قال السودان انه سحب جميع القوات من جنوب البلاد الذي يتمتع بما يشبه الحكم الذاتي بينما قال مسؤول جنوبي ان حوالي ألف جندي بقوا ولكن من المتوقع ان يتحركوا نحو الشمال خلال اليومين القادمين. وقالت وكالة السودان الرسمية للانباء في إشارة الى الخط الحدودي الذي يفصل بين الشمال والجنوب "ان القوات المسلحة أكملت إعادة الانتشار بنسبة 100 بالمئة الى الشمال من حدود 1956 وفقا لاتفاقية السلام الشامل". وقال الميجر جنرال جيمس هوث من الجيش الجنوبي ان حوالي ألف من القوات الشمالية بقوا الى الجنوب من خط الحدود الفاصل ولكنه توقع رحيلهم في وقت قريب. وقال هوث "ان حوالي 90 بالمئة من الجنود رحلوا وبعضهم سيعود (الى الشمال) اليوم التالي بسبب مشاكل فى المواصلات". وتأتي عملية إعادة انتشار الاف القوات الشمالية في اطار اتفاقية السلام لعام 2005 والتي أنهت أكثر من 20 عاما من الحرب الاهلية السودانية بين الشمال والجنوب والتي تعد منفصلة عن النزاع الدائر في اقليم دارفور الغربي. وقد أسفر الصراع بين الشمال والجنوب عن وفاة مليوني شخص وتشريد حوالي أربعة ملايين. وكان مقررا باديء الامر ان تغادر القوات الشمالية في التاسع من يوليو 2007 وأن تسلم السيطرة على ابار النفط الجنوبية الى دوريات مشتركة وفي أكتوبر انسحب وزراء جنوبيون من حكومة التحالف الوطنية قائلين ان الخرطوم لم تنفذ اجراءات اتفاقية السلام. ويبدو ان التحركات الحالية للقوات تهدف الى الاقتراب من الوفاء بأحدث موعد نهائي في 9 من يناير للانسحاب بعد فوات موعدين سابقين في ديسمبر تحددا بعد محادثات أزمة. ويوافق الموعد النهائي الجديد أيضا الذكرى السنوية الثالثة لاتفاق السلام بين الشمال والجنوب. ونقلت وكالة الانباء السودانية عن وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين وصفه إعادة الانتشار بأنه "حدث تاريخي" وقوله انه على ثقة من عزم الجانبين على تنفيذ اتفاقية السلام بشكل كامل. ونقلت الوكالة انتقاد حسين لمتمردي الجنوب السابقين لعدم اغلاقهم لمعسكرين قال انهما يشكلان خطرا أمنيا. وقال هوث عبر هاتف متصل بقمر صناعي من ولاية الوحدة الغنية بالنفط انه تم تسليم الثكنات هناك الى الوحدات الخاصة المشتركة من جنود الشمال والجنوب وسوف تقوم هذه الوحدات بدوريات حراسة في المناطق النفطية بمقتضى اتفاقية السلام. وقال هوث انه يعتقد أن حوالي ألف جندي شمالي بقوا في جنوب السودان منهم "حوالي 100" بقوا في ولاية الوحدة بالقرب من المنطقة الحدودية بين الشمال والجنوب. وقال "لا تزال هناك بقايا.. انها عملية وسوف تكتمل خلال يوم أو يومين". وقال سالفا كير رئيس جنوب السودان العام الماضي ان 17 الف جندي من القوات الشمالية بقوا في جنوب السودان وأغلبهم بولاية الوحدة. وقال المسؤولون الشماليون ان عدد هؤلاء الجنود 3600. واتهم المسؤولون الجنوبيون القوات الشمالية بالبقاء في المناطق الجنوبية النفطية للاحتفاظ بالسيطرة على سلعة التصدير الرئيسية للسودان. وقال هوث ان مجلس دفاع مشترك للشمال والجنوب وافق على اعادة نشر الجنود الشماليين الى مسافة تتراوح من عشرة كيلومترات الى 20 كيلومترا فوق الخط الحدودي بين الشمال والجنوب ولكنهم لم يفعلوا ذلك حتى الان. وقال "انهم لم يبتعدوا كثيرا حيث سيتوجهون فقط الى المنطقة الحدودية. ولكن قد يواصلون التحرك ابعد من ذلك وسوف تتضح الامور خلال أيام قليلة".