اعلنت السودان انها سحبت جميع القوات من جنوب البلاد الذي يتمتع بما يشبه الحكم الذاتي بينما قال مسؤول جنوبي ان حوالي ألف جندي بقوا ولكن من المتوقع ان يتحركوا نحو الشمال خلال اليومين القادمين. وتأتي عملية إعادة انتشار الاف القوات الشمالية في اطار اتفاقية السلام لعام 2005 والتي أنهت أكثر من 20 عاما من الحرب الاهلية السودانية بين الشمال والجنوب والتي تعد منفصلة عن النزاع الدائر في اقليم دارفور الغربي. وقد أسفر الصراع بين الشمال والجنوب عن وفاة مليوني شخص وتشريد حوالي أربعة ملايين. وكان مقررا باديء الامر ان تغادر القوات الشمالية في التاسع من يوليو تموز 2007 وأن تسلم السيطرة على ابار النفط الجنوبية الى دوريات مشتركة ولكن الخرطوم لم تلتزم بذلك الموعد. وفي أكتوبر تشرين الاول انسحب وزراء جنوبيون من حكومة التحالف الوطنية قائلين ان الخرطوم لم تنفذ اجراءات اتفاقية السلام. وقد اتهم المسؤولون الجنوبيون القوات الشمالية بالبقاء في المناطق الجنوبية النفطية للاحتفاظ بالسيطرة على سلعة التصدير الرئيسية للسودان. ويبدو ان التحركات الحالية للقوات تهدف الى الاقتراب من الوفاء أحدث موعد نهائي في 9 من يناير للانسحاب بعد فوات موعدين سابقين في ديسمبر كانون الاول تحددا بعد محادثات أزمة. ويوافق الموعد النهائي الجديد أيضا الذكرى السنوية الثالثة لاتفاق السلام بين الشمال والجنوب. وعلى صعيد آخر اعلنت السويد والنرويح سحب خطة لارسال قوات قوامها نحو 400 جندي الى منطقة دارفور بالسودان بسبب معارضة الحكومة السودانية. وكان من المعتزم أن تكون هذه القوات جزءا من بعثة المهندسين. وأصر السودان الذي عارض مقترحات من قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة بدارفور على أن أي قوات لحفظ السلام يتعين أن تكون في أغلبها أفريقية. وكانت الاممالمتحدة قد اتهمت القوات الحكومية السودانية بمهاجمة قافلة امداد تابعة للقوة المشتركة المؤلفة من الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي الاثنين الماضى وقد نفت الحكومة السودانية هذة الاتهامات واتهمت المتمردين الذين تدعمهم تشاد بالمسؤولية عن ذلك.