فى مناسبة استقبال عام هجرى جديد (1434 هجرية) فى ذكرى هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام من مكة الى المدينة استضاف برنامج صباح الخير يا مصر الخميس الشيخ متولى الصعيدى امام وخطيب جامع الازهر الشريف والذى قال ان المناسبات الدينية ليست قصص يحكى عن الرسول الكريم او السلف الصالح ولكنها دروس يجب ان نتعلم منها ونستقى منها العبر والحكمة واوضح ان الهجرة من سنن الله فى انبيائه حيث هاجر كل من ابو الانبياء ابراهيم الخليل عليه السلام وهاجر كليم الله موسى عليه السلام لان الهجرة دعوة لتغير الارض والمجتمع ولو بشكل مؤقت من اجل النجاة بالعقيدة الصحيحة فى الايمان بالله من مجتمع كافر او مجتمع يحارب العقيدة ويضطهدها بالرغم من مشقة ذلك على المهاجر فى ترك بلده واهله ومايلاقيه من متاعب وصعاب واضاف الشيخ متولى الصعيدى ان ورقة ابن نوفل كان اول من اعلم الرسول بالهجرة عندما اخبره عن خبر الوحى وقال له " ليتنى اكون حيا اذ يخرجكك" قومك فقال عليه الصلاة والسلام مستفهما ومستغربا "اوا مخرجى هم " واكد ان الرسول اعد للهجرة النبوية لمجتمع جديد بعد فترة زمنية طويلة فى مكة لاقى فيه المسلمون الاضطهاد والتعذيب فسعى على مدى عدة سنوات لتمهيد الارض فى مكان الهجرة الجديد للاسلام بعرض الاسلام على عدد من مواطنى المدينة وبعدما اثبتوا حسن اسلامهم قرر هجرة المسلمين للارض الجديدة لاقامة بذرة مجتمع مسلم حقيقية لاول مرة وأكد امام وخطيب جامع الازهر ان الرسول فى هجرته الشريفة كانت الكثير من العبر منها الثقة المطلقة فى الله وما سيمنحه له ولرفيقه من حماية وهو ماخلده القرآن الكريم على لسان الرسول فى قوله "لاتحزن ان الله معنا " وان الخالق عز وجل دائما مع الحق وصاحبه وناصره , ومنها عبرة الصبر والجلد فى المصاعب لتحقيق الهدف السامى والتضحية من اجل مانؤمن به واوضح ان الرسول اسس فى بدء وصوله للوطن الجديد لاقامة العلاقة بين المسلمين وربهم رب العالمين فامر ببناء مسجد على مشارف يثرب وحيث بركت الناقة التى تحمله فى اشارة واضحة منه عليه الصلاة والسلام لأولوية العلاقة بين المسلم وربه ودوامها . واوضح الشيخ متولى الصعيدى ان ثانى خطوات الرسول كانت تأسيس العلاقة بين المسلم واخيه المسلم على اساس من مبدأ التكافل بين افراد المجتمع المسلم الجديد وترسيخ التكامل بين المهاجرين ومضيفيهم من الانصار من مسلمى المدينة لبدء علاقة حميمة بين المسلمين لاقامة الشعائر وقيم المجتمع الجديد ومبادئه وثالث الاسس التى انتهجها الرسول الكريم(ص) كانت تحديد العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين فى مجتمع المدينة على اساس الدفاع عن الوطن الذى يجمعهم على ترابه وتحت سمائه ولحسن العلاقة بين الجميع على اساس من التعاون ورعاية الحقوق والجوار ومراعاة الحقوق وحسن الجوار مع الجميع . واكد ان الدرس الاسمى من الهجرة التى يجب ان يتذكرها كل مسلم فى هذه الذكرى العطرة هى كما قال رسولنا الكريم (ص) هو المسلم هو من سلم الناس من لسانه ويده والمهاجر هو من هاجر ما نهى الله عنه ودعا الجميع الاتعاظ من الذكرى الشريفة.