لعدة أشهر في عام 2010، رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انخرط فى مناقشات سرية بوساطة أمريكية مع سوريا تركزت حول امكانية توقيع معاهدة سلام على أساس الانسحاب الإسرائيلي الكامل من مرتفعات الجولان. مايكل هيرتسوج رئيس الأركان السابق لوزير الدفاع الإسرائيلي وعضو معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، والذي شارك في المحادثات ، قال انها لم تؤتي ثمارها و لم يحدث تقدم بها ، حيث توقفت المناقشات اثر اندلاع انتفاضات الربيع العربي التي اجتاحت الشرق الأوسط في أوائل عام 2011، ثم امتدت الى لسوريا في وقت قريب ، يديعوت أحرونوت، وهي صحيفة إسرائيلية رائدة ، نشرت لأول مرة تفاصيل هذا الجهد الذي تقوده الولاياتالمتحدة يوم الجمعة الماضى ، حيث نقلت عن السيد هيرتسوج الخطوط العريضة للمناقشات. وقال في مقابلة عبر الهاتف انه اسُتدعي للمساعدة في المباحثات عام 2010، على الرغم من انه كان قد تقاعد من الجيش والخدمة الحكومية بالفعل. وكان ضمن الوسطاء هوف فريدريك، الذي تقاعد مؤخرا من وزارة الخارجية الامريكية ، حيث كان قد شغل منصب منسق خاص للبنان وسوريا، ودنيس روس، الذي كان آنذاك مساعدا خاصا للرئيس أوباما حول الشرق الأوسط . وقال السيد هرتسوغ انه كان هناك قائمة مفصلة بالمطالب الإسرائيلية بمثابة أساس للتوصل إلى اتفاق سلام، تركزت على الترتيبات الأمنية، والسياق الإقليمي. واسار ان "الفكرة" كانت محاولة لدق اسفين في المحور الراديكالي المكون من إيران وسوريا وحزب الله ، من خلال اخراج سوريا من المعادلة وتحقيق السلام مع لبنان. ولكن بشار الأسد، الرئيس السوري، على ما يبدو لم يكن يعطي إشارات واضحة عن استعداده لانفصال عن إيران، فى الوقت الذى كان يشك فيه نتنياهو بان الأسد سوف يثق و يسلم، كما ان المفاوضات لم تصل للقمة فبحلول عام 2011 ، كانت المنطقة وسط الاضطرابات فانهارت المحادثات . يديعوت أحرونوت، والتي هي عموما وسطية ولكن كثيرا ما تنتقد نتنياهو، قالت أنه في مقابل اتفاق السلام، وعد رئيس الوزراء الموافقة على الانسحاب الكامل من مرتفعات الجولان، الهضبة الاستراتيجية التي احتلتها اسرائيل من سوريا في حرب عام 1967 وضمتها لاحقا في خطوة لم يعترف بها دوليا. لكن مكتب رئيس الوزراء نفى يوم الجمعة ان اسرائيل وافقت على الانسحاب. وقال مكتب نتنياهو في بيان "هذه واحدة من العديد من المبادرات التي طرحت على إسرائيل خلال السنوات الماضية، ولم توافق إسرائيل في أي مرحلة على هذه المبادرة الأمريكية. وقال البيان ان هذه المبادرة قديمة وغير ذات صلة، ونشرها ينبع الآن من الاحتياجات السياسية، وعلى ما يبدو إشارة إلى حقيقة أن كلا من السيد أوباما ونتنياهو يواجهان الانتخابات في الأسابيع والأشهر المقبلة. مع الانتخابات الاسرائيلية المتوقعة في يناير ، فإنه لن يكون في مصلحة السيد نتنياهو أن ينظر إليه على أنه قدم تنازلات بعيدة المدى لسوريا . ولكن ليس من الواضح إلى أي مدى قد ذهب نتنياهو في المحادثات، لأنه لم يصل إلى نقطة من الاضطرار إلى اتخاذ قرار. لأكثر من عام قبل هذه المحادثات، حاول المسؤولون الأميركيون بالفعل على ما يبدو لإشراك الإسرائيليين والسوريين . وفي مؤتمر صحفي في يوليو 2009، قال متحدث باسم وزارة الخارجية ايان كيلي للصحفيين ان السيد هوف، الذي عمل بعد ذلك في مكتب السناتور السابق جورج ميتشل، ثم مبعوث أوباما الخاص للشرق الأوسط، كان في إسرائيل للاجتماع مع كبار المسؤولين، وبعد اسرائيل، يعتزم زيارة دمشق.. و ان هذه الزيارة هي جزء من الجهود الجارية من قبل مجلس الشيوخ، أو المبعوث الخاص ميتشل وفريقه لضمان سلام دائم وشامل في المنطقة . وقد بدأت الاتصالات المكثفة في خريف عام 2010، بعد وقت قريب من وصول المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين إلى طريق مسدود. وشارك السيد نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك، في المناقشات غير المباشرة. وكان عدد قليل من المسؤولين والخبراء الإسرائيليين مطلعين على المحادثات ووقعوا اتفاق للسرية. كان القادة الإسرائيليين، بما في ذلك نتنياهو، كانا قد حاولوا بحث إمكانية التوصل لاتفاق مع السوريين في الماضي، على أساس الانسحاب الجزئي على الأقل من هضبة الجولان التي تطل على شمال اسرائيل. وخلال فترة نتنياهو الأولى في منصبه في أواخرالتسعينيات، تمت اتصالات مع سوريا من خلال مبعوث نتنياهو في ذلك الوقت، رجل الأعمال الأمريكي رونالد لاودر. وكان رئيس الوزراء السابق اسحق رابين قد اجرى مفاوضات غير الحاسمة مع السوريين، كما فعل السيد باراك عندما كان رئيسا للوزراء، محادثات غير مباشرة مع سوريا عبر وسطاء تركيين، وتلك المحادثات قطعت عندما شنت إسرائيل هجوما على غزة في شتاء 2008. دوري جولد، الذي كان مستشارا خلال ولاية السيد نتنياهو الأولى ، رفض تأكيد ما اعلنته يديعوت أحرونوت بأن السيد نتنياهو وافق على الانسحاب على طول الطريق إلى الشاطئ الشرقي من بحيرة طبريا. وقال أنه في سبتمبر 1996، شخصيا اكد للولايات المتحدة، بناء على تعليمات من نتنياهو، أن جميع البيانات السابقة الإسرائيلية بشأن الاستعداد للانسحاب الكامل لهذا الخط " ليس لها مكانة سياسية أو قانونية." وقال دوري جولد ، أن نتنياهو "ينظر دائما لهضبة الجولان باعتبارها رصيدا استراتيجيا للدفاع عن إسرائيل، وأنه لا يمكنه التصور أن رئيس الوزراء نتنياهو يمكنه التفكير فهذا النوع من الانسحاب.