واشنطن بوست: خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى يهدد بانفصال اسكتلندا عنها مخاوف اوروبية من عدم وصول المساعدات للمناطق المحاصرة في سوريا قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن تصويت البريطانيين على عدم البقاء فى الاتحاد الأوروبى ربما يؤدى إلى تفكك المملكة المتحدة، مع احتمال إجراء اسكتلندا استفتاء جديد لتحديد ما إذا كانت ستبقى مع بريطانيا أم ستنفصل عنها. وأوضحت الصحيفة أنه عندما صوتت اسكتلندا فى سبتمبر 2014 فى استفتاء مستقل على علاقتها ببريطانيا، وصف القادة القوميون هذا الاستفتاء بأنه فرصة لا تتكرر إلا كل جيل لفك الارتباط القديم المستمر منذ ثلاثة قرون. وبعد أقل من عامين من تصويت الاسكتلنديين على البقاء فى المملكة المتحدة، فإن شبح الانفصال يلوح مجددا فى الأفق على امتداد الجزر البريطانية. هذه المرة سيكون هناك استفتاء جديد ذى أثر وجودى، وهو التصويت الذى سيجرى الشهر المقبل حول ما إذا كانت لندن ستغادر الاتحاد الأوروبى. وفى حال اختيار بريطانيا أن تنفصل عن أوروبا برغم تصويت الاسكتلنديين المحبين لأوروبا بالبقاء، فإن القادة القوميين فى اسكتلندا يقولون إنهم سيقومون بإحياء المحاولات لاستقلال استكتلندا من أجل الحفاظ على بقائها داخل أوروبا، وهم يعتقدون أنهم سيفوزون هذه المرة. ونقلت الصحيفة عن أليكس سالموند، الذى قاد محاولات الاستقلال فى عام 2014، ويمثل اسكتلندا حاليا فى البرلمان البريطانى، قوله إن إخراج اسكتلندا من الاتحاد الأوروبى على غير رغبتنا سيكون تغييرا فى الظروف المادية. وفى هذا السيناريو، يقول إنه سيكون هناك استفتاء على استقلال بريطانيا فى غضون عامين، وهذه المرة ستكون نتيجة الاستفتاء بنعم. وتقول واشنطن بوست إن احتمال انفصال بريطانيا عن أوروبا تسلط الضوء على ما هو على المحك لو أصبحت المملكة المتحدة أول دولة تنسحب من الكتلة الأوروبية التى يبلغ عدد أعضائها 28 دولة. وأشارت الصحيفة إلى أن بعض التداعيات المحتملة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى ستكون صدمة فى الاقتصاد العالمى وتمزق فى التحالفات الغربية وتغير فى من يشغل منصب رئيس الحكومة فى داوننج ستريت. كما أن وجود بريطانيا العظمى سيكون على المحك أيضا. ذكرت صحيفة واشنطن بوست أنه مع اقتراب الموعد النهائي لتنفيذ الخطة الدولية لتسليم المساعدات الإنسانية لمئات ألالاف من الناس الذين يعيشون في المناطق المحاصرة في سوريا تلوح في الأفق مخاوف من إمكانية عرقلتها من جانب النظام السوري. وقالت الصحيفة إن الشكوك التي تحيط بهذه المبادرة التي دعمتها الأممالمتحدة وتشمل تنفيذ عمليات إنزال جوي للمساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة في سوريا كانت تتزايد منذ أن تلقت ترحيبا محفوفا بالحذر في بادئ الأمر. وكانت روسياوالولاياتالمتحدة وغيرهما من القوى الخارجية المعنية بالحرب الأهلية الدائرة في سوريا كانوا قد اتفقوا في هذا الشهر على تنفيذ عمليات إنزال جوي للمساعدات مع بداية شهر يونيو حال استمر منع القوافل البرية من الوصول للمحاصرين. ونسبت الصحيفة إلى مسئولين بالأممالمتحدة قولهم إن مسألة تسليم المواد الغذائية والأدوية من خلال المظلات يعد أمرا معقدا للغاية ولا يمكن الاعتماد عليه فيما يقول دبلوماسيون ومحللون إنه من غير المرجح أن تسمح الحكومة السورية بعمليات الانزال الجوي لاسيما بعد أن أظهرت القليل من الليونة فيما يخص القوافل البرية. وأوضحت الصحيفة أن هذا الأمر قد يؤدي إلى احتدام القتال في سماء سوريا المزدحمة بالفعل حيث تحلق طائرات تابعة لعشرة دول على الأقل من بينها الولاياتالمتحدةوروسيا – داخل الأجواء السورية لأهداف متباينة".. ورأت أن هذه القضية تكشف في حقيقة الأمر تعثر الجهود التي تبذلها واشنطن وموسكو لوقف الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 250 ألف مواطن سوري وشرد الملايين. ونقلت الصحيفة عن كبير مفاوضي وفد المعارضة السورية إلى جنيف قوله ان المحادثات الخاصة بالمساعدات السوريا اقل ما توصف به بالسخيفة وأعرب عن شكوكه بما إذا كانت ستبدأ بالفعل في وقتها المحدد.. كما انتقد الحكومة السورية لرفضها إطلاق سراح المحتجزين والسماح بإدخال المساعدات للمحاصرين الذي يتضورون جوعا وفي أشد الحاجة للمساعدات العلاجية التي تنقذ حياتهم. وقد أعرب مسئولون من الأممالمتحدة عن انزعاجهم من الظروف التي تحيط أكثر من 500 ألف سوريا يعيشون في المناطق المحاصرة, وأغلبهم محاصرون من جانب قوات موالية للحكومة التي تلقت دعما جويا من روسيا منذ نهاية العام الماضي.