أكد الدكتور جابر جاد نصار، أستاذ القانون الدستورى بكلية الحقوق جامعة القاهرة، أن الدعاوى القضائية المنظورة الأن أمام المحكمة الإدارية العليا بشأن إبطال تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور فقدت أهميتها، ودون جدوى. وأرجع نصار، وهو عضو منسحب من الجمعية الثانية للدستور، رأيه إلى أنه فى حال حل المحكمة للجمعية الثانية للدستور فأن الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية سيناط له إعادة تشكيل الجمعية ، حيث إنه قد أعطى الحق لنفسه فى تشكيلها عقب إلغاء الاعلان الدستورى المكمل، الأمر الذى سيؤدى لعودة نفس السيطرة للتيار الإسلامى على الجمعية نظرا لحالة الاستحواذ التى يمارسها حزب الحرية والعدالة المنتمى له الرئيس. جاء ذلك خلال ندوة "دستور مصر..هل سيكون دستورا لكل المصريين؟" التى أقامها صالون ابن رشد بمقر مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان الإربعاء، وأدارها أحمد فوزى أمين عام الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية. وهاجم الدكتور نصار تصريحات المستشار حسام الغريانى رئيس الجمعية التأسيسية للدستور بشأن المنسحبين من تأسيسة الدستور، قائلا "المنسحبون لم يسيئوا لأنفسهم بل اتخذنا موقفا وطنيا لصالح الوطن وليس ضد تيار بعينه". من جانبه، اتهم الدكتور جمال جبريل، رئيس لجنة نظام الحكم بالجمعية التأسيسية للدستور، الاعلام بالترويج بأن التيار الاسلامى هو المسيطر على الجمعية التأسيسية، لافتا إلى أنه من نقاط ضعف الجمعية تعدد الفئات الممثلة بها، والتى تتعامل مع الدستور باعتباره تقسيم للمغانم. وقال جبريل، وهو أيضا أستاذ القانون الدستورى، إن الجمعية لا تعانى من استحواذ التيار الاسلامى حتى الأن، الأمر الذى سيتضح أكثر عند التصويت على الدستور داخل الجمعية؛ والتى أوشكت على الانتهاء من المسودة الأولى عليه. إلى ذلك، قال الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن الجمعية التأسيسية تتعامل مع الدستور باعتبار أن اكثر من 70% من الشعب المصرى قد اختار حزب الحرية والعدالة، غافلا أن الرئيس مرسى قد جاء بنصف أعداد المصوتين، لذا يجب ألا يتم تغافل هذه النسبة التى اختارت المنافس له والتى ترفض حزب الحرية والعدالة. وحذر كامل السيد، وهو أيضا منسحب من الجمعية التأسيسية الأولى للدستور، من عدم حسم دور الدين فى السياسة فى مصر حتى الأن، لافتا إلى أن ال30% من الليبراليين والمستقلين الذين لم يصوتوا للتيار الإسلامى فى الانتخابات البرلمانية هم من صنعوا مصر ، مستطردا " ليس هناك دور للاخوان المسلمين فى بناء مصر الحديثة بل ان التيار الليبرالى هو من كتب الرويات والاعمال الفنية... فإذا تم اقصائهم تم إقصاء مصر".