على الرغم من مرور ثمانية عشر عاما على رحيل إمام الدعاة فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي فإن محراب الدعوة لا يزال يبحث عن نموذجه الفريد الذى غزا قلوب وعقول كل من سمعه أو رآه .. رحل الشيخ الشعراوي عن دنيانا في السابع عشر من يونية عام 1998م بعد ان ترك تراثا هائلا من العلوم التي أفاض الله عليه فلا تزال كلماته وخواطره حول تفسير كتاب الله تعالى تعيش في قلوبنا نتلهف على سماع صوته عبر تسجيلاته الاذاعية والتليفزيونية وهو يجول بخواطره ويتنقل ويرتقي من معنى الى معنى دون تكلف ومفسرا لأعظم كتاب في الوجود. تمتع الشعراوي بكاريزما خاصة في وصول المعلومة إليك كسامع جيد ومنصت بارع لكل ما يحكي إليه ومن خلال هذه السمات في شخصيته الساحرة تردد عليه الكثيرون والكثيرات من أجل الحديث معه والاسترشاد من علمه الوفير لينهلوا من بحر معرفته. وقصص التوبة علي يد الإمام الشعراوي عديدة ولا تنتهي ويبقي منه تذكر كل الفنانات المعتزلات لقاؤهن الشعراوي وتفاصيل إعلان التوبة وسماحته في توصيل رسالة الله بقبول العمل الصالح. وقد لجأت إليه العديد من النساء والرجال ليأخذوا من الفتوى والنصيحة في كل ما يخص حياتهم حتي ينالوا رضا الله عز وجل فسارعت اليه كل من احتاجت للرشد ومن بينهن: ياسمين الخيام هي من اوائل الفنانات المعتزلات.. كان غنائها يمثل "سبة" في جبين والدها الشيخ الحصري الذي طالما طالبها بالامتناع عن الغناء ولكن بريق الشهرة كان أشد من تحقيق رغبة والدها فظل يداعب خيالها الي ان توفي والدها وهنا قررت ان تلتقي بالشيخ الشعراوي صديق والدها وقالت له "ادع لي يا مولانا" فقال لها غدا سأتوجه لأداء العمرة وسوف أدعو لك أمام الكعبة المشرفة وعند حضرة النبي مضيفا ساطلب لك أن يصدك الله عن الغناء ويجعلك تزهدينه وتتحجبين وبالفعل تحققت دعوته وشرح الله صدرها واعتزلت الخيام الفن وارتدت الحجاب. سهير البابلي كشفت الفنانة سهير البابلي عن سبب ارتدائها للحجاب قائلة: "خوفت من اللي هيحصلي بعد كدا وإن كل حاجة هنتحاسب عليها" وأكدت البابلي أنها قامت بسؤال الشيخ محمد متولي الشعراوي عن عدم ارتدائها الحجاب فأجاب "حرام" شرعًا فقامت بارتدائه على الفور. وأضافت: وجهت له سؤال آخر عن "التمثيل" فأجاب قائلًا: "لا في حجات مش عيب في التمثيل ولكن يجب أن توضحي للناس اعملي حاجة تعلم الخلق والبشرية " وقد زارت الفنانة سهير البابلي مقر إقامة الشيخ الشعراوي بعد ذلك بالسيدة نفسية عدة مرات وكانت في كل مرة تستفسر منه عن أمور فقهية وسألته عن حرمانية الفن فأخبرها بأن تقديم الأعمال الفنية الهادفة ليس حرام لكن ما تقدمه الفنانات من نوعية أعمال فنية هو عمل محرم فاستفسرت منه سهيرعن الحجاب فأكد لها أن تغطية الشعر فريضة ومن وقتها التزمت سهير بالحجاب وتؤكد سهير أنها ترفض ما يعرض عليها من أعمال فنية فيها شبهة تحريم وتكتفي بالقليل من أدوار التمثيل لتوفر دخل مناسب تعيش منه ويكفي أن تنام سعيدة لا يؤرقها ذنب. سهير رمزي قبل أن تعتزل التمثيل كانت سهير رمزي ملتزمة بمتابعة البرنامج التلفزيوني الأسبوعي للشيخ متولي الشعراوي الذى كان يذاع بعد صلاة الجمعة وفي عام 1993 أعلنت اعتزالها التمثيل تاركة ورائها عرش الشهرة وبعد أن التزمت سهير بالحجاب طلبت من الحاجة ياسمين الخيام زيارة الشيخ الشعراوي وزارته بالمنزل بالسيدة نفسية وحين زارته رحب بها الإمام قائلا لها: "مش انتي زينب والعرش.. سيبي بأه العرش ده.. دا انتي رايحة للعرش الكبير" شادية كانت في الأراضي السعودية تؤدي العمرة هي وصديقتها الكاتبة علية الجعار مؤلفة أغنية "خد بايدي" وقابلته صدفة على باب "الأسانسير" بأحد فنادق مكةالمكرمة وبعد انبهارها به اندفعت إليه قائلة "انا شادية" وبعد حديث معه قررت شادية بعد عودتها أن تزوره بمنزله الكائن بحي الحسين وكانت تستشيره في كل أمورها. وفي أحد الأيام سالته أنها بعدما غنت أغنية "خد بايدي" لم تعد تستطيع أن تحفظ أي أغنية أخرى بل انها تجد نفسها قريبة اكثر إلى الصلاة وقراءة القرآن الكريم فقال لها الشعراوي "انسي انك الفنانة المشهورة فأنت الآن سيدة فاضلة عرفت طريق الحق". وعندما تلقت دعوة لحضور تكريمها في مهرجان السينما استشارات الشعراوي فقال لها "لا تعكري اللبن الصافي" فرفضت شادية الذهاب إلي تكريمها. ليلي مراد كانت ليلي مراد من ضمن الفنانات اللاتي كن يترددن على الشعراوي في منزله فقد أشهرت إسلامها في احد أيام شهر رمضان علي يد الشيخ "محمود أبو العيون" وكانت دائمة التردد علي الشعراوي وكانت كثيرا ما تبوح له بأنها تتمني من الله ان تنتج فيلما عن ليلي المسلمة موضحا في كتابه أنها عندما نقلت الي المستشفي قبل وفاتها تركت المصحف على السرير وبه ورقة بيضاء عند سورة "نوح" وكان ذلك من ضمن دروس واستشارات ونصائح الشعراوي لها. عماد حمدي عندما توفي شقيقه وتوأمه أصيب فتى الشاشة في الأربعينيات الفنان عماد حمدي بحالة نفسية سيئة ودخل على أثرها في مرحلة الاكتئاب ما جعله يهمل مظهره وحبس نفسه في حجرته وامتنع عن الطعام ولما علم الشعراوي بهذا الامر توجه إليه في منزله وطرق باب غرفته التي كان لايبارحها مطلقا وجلس معه ليخلصه مما هو فيه من اكتئاب وبعدما اطمأن عليه غادر منزله بعدما فرج كربته. تحية كاريوكا شاهدته عن بعد في زحام مكةالمكرمة شقت الصفوف بكل قوتها كي تصل إليه وعندما كان الوجه بالوجه انبرت اليه قائلة "انا الفنانة السابقة تحية" فقال لها الشعراوي مداعبا "لو كنت أعرفك لكنت اسرعت اليك رأسا وليس رقصا" فقالت له وهي باكية خاشعة ادعي لي يا مولانا. وبعد هذه المقابلة تقربت منه وبدأت تستشيره في كل أمورها وعندما وجدت كاريوكا طفلة رضيعة علي باب شقتها سألته ماذا افعل بها وحالتي الصحية والمادية لا تسمح برعاية طفلة رضيعة فأشار عليها الشعراوي قائلا "خذيها وراعيها فهذه عطية لك من الله" وبالفعل اخذتها كاريوكا واطلقت عليها اسم"عطية". كان فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله محبوبا من الجميع منذ ان ظهر للناس في برنامج " نور على نور" مع الاعلامى الراحل احمد فراج والعجيب ان هذ الحب والتأثير في الناس لا يزال موجودا حتى بعد رحيل الشيخ الشعراوي مما يدل دلالة قاطعة على اخلاصه فيما أراد ان يقوله للناس رحم الله الشيخ الشعراوي رحمة واسعة وخلف الأمة خيرا في عقبه. https://