وكأنه جاء في وقت حاسم ليجبرنا على إستراحة من حالة الخلاف.. شهر رمضان فرصة للهدوء وتأجيل الخلافات والوقفة مع النفس بعيداً عن الصراعات السياسية. فرمضان شهر الروحانيات لا يجب أن تفسدها المعارك السياسية أو البحث عن مصالح ضيقة. شهر رمضان مساحة جديدة لفتح صفحة جديدة للعلاقات بين المصريين لتجاوزالغضب والصراعات و اللجوء إلى الحوار والتلاقي والتفاهم من أجل مصلحة واحدة تجمعنا جميعاً هي مصر. موقع "أخبار مصر" www.egynews.net أجرى تحقيقا حول كيف لنا أن نستفيد من شهر الطاعات والنفحات؟: البداية كانت مع الشيخ إبراهيم رضا من علماء الأزهر الشريف الذي قال مازال المسلمون حتى الآن لم يستفيدوا من الهدف الأساسي الذي من أجله فرض الله الصيام ألا وهو تربية الإرادة القوية والعزيمة التى لا تلين داخل العبد المؤمن كي يحصل بصيامه درجة التقوى فالصيام هو لون من ألوان التدريب على إمتلاك الإرادة القوية الدافعة لفعل الخيرات وترك المنكرات أما أن نستعد لرمضان بالمزيد من الطعام والشراب وغير ذلك من ألوان الطعام المختلفة يدل كل ذلك على أننا لم نستوعب حتى الآن لماذا فرض الله رمضان؟.. ومن هنا نطالب المؤمنين الموحدين في مشارق الأرض ومغاربها أن يستغلوا هذه الفرصة للحصول على المزيد من الرتب الإيمانية فأنت مؤمن حين تصوم إيماناً وإحتساباً تصبح تقيا.. وعلق الإمام بن كثير فقال كل من كان تقياً كان لله ولياً ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم)(سورة يونس : 62-64) . رمضان فرصة لدعم الفقراء أما الدكتور محمد غانم أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس فأكد أن شهر رمضان الكريم يعطي الصائم فرصة متجددة لإعادة إكتشاف نفسه وتحديد طاقاته النفسيه وهو الشهر الذي ترتبط فيه أعمال الدنيا بالعمل الديني فالصبر على الأكل والشرب خاصة في الطقس الحار واليوم الطويل يقوى الإرداة ويزيد القدرة على تحمل الصعاب وهو يكاد الشهر الوحيد في العام الذي تترابط فيه الأسرة بشكل واضح كما أن التكافل الاجتماعي يظهر بوضوح من خلال موائد الرحمن مثلاً وإعطاء الفقراء الوقت لتجاب بعض مطالبهم . نصر اكتوبر فى 10 رمضان وتابع أستاذ الطب النفسى:كما أننا نضيف أن الصائم مطالب دائماً بأن يتحكم في غضبه وفي عصبيته فإذا أصابه ما يثيره فإنه يستقوى عليه بقوله (اللهم إني صائم).. والصوم أيضاً يجعلنا نحترم الوقت بتناول الطعام والتوقف عنه في مواقيت محددة لا تستطيع تجاوزها ولا ننسى أبداً أننا تحقق لنا النصر في أكتوبر المجيد في العاشر من رمضان مما يعني أننا نستطيع فعل الكثيرخلال شهر الصوم. فرصة لتغيير نمط الحياة ويقول الدكتور تامر ممتاز مستشار الإدارة إن شهر رمضان المبارك هو شهر إختبار النفس والقدرة على التحمل والقدرة على تنمية الذات بما يواكب التحديات المحيطة بها بالرجوع إلى الماضي .. كل النجاحات التى يقوم بها الإنسان لا تحدث من فراغ بل دائماً تحدث نتيجة ضغوط أولاً وثانياً لاقبال الفرد بذاته على إحداث التغير في البيئة المحيطة فيه وإذا رجعنا إلى حرب أكتوبر 73 19فقد انتصر المصريون وهم صائمون حيث كانت جملة " الله أكبر" زلزالاً مدوياً يقوم به الصائمون كعمل رائع ما كان لهم أن يفعلوا ذلك في أي أوقات أخرى.. ولذلك شهر الصيام هو شهر اختبار الفرد لقدراته على تحمل المعاناة سواء كانت جوعا أو عطشا أو ضبط النفس بما يوائم القيم الإسلامية الحميدة ويكون هذا الشهر نهراً روحانياً عظيماً فالإنسان يتكون من جسد وروح، فغذاء الروح العبادة والصلاة وغذاء الجسد المادة فيجب علينا أن ننتهز هذا الشهر الكريم في احداث التغيير في حياتنا فمن كانت له عادة سلبية حان الآن الوقت للتخلي عنها فمن يقدر على تحمل الجوع والعطش وهي الحاجات الأولية والأساسية في حياة الإنسان لهو قادرعلى تحمل أي معاناة أخري. نوع من الوعظ والتذكرة اليومية وترى الدكتور هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع السياسي والعسكري أن شهر رمضان ليس مجرد شهر ولكنه حالة اجتماعية نفسية انسانية وبالتالي الناس تقول لنفسها "دعنا نعيش هذا الشهر في صورة أقرب للملائكية وهذا يظهر من خلال السلوك والعادات وأيضاً اعتكافهم في المساجد لذا نسمع دائماً عبارة (إحنا في رمضان بلاش كذا وكذا ومتنساش إحنا في رمضان) فهذا الشهر يمثل نوعا من الوعظ والتذكرة اليومية. شهر رمضان بمثابة مركز تدريب يؤثر على العام بأكمله تدريجياً وبالتالي يكون فرصة ليتعود الانسان على الصبر والتسامح والعطاء لذا يكون لهذا الشهر نتائج تدريجيا على سلوك الإنسان بالرغم من أنه بمجرد قدوم العيد ترجع سلوكيات الناس لطبيعتها بالرغم من أن الانسان يعيش الحالة الروحانية والرضا والقناعة في هذا الشهر الكريم . وقالت د.هدى زكريا :أنا أطالب علماء الأزهر بتجديد الحديث عن شهر رمضان المعظم لأنني أشعر أن شهر رمضان يخص المصريين فقط لما يمثله هذا الشهر من حالة روحانية فريدة ليس فقط للمسلمين وإنما للمسيحيين أيضاً لأنه شهر يمثل لكل المصريين حالة خاصة.