الصحيحة والتي قد توصل الجانب الأمريكي الي القناعة بصحتها, ونحن مع هذه الاحاديث ومع هذه الأقوال.. أما تلك الأجزاء غير الصحيحة أو الخاطئة في تصريحاتها فنحن نأمل أن تتوصل الولاياتالمتحدةالأمريكية الي القناعة في حقيقة هذه التصريحات وان تتوصل الي فهم عدم صحتها.. علي سبيل المثال فإن إيران هي ضحية الارهاب, هؤلاء الذين قاموا بتنفيذ تلك العملية الارهابية ضد ايران حاليا أصبحوا يعيشون في الولاياتالمتحدة, إذن اذا تقرر أن يوجه اتهام أو توجه تهمة دعم الارهاب, فلابد من التريث.. ومعرفة من هو ذلك الجانب الذي يصدق هذا الاتهام ضده؟ وبالنسبة لما يتعلق بالنشاط النووي الإيراني, فاذا كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية مقتنعة بأنه من حق إيران أن يكون لديها وفقا لقوانين الشرعية الدولية حق امتلاك التقنية النووية السلمية, فليس هناك مشكلة في ذلك! وأضاف منوشهر متكي, سنواصل عملية التخصيب في اطاره القانوني وسوف نستمر في المباحثات من أجل اعطاء الاطمئنان وتطمين الأطراف الأخري فيما يتعلق بضمان عدم انحراف الجانب الايراني عن المسار السلمي في عملية البرنامج النووي.. * ما هي إذن أسباب تحفظ الولاياتالمتحدة؟ ** أجاب منوشهر متكي, ان مشكلة الأمريكان تكمن في شيء آخر.. ان الأمريكان لايريدون للدول المسلمة, ولا للدول النامية أن تصل الي مرحلة الاكتفاء الذاتي, ان الولاياتالمتحدةالأمريكية تتصور أن آخر التطورات والانجازات العلمية لابد أن تعود الي تلك الدول المتقدمة.. واستطرد منوشهر متكي أن كثيرا من دولنا مثل مصر وايران تمتلك أفكارا ومواهب جياشة وخلاقة.. ان كانت هذه المواهب وهذه الامكانات سوف تدفع بهذه الدول والشعوب الي الأمام وسوف تحقق التقدم والازدهار في المنطقة, فهذا شيء يقلق الولاياتالمتحدةالأمريكية.. * كيف تري مستقبل العلاقات المصرية الإيرانية وبالذات أن هناك تقاربا شديدا بين الشعبين؟ ** أجاب وفي نبرة صوته حماس شديد هناك مشاعر حب كبيرة جدا لدي الشعب الايراني تجاه شعب مصر, المفكرون في كلا البلدين لديهم أفكار متطابقة الي حد كبير سواء في المجال العلمي أو السياسي أو الدولي, وازاء القضايا الدولية المشتركة, فهناك موقف مشترك ورؤية مشتركة من قبل مصر وايران. وأضاف أن مكاتب التمثيل في كلا البلدين نشيطة بشكل جيد, كما أن التعاون الثنائي علي المستوي الاقتصادي والصناعي والثقافي مستمر بين البلدين والمشاورات السياسية قائمة دائما بين وزيري خارجية البلدين مصر وايران, وايران علي استعداد أن تتخذ الخطوات من أجل الارتقاء بمستوي العلاقات بين البلدين في أي وقت لأننا لاحظنا أن الأرضية مهيأة ومعدة للاتفاق حول ذلك. * وكيف تقيم أداء ومعالجة الوكالة الدولية للطاقة الذرية للملف النووي الايراني والمحادثات بينها وبين ايران بشأن البرنامج النووي الايراني؟ ** إن المواقف المعلنة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية برئاسة الدكتور محمد البرادعي تدل علي أن إيران لم يسجل لها أي انحراف عن المسار السلمي فيما يتعلق بالنشاط النووي, كما أن التقارير المكتوبة كلها تدل علي ذلك وطبعا لاشك أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتعرض لضغوط من قبل بعض الدول. * ما هي المبادئ التي يجب أن تتناولها خطة الانسحاب الأمريكي من العراق؟ ** أجاب بثقة ونظرة سياسية ثاقبة: يجب أن تتم الخطة من خلال مساندة دولية واقليمية متوازية تماما مع حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي كحكومة شرعية للعراق وكناتج للعملية الديمقراطية, كما يجب اعطاء سلطة أكبر في أسرع وقت للحكومة المنتخبة في العراق من أجل اتخاذ قرارات علي المستوي السياسي والاقتصادي والأمني, كما يجب تسليم الملفات الأمنية للحكومة بهدف محاربة الاختلال الأمني واعادة الاستقرار للعراق.. يجب تقديم التمرين والتجهيزات للبوليس العراقي والقوات المسلحة ليمارسوا مسئولياتهم الكاملة.. وأخيرا يجب أن نتسلح بإرادة قوية واصرار جيد من أجل مساعدة العراق في اعادة بناء المؤسسات ومحاربة الارهاب والحفاظ علي الاستقلال.