اتهم جنوب السودان القوات المسلحة السودانية بشن غارة جوية على قاعدة للجيش الشعبي لتحرير السودان في الجنوب، يوم الاربعاء الماضي، في محاولة لتعطيل الاستفتاء على استقلال الجنوب المقرر اجراؤه في التاسع من يناير، ونفت القوات المسلحة السودانية مهاجمة الجنوب. ومع اقتراب موعد الاستفتاء تبادل زعماء شمال وجنوب السودان الاتهامات بحشد قوات على جانبي الحدود. وفي حين من المرجح أن يصوت الجنوب لصالح الانفصال يريد الشمال المحافظة على وحدة البلاد. وإذا تأكدت الغارة الجوية فإنها ستكون المرة الثانية هذا الشهر التي يشن فيها الشمال غارات جوية على الجنوب. وفي المرة الأولى قال جيش الجنوب: إن القوات الشمالية أسقطت بطريق الخطأ قنبلة على أراضيه أثناء قتال متمردين من دارفور قرب الحدود بين الشمال والجنوب. وقال الصوارمي خالد، المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية: إن ما تردد غير صحيح بالمرة، وإن القوات السودانية لم تهاجم أحدا قرب الحدود. والعلاقات بين شمال وجنوب السودان متوترة في الفترة السابقة على استفتاء الجنوب. ويعتمد اقتصاد السودان على النفط الذي يقع معظمه في الجنوب، ولا تريد حكومة الخرطوم أن تخسر مصدرًا مهما للإيرادات. وفي نيويورك قال دبلوماسيون بالامم المتحدة، يوم الأربعاء الماضي: إن المنظمة الدولية تدرس إرسال 2000 جندي إضافي إلى جنوب السودان لتعزيز بعثة الأممالمتحدة في البلاد، والتي يبلغ قوامها 10 آلاف فرد، لتصل إلى الحد الأقصى المخطط، وهو 12 ألفا. والخطة التي ستحتاج إلى موافقة رسمية من مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة، هي رد على طلب من سلفا كير، رئيس جنوب السودان، الذي طلب من أعضاء المجلس الموافقة على إنشاء منطقة عازلة تراقبها الأممالمتحدة بمحاذاة الحدود بين الجنوب والشمال. وقال دبلوماسي غربي إنه إذا حصلت الخطة على موافقة من مجلس الأمن والخرطوم، فإن الأمر سيستغرق ما بين ثلاثة الي أربعة أشهر حتى يصل جميع الجنود الجدد إلى السودان. وفي تصعيد للحرب الدعائية قبل الاستفتاء قالت شخصية رفيعة المستوى من الشمال إن الجنوب أعلن الحرب بدعمه لمتمردين من دارفور. وقال مندور المهدي، القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في شمال السودان، لرويترز، إنه إذا تم احتضان هذه القوات في الجنوب وتزويدها بالسلاح والإمدادات والوقود والسيارات، فإن هذا يمثل إعلان حرب على الشمال. وأضاف المهدي أن حركة العدل والمساواة، وهي إحدى جماعات التمرد في دارفور، حركت قواتها إلى الجنوب بهدف التدريب. وقال المتحدث باسم عبد الواحد محمد النور، زعيم جيش تحرير السودان، أحد الجماعات المتمردة الرئيسية في دارفور: إن زعيم الجماعة سيزور جوبا عاصمة جنوب السودان في الأيام القليلة المقبلة، وإن عددا من قادة التمرد زاروا جوبا أو يقيمون هناك.