حملة لتوفير أجهزة كمبيوتر.. دعوات لتأهيل المدارس لتعليم التكنولوجيا | تفاصيل    تراجعت على العربات وبالمحال الصغيرة.. مساعٍ حكومية لخفض أسعار سندوتشات الفول والطعمية    وفقا لوزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري    الجيش الأوكراني: 96 اشتباكا قتاليا ضد القوات الروسية في يوم واحد    طائرات جيش الاحتلال تشن غارات جوية على بلدة الخيام في لبنان    3 ملايين دولار سددها الزمالك غرامات بقضايا.. عضو مجلس الإدارة يوضح|فيديو    كرة سلة - ال11 على التوالي.. الجندي يخطف ل الأهلي التأهل لنهائي الكأس أمام الجزيرة    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    تصريح مثير للجدل من نجم آرسنال عن ليفربول    السجن 15 سنة لسائق ضبط بحوزته 120 طربة حشيش في الإسكندرية    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    خناقة شوارع بين طلاب وبلطجية داخل مدرسة بالهرم في الجيزة |شاهد    برومو حلقة ياسمين عبدالعزيز مع "صاحبة السعادة" تريند رقم واحد على يوتيوب    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور متحف الحضارة وأهرامات الجيزة    بفستان سواريه.. زوجة ماجد المصري تستعرض جمالها بإطلالة أنيقة عبر إنستجرام|شاهد    ما حكم الكسب من بيع التدخين؟.. أزهري يجيب    الصحة: فائدة اللقاح ضد كورونا أعلى بكثير من مخاطره |فيديو    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    بديل اليمون في الصيف.. طريقة عمل عصير برتقال بالنعناع    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    إسرائيل تهدد ب«احتلال مناطق واسعة» في جنوب لبنان    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    عبدالجليل: سامسون لا يصلح للزمالك.. ووسام أبوعلي أثبت جدارته مع الأهلي    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ايتام .. صنعوا التاريخ
نشر في أخبار مصر يوم 30 - 03 - 2016

من الأعمال التي تقدسها الشرائع السماوية وتقدرها المجتمعات في مختلف الأزمان.. كفالة اليتيم .
وفى الجمعة الأولى من شهر إبريل فى كل عام .. تأتى الاحتفالية السنوية بيوم اليتيم ..
وفى هذا اليوم يعمل الجميع على رسم بسمة على شفاة هؤلاء الاطفال الذين حرمهم القدر من أحد والديهم أو كلاهما
اليتيم دوما.. وليس يوما ..
أصبح الاحتفاء بيوم اليتيم في مصر عمل يسعى الجميع للمشاركة فيه، سواء أفراد أو شركات أو مؤسسات أو جهات إعلامية أو رسمية أو مدارس أو جامعات، حيث يحرص عدد كبير من الفنانين والشخصيات العامة على المشاركة من خلال الوجود في الأماكن المختلفة للاحتفال بالأطفال الأيتام.
وفي هذا اليوم تسلط الأضواء على النجوم وهم يحيطون بالايتام ويتبادلون الصور التذكارية بهذه المناسبة، وبعد أن تطفأ الأنوار وينفض الاحتفال يتوارى اليتيم من المشهد وينزوى وحيدا فى دار رعايته ويعود مرة أخرى خارج المشهد.
وفى ظل الاوضاع المضطربة التى تشهدها أمتنا العربية والتى خلفت وراءها آلاف القتلى والأيتام.. باتت مساحة اليتم فى وطننا العربى أكبر من القدرة على احتوائها أو التغافل عنها، فما أقسى الحياة وتبعاتها على اليتيم الذى يكابد بمفرده ويكافح من أجل البقاء تحت مظلة آمنة تحتويه وما أحوجه للمسة حانية تربت على كتفه وتمسح وجعه وتقول له لست وحدك فكلنا معك.
و يوم اليتيم فكرة نبيلة لكى يشعر هؤلاء الأيتام بأن لهم وجودا فى المجتمع وحقوقا، وأنهم بشر يستحقون الاهتمام والرعاية وأن يعاملوا كأفراد طبيعيين.. ورغم أهمية يوم اليتيم وفكرته الجيدة إلا أن الاحتفال لابد ان يتواصل على مدار العام من حيث دراسة أحوالهم واحتياجاتهم وتوفير سبل الرعاية اللازمة لحمايتهم.
إنطلقت إحتفالات يوم اليتيم لاول مرة فى مصر عام 2004 , واستمرت دون انقطاع حتى الان رغم الظروف الصعبة التى تمر بها مصر , وتشير التوقعات إلى ان عدد الايتام فى مصر يتراوح الان ما بين ثلاثة إلى خمسة ملايين طفل ممن فقدوا آبائهم , وهناك نوع آخر من اليتم وهو "اليتم النفسى " , وضحايا هذا النوع من اليتم لهم أبوان ولكنهم لا يشعرون معهما بالعطف والحنان والرعاية والدفء الاسرى لافتقارهم الشعور بالترابط الاسرى , نتيجة الفساد الاخلاقى او حب حياة الحرية والانطلاق من قيود التربية وتحمل المسؤلية , او بسبب انفصال الوالدين او لكثرة الخلافات والمشاجرات بينهما وما أكثر هذه الحالات , كما قال الشاعر احمد شوقى ليس اليتيم من انتهى ابواه وانما اليتيم هو الذى له أما تخلت عنه أو ابا مشغولا لقد شجع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على كفالة اليتيم بضمه والانفاق عليه والقيام بمصالحة وشئونه ورعايته تربويا وصحيا واجتماعيا ومعيشيا , فلا يعذب الله يوم القيامة من رحم اليتيم .
وتتحقق الكفالة بكل معانيها فى رعاية اموال اليتيم فإن كان له مال فلا يجوز لوليه أن يسرف فى الآكل من مال اليتيم ولا أن يعجل بإنفاقه والتصرف فيه قبل أن يكبر اليتيم , كما لا يجوز أن يدخر لنفسه من مال اليتيم شيئا, وايضا تنشئة اليتيم تنشئة صالحة سواء كان غنيا أو فقيرا ومن أجل ذلك الهدف كان الصالحون يتعهدون اليتيم بكل وسائل التربية المشروعة بغرض تعليمه وتأديبه على منهج الشريعة و العبادة والتعليم .
مكانة اليتيم فى الإسلام..
أوصانا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حين قال: «أنا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنة وأشار بأصبعيه السبابة والوسطي»، ما يدل على مكانة اليتيم ومنزلته فى الإسلام.
وحض الاسلام على رعاية اليتيم سواء من خلال الآيات القرآنية أو من خلال الأحاديث النبويّة الشريفة، فاليتيم وخاصةً إن كان طفلاً يجب الاهتمام به ورعايته والتعامل معه بإحسان، ذلك لأنّه قد فقد والده أو والديه معاً، وهو بحاجة إلى من يُؤمن احتياجاته، وبحاجة أيضاً لرعايته عاطفياً كتعويضٍ عن فقده لأهله، ولكن هذا لا يعني أنّ اليتيم إنسانٌ ضعيف؛ فسيُّد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم فقد والده قبل أن يولد، وفقد أمّه في سن السادسة من عمره، واستطاع حمل رسالة الإسلام ونشرها على الرغم من كلّ الصعاب التي واجهها.
كيفية رعاية اليتيم ..
إنّ واجب كل إنسان مقتدر من أقارب اليتيم أن يرعاه ويُقدّم له العون المادي، وهذا في الشرع فرض كفاية؛ فإن قام به بعضهم سقط عن البقية، وإن لم يُقدم أحد من أقارب اليتيم الرعاية له فسيُحاسب يوم القيامة على هذا، أمّا إن لم يتوفّر لليتيم أقارب يستطيعون رعايته فتنتقل هذه المسؤولية للدولة التي من واجبها رعايته سواءً في منزله أو في دور رعاية مُخصصة لذلك؛ حيث نصحنا الإسلام بالإحسان إلى اليتيم حتى يُبارك الله له في أبنائه ويجعلهم من الصالحين، وهذا دليل على عِظم أجر الإحسان إلى اليتيم.
وتشمل رعاية اليتيم تقديم العون المادي ليستطيع تأمين احتياجاته من مأكل وملبس ومشرب ومصاريف التعليم تحت إشراف أمه إن كان يتيم الأب أو بإشراف أحد أقربائه ليستطيع العيش مثله مثل باقي الأطفال الذين تتوفر لهم الحياة الكريمة. وخصّص الإسلام جزءاً من مال الدولة لليتيم، وهذا قد نراه واضحاً في استخدام هذه الأموال لبناء المؤسسات التي تُعنى بالأيتام ويجب على كل من يُخرج الزكاة ألا ينسى أن لليتيم نصيب شرعه الإسلام لهم.
يجب على الذي يقوم بتربية اليتيم أن يُحافظ على ماله وأن لا يأخذ منه إلّا بما شرع له الله وإن كان غنياً عليه أن يستعفف، وإن كان فقيراً واحتاج شيئاً من ماله عليه إعادته لليتيم بعد أن يُغنيه الله.
كما يجب تقديم الرعاية النفسية لليتيم وعدم إشعاره بالنقص الحاصل لديه من الوالدين.
ولرعاية اليتيم فضل يعود على صاحبه، فعدا عن الثواب والأجر العظيم الذي سيناله في الآخرة فإنّ الله يعطيه في الدنيا البركة في أمواله وأولاده، ويجعلهم بارين به، فما أعظم من جبر خاطر اليتيم الذي فقد أعز الناس عليه، وحذّرنا عز وجل من الإساءة إلى اليتيم؛ حيث قال: "فأما اليتيم فلا تقهر".
ويبقى الإحسان إلى اليتيم، ورعايته والاعتناء به وكفالته، من أعظم القربات لله تعالى.
لعل العناية باليتامى تعد أولوية من الأولويات التي يجب على الدول أن تهتم بها والمؤسسات الاجتماعية في المجتمع، نظراً لأنه لو تم ترك الأيتام بدون رعاية و بدون عناية فقد يصبحون مصدر قلق على المجتمع، و سيصبحون عرضة لاستغلال أصحاب النفوس المريضة في المجتمع، فمنهم من يستغلهم في أعمال غير مشروعة مثل بيع المخدرات أو الأعمال القذرة التي قد تعرضهم إلى العنف الجسدي و العنف اللفظي و قد تعرضهم للاعتداءات الجنسية أيضاً، و هناك من قد يستغلهم في تشغيلهم و إخراجهم من المدرسة، و كل هذه الأعمال من شأنها أن تنشئ أفراداً سلبيين يشكلون مصدر إزعاج وتهديد دائمين للمجتمعات.
ومن هنا تبرز أهمية العناية باليتيم و أهمية الاهتمام به، و دعمه مادياً و معنوياً، لأن من فقدهم هم أعز الناس وهم منبع الحنان بالنسبة له، فيجب أن يعمل المجتمع على تعويضهم هذا الحنان وهذه العناية التي افتقدوها.
ومن أفضل الأعمال التي يمكن أن يؤديها الإنسان إلى اليتيم هي كفالته مادياً، وعن طريق الإنفاق عليه إنفاقاً كاملأ مأكلاً ومشرباً ومسكناً وتعليماً وملبساً وترفيهاً وعناية نفسية، فإذا فعل ذلك نال الأجر العظيم والذي قد يصل إلى مرافقة النبي في الجنة.
ومن الأعمال التي يمكن أن تؤدى إلى الأيتام إدخال السرور والبهجة على قلوبهم، وتعليمهم وحمايتهم من المجرمين الذين يستغلونهم أبشع استغلال، والذين يشكلون مصدر خطر عليهم يتهدد مستقبلهم.
كما أنه من أفضل الأعمال التي يمكن أن تؤدى إلى اليتيم إشعاره بالأمان والحنان والدفئ العائلي والطمأنينة، فهو بذلك يكون قد حقق منفعة كبيرة لليتيم، فجبر خاطر اليتيم يسعد الله تعالى بالإنسان، وسيناله الخير الوفير، لأن من يقدم حسنة يكافئه الله تعالى بها أفضل مكافأة. كما وينبغي أن يتم تخصيص صندوق للأيتام يتم فيه وضع مخصصات مالية لكل يتيم، بحيث يستطيع إيجاد مبلغ من المال عندما يبلغ سن الرشد وينطلق ساعياً في هذه الحياة، محاولاً إيجاد نفسه وشق طريقه في الحياة.
شروط كفالة اليتيم..
كفالة اليتيم: هو خلق إسلامي حسن ورفيع، لما فيه من الفائدة الكبيرة، التى تقع على شخص مسكين، وهذا الخلق الرفيع الحسن قد حثنا الإسلام على التخلق به، بل وصنفه على أنه من أفضل الأعمال عند الله -تبارك وتعالى-، وأكثرها زكاة، وجعل البر في إيتاء المال لعدة جهات من أهمها كفالة اليتيم، فقال- عز وجل- في كتابه الكريم: "ليس البر بأن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب لكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب وآتى المال على حبه ذوي القربي واليتامى والمساكين" . فذكر الله- عز وجل- في هذه الآية بعض من الأصناف، وكانت من ضمنها إعطاء اليتامى، والاهتمام بأوضاعهم عن طريق كفالتهم ومتابعتهم .
ويشترط في كفالة اليتيم ثلاث شروط، هي: العدل، والإحسان، وتجنب الظلم، واليتيم هو الذي قد فقد والده في صغره، فيظل هذا الطفل في حكم اليتيم إلى أن يبلغ أشده، ويبلغ سن الرشد، فيسقط عنه بعد ذلك مسمى اليتيم، إلا في حالات، منها: إذا كان سفيهاً، أو مجنوناً، أو غير قادرٍعلى إعالة نفسه، ونحو ذلك . وكفالة اليتيم تعود على صاحبها بفوائد عظيمة وكبيرة، مثل : صحبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الجنة ، ومضاعفة أجر الأموال التي ينفقها الكافل علي اليتيم عند الله .
ايتام .. ولكنهم عظماء ..
لعل المتتبع لسير الأعلام العظام في تاريخ الأمم يجد – في الغالب – أن الألم هو الحاضنة الأولى لهؤلاء , وأن هذا الألم كان من الاسباب – بعد توفيق الله – في تكوين شخصياتهم ودافعاً لهم للبروز والتفوق على أقرانهم لتعويض ما فقدوه , حتى صارت أسماؤهم تذكر في القرون المتتابعة بعدهم , ولم تحل ظروفهم الخلقية أو المعيشية من نيلهم تلك المقامات العالية والدرجات المتقدمة في حياتهم وبعد مماتهم ..
سيد الخلق صلى الله عليه وسلم يتيماً :
إن كان الله تعالى قد قدر على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن يكون يتيماً ، فإن لهذا التقدير حكمته العظيمة ، وقد امتن الله عز وجل على نبيه بذلك فقال تعالى :{ ألم يجدك يتيماً فئاوى }وكما نعرف من سيرة نبينا الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم أن أباه توفي وهو في بطن أمه ، وقيل توفي بعد أن ولد ، ثم توفيت أمه آمنة بنت وهب وله من العمر ست سنين ، ثم كان في كفالة جده عبدالمطلب إلى أن توفي ، وله من العمر ثمان سنين ، فكفله عمه أبو طالب ، ثم لم يزل يحوطه وينصره ويرفع من قدره ويوقره ويكف عنه أذى قومه بعد أن ابتعثه الله على رأس أربعين سنه من عمره .
ايتام .. صنعوا التاريخ ..
وإذا كان الخالدون أعظمهم محمد، صلى الله عليه وسلم، فإن عظماء الأيتام فى العالم كله بالآلاف، والأيتام يحتلون مكانة بارزة دائما فى كل المجالات، وكأن اليتم رغم قسوته يتحول فى لحظة إلى قوة دافعة للأمام، ولأن اليتم مرادف للقوة والاعتماد الكامل على النفس، تجد أن كثير من الأنبياء عليهم السلام تشرفوا باليتم وشرفوه، فسيدنا موسى عليه السلام كان يتيما ترعاه أمه بعد أن قتل فرعون كل رجال وشباب بنى إسرائيل، وعيسى عليه السلام ولد بلا أب لأم يتيمة هى العذراء مريم، وسيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، خرج من يتم الأب إلى يتم الأم، وكأن الله عز وجل رأى فى الأيتام ما لم يره فى غيرهم.
إذا أردت ان تعرف أى مجتمع انظر إلى حال الأيتام فيه، فالمجتمع الذى يتكاتف حتى لا يشعر اليتيم بأى حرمان أو ألم أو ذل أو فقر هو مجتمع بلغ أقصى درجات الرقى والإنسانية، أما المجتمعات اللاإنسانية التى يعانى فيها اليتيم من المجتمع أكثر من معاناته من فقده أبيه أو أمه فهو مجتمع وحشى لا يستحق أفراده صفة «إنسان»، ففى عالم الحيوان ربما يحنو أسد على غزال صغير يتيم.
ارحموا أيتام الأرض يرحمكم من فى السماء، وعلينا أن نستخرج القوة الكامنة داخل ملايين الايتام – يمكنهم أن يغيروا هذا المجتمع إلى الأفضل، ولكن بشرط أن يمد المجتمع يده إليهم بالخير والسلام فى البداية.
عباقرة.. علماء.. فنانون وشخصيات سينمائية شهيرة، فرقتهم الحياة واختلاف الزمن، وجمعهم اليتم وعظمة الإرادة، فى كل مرة كان النجاح عنوانهم، والاعتماد على النفس فى ظل عدم وجود الأب شعارهم، ولا أحد يعلم حتى الآن السر وراء أن يكون أغلب عظماء العالم أيتاماً..
وهناك أيتام غيروا مجرى التاريخ، وكانوا سببًا مباشرًا فى أن يكون عالمنا بالشكل الذى بات عليه اليوم.
أرسطو.. القدر يكافئك بعد موت أبيك
لم يعلم المراهق الصغير أرسطاطيوس وهو يبكى على والده الراحل الذى توفى تاركا إياه، أن القدر يخبئ مفاجأتين، الأولى: أنه سيتتلمذ على يد أعظم فيلسوف فى العالم وأصل الفلاسفة، حسبما يطلقون عليه، «أفلاطون»، وكان «أرسطو» من ألمع تلامذته، بقى معه نحو 20 عاماً كاملة حتى وفاته، أما المفاجأة الثانية فهى: أن فيليب ملك مقدونيا سيستدعيه سنة 343 ق.م لتعليم وتربية ابنه الإسكندر الأكبر، وقد قام أرسطو بتعليم الإسكندر الأكبر وهو فى سن الرابعة عشرة وأصبح صديقا له، وأطلق على أرسطو وتلاميذه اسم المشائين، لأنه كان يلقى دروسه أثناء المشى والتجوال بصحبة تلاميذه، ليصبح أرسطو بذلك واحداً من أشهر الأيتام الذين غيروا مجرى تاريخ الفلسفة فى العالم، بل أسسوا لها.
دافنشى.. العبقرية ليس لها آباء..
بين أوجاع اليتم والمعاناة من مرض عسر القراءة والكتابة، عاش دافنشى صاحب أسطورة لوحة الموناليزا، الذى يؤكد العلماء أنه واحد من أكثر رسامى العالم موهبة وأكثرهم عبقرية على الإطلاق، فقد كان وآينشتاين يتسمان بذكاء خارق فوق المعتاد، لدرجة أن العلماء حاروا فى رسومات «دافنشى» وأكدوا أنها ليست خطوطا حقيقية، وإنما مجموعة رموز رياضية تتجمع فى كل لوحة لتعطى شفرة ذات مغزى معين. ليس هذا وحسب، فقد استطاع «دافنشى» رسم تصور مبدئى لأكثر من 400 اختراع، منها ما تم تطبيقه بعد موته بنصف قرن، ومنها ما لم يطبق حتى الآن، ومنها على سبيل المثال وضع رسم هندسى لأول طيارة. ولا يعرف العديد من الناس أن دافنشى لم يكن رساما وفقط، حيث كان نحاتاً وعالم بصريات وعالما فى مجالات الحركة والماء، وكانت مكتشفاته وفنه ناتجين عن شغفه الدائم باكتشاف كل جديد فى الكون، مثله كمثل معظم الأيتام بعد خروجهم من الملجأ.
مانديلا..
غيرت ولادته وجه تاريخ بلاده فى 18 يوليو 1918 استقبل العالم اليتيم الذى لن يكون التاريخ بعده كما كان قبله، ف«نيلسون مانديلا» أول رئيس أسود فى جنوب أفريقيا، كافح حتى قضى على العنصرية بين السود والبيض، واستطاع أن يرد كرامة عرق كامل كانت حقوقه مهدورة من قبله، وانتُخب فى أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق. وبالرغم من أن «مانديلا» سجن ل27 عاماً وراء القضبان، فإنه بعد خروجه استطاع أن يتلقى 250 جائزة, منها جائزة نوبل للسلام عام 1993. وأثر وداع «مانديلا» فى 5 ديسمبر 2013 فى العالم كله، بعد أن حفر فى قلوبنا قصة لواحد من أعظم أيتام العالم الذين غيروا شكل التاريخ.
ستيف جوبز.. محاربة اليتم بالتكنولوجيا ..
لابد وان نجد واحدا من اختراعات الطفل اليتيم «ستيف جوبز» أو أكثر، محيطة بنا، فصاحب شركة «آبل» وأول من وضع نموذج أولى مع «بيل جيتس» للحاسب الآلى استطاع أن يغير وجه العالم الإلكترونى بالكامل، بأجهزة الآى فون والآى باد والآى بود، وتصميمه لثلاثة أجيال من أجهزة الماكنتوش، وامتلاكه شركة «بيكسار» للرسوم المتحركة.
وما لا يعرفه كثيرون أن حرمان جوبز فى الصغر من متعة اللعب كالأطفال العاديين بحكم يتمه كان سببا رئيسيا فى مساهمته بأمواله ومجهوده فى مؤسسة والت ديزنى ليسعد أطفال العالم الآخرين.
مارلين مونرو.. الجمال الساحر بلا أبوين
«لدى إحساس عميق بأننى لست حقيقة تماما، بل إننى زيف مفتعل ومصنوع بمهارة، وكل إنسان يحس فى هذا العالم بهذا الإحساس بين وقت وآخر، ولكنى أعيش هذا الإحساس طيلة الوقت، بل أظن أحيانا أننى لست إلا إنتاجا سينمائيا فنيا أتقنوا صُنعه»، هذه هى كلمات بنت الملجأ «نورما جين بيكر» أو «مارلين مونرو»، أسطورة السينما الأمريكية، وأيقونة الجمال والإثارة التى مازالت تسحر العالم بأنوثتها رغم رحيلها.
أثر تربية «مونرو» تحت كنف أبوين غير أبويها، فى نشأتها كثيرا، حيث أصرت على التفوق رغم صعوبة ظروفها، وأن تكون على قمة المجد قبل أن تتم عامها ال25، وكانت المرأة الحلم لكل رجل. وبرغم قصة نجاح مونرو المبهرة فإنها كانت دائمة الشعور بأنها حرمت من طفولتها، لذا كانت مصرة على النجاح ولو بأى ثمن، وتوفيت «مونرو» وهى فى عز مجدها وشبابها فى 5 أغسطس 1962 عن عمر يناهز 36 عاما.
اشهر القصص ..من وحى مآسى الأطفال الأيتام
أيتام هوليوود الخارقون ومن الحقيقة إلى الدراما، حيث استوحى مؤلفوالقصص الدرامية الهوليوودية بعض أشهر قصص الأفلام العالمية من وحى مآسى الأطفال الأيتام، فكان البطل اليتيم يخرج كل مرة من رحم الأزمة ليصبح بطلا خارقا، ومن أهم هؤلاء الأبطال «باتمان»، الذى كرس قوته كلها ليقضى على العصابة التى قتلت والده وهو طفل، و«سبايدر مان» الذى تربى على يد جده وجدته، و«هارى بوتر» الساحر العظيم الذى مات أبواه للدفاع عنه، ومأساة السندريلا التى تربت على يد زوجة أبيها بعد موته، ومازال القائمون على السينما الأمريكية يخرجون مزيدا من العظماء والأبطال الخارقين من قصص الأيتام، ليصبح تفوق الأطفال الذين ولدوا وتربوا بدون أب مشهودا له سواء فى الحقيقة أو الخيال.
«حافظ إبراهيم»..
وفاة والده حولته إلى أيقونة للشعر ولد شاعر النيل حافظ إبراهيم عام 1872 على إحدى ضفتى نهر النيل فى إحدى السفن الراسية بمدينة «ديروط» التابعة لمحافظة أسيوط ليكون حافظ ذا ارتباط بالنيل منذ نشأته.
وتشاء الأقدار أن يمر حافظ بأولى مراحل الحزن فى حياته، فيتوفى والده المهندس الزارعى وهو فى الثالثة من عمره، ليتولى خاله تربيته ورعايته حتى يشتد عوده. ومنذ صغره اتخذ «حافظ» من الاطلاع ونظم الشعر مدرسة خاصة له، مما جعله إنسانا رقيق المشاعر وعاطفيا، ولهذا السبب فشل فى بداية حياته فى العمل بالمحاماه، وهنا اتجه للمدرسة الحربية ليساعد خاله فى تحمل أعباء الحياة ليتخرج فى المدرسة عام 1891. وهنا بدأ «حافظ إبراهيم» العمل فى الشرطة، ولكنه لم يرض يوما عن رؤسائه، وكان من المشجعين لثورة «عرابى»، وبسبب مشاركته فيها تم إعفاؤه من وظيفته عام 1903 ليصير بلا عمل إلى أن عين فى دار الكتب الوطنية المصرية حتى تقاعده ووفاته عام 1932.
وكان «حافظ إبراهيم» أيقونة الشعر فى عصره، فقد تميز بقوة الذاكرة وغزارة الإنتاج، وجميع ما كتب كان بسيط التراكيب والمعانى بحيث يفهمه العامة والبسطاء بجانب الملوك والأمراء الذين كانو يطربون عند سماع قصائده.
«أحمد زكى».. السير على الأشواك
يعد أحمد زكى من ألمع نجوم السينما المصرية، بأدائه العبقرى ومشاعره الفياضة أمام الكاميرا. وكان «أحمد زكى» على موعد مبكر مع اليتم، فقد توفى والده بعد ولادته مباشرة ليتركه وحيدا دون أشقاء، ولصغر سن أمه تزوجت لتتركه فى كفالة جده.
وعندما برزت موهبة «زكى» فى التمثيل على مسرح المدرسة شجعه الناظر للالتحاق بمعهد الفنون المسرحية الذى شهد تفوقه ونجاحه الساحق، حيث اشترك وقتها فى العديد من المسرحيات مثل «هالو شلبى، ومدرسة المشاغبين، والعيال كبرت». وتعتبر جميع أفلام فتى الشاشة الأسمر بمثابة محطات فى تاريخ السينما المصرية، حيث كان مجتهدا بشكل كبير منذ أول بطولة له فى فيلم « شفيقة ومتولى» ووصفه النقاد بأنه يسير فى الطريق الصعب للأداء التمثيلى، فهو يعطى لكل دور مجهودا كبيرا حتى يصبح جزءا منه، ولهذا استحق أن يتربع على عرش النجومية وحب الجماهير له ولأعماله.
تاريخ فتى الشاشة الأسمر كتب بحروف ممزوجة بمرارة الحرمان والحلم أن يصبح إنسانا ذا شأن بعد أن خطف الموت والده فى سن مبكرة، واختارت الظروف أن تبعد والدته عنه هى الأخرى، فكان الصمت رفيق «أحمد زكى»، وكان التمثيل هو المتنفس الوحيد لأحزانه، فلمس الناس بسرعة وظل يعيش فى وجداننا لليوم.
عبدالناصر.. زعيم الأمة
زعيم الأمة الذى حرم من دفء الأسرة شاءت الظروف أن تحرم الزعيم «جمال عبدالناصر» فى طفولته من أمه التى كانت تمثل له كل الحياة، ولم تستطع أسرته وقتها أن تخبره بذلك، فقد كانت الأسره تعيش فى الإسكندرية وعبدالناصر يدرس فى إحدى مدارس «الجمالية» ويقيم عند عمه فى القاهرة. 1931 كان الطفل «عبدالناصر» فى السنة الثالثة من المرحلة الابتدائية، وكانت رسائل والدته هى الداعم والوقود لحياته إلى أن توقفت ولم يعلم السبب حتى عاد للمنزل ليعلم بخبر رحيلها أثناء ولادتها لأخيه الثالث «شوقى»، وتسبب هذا الرحيل المفاجئ فى صدمة وجرح عميق زاد أثره عندما قرر والده أن يتزوج قبل أن يمضى عام على رحيل والدته.
وعاش «عبدالناصر» محروما من حنان الأسرة يتنقل ما بين منزل جده وعمه، ولا يأتى لمنزله سوى فى العطلات الدراسية، مما شجعه على الانخراط فى النشاط السياسى فى وقت مبكر، حيث قاد فى المرحلة الإعدادية مظاهرة طلابية ضد الحكم البريطانى. وتحول ناصر بعد ذلك إلى زعيم ثورى يطالب بحقوق العمال والفلاحين، ويحاول لم الشمل العربى لتصبح الدول العربية يدا واحدة ضد أى عدوان غاشم عليها، ليكون ما عاشه من حرمان فى صغره بمثابة الشعلة التى أوقدت طاقته نحو الانغماس بين جموع الشعب الذى هتف باسمه وخلد حبه فى قلبه حتى بعد مماته بسنين.
«عبدالحليم حافظ»..
ولد «عبدالحليم حافظ» لترحل والدته بعد ولادته بأيام وتتركه الابن الأصغر بين أربعة إخوة، وقبل أن يتم عامه الأول رحل والده، ليشرب كأس اليتم مضاعفًا فى عمر صغير، ويتربى بين بيوت العائلة ليستقر به الحال فى منزل خاله ثم إلى الملجأ الذى قضى بين جدرانه سنوات عمره الأولى التى خلفت آثارا حزينة فى وجدان العندليب، وبعدما أنهى «عبدالحليم» السنوات التسع فى الملجأ خرج للعالم ليشق طريقه، حيث التحق بمعهد الموسيقى العربية، وهناك التقى برفقاء دربه «كمال الطويل، وأحمد فؤاد حسن، وفايدة كامل، وعلى إسماعيل» ليتخرج مدرسا للموسيقى، لكنه استقال وبدأ يشق طريقه باعتماده عازفا فى الإذاعة لتخرج موهبته للنور، ويعرف الجميع من هو «عبدالحليم شبانة» حتى أصبح العندليب.
لم يترك «عبدالحليم حافظ» جانبا من الحياة المصرية إلا وعبر عنه بإحساسه المرهف عبر أغنية رائعة تعيش فى الوجدان وتمس الإحساس، وكان دائم التعاطف مع الفقراء والمحتاجين ممن يعرفهم أو لا يعرفهم.
ويذكر أحد الرفقاء له أن أثناء تصوير فيلم «أبى فوق الشجرة» كان الجو حارا ولم يوفروا للعمال مياها باردة، فاشترى لهم مبرد مياه وثلاجة مياه غازية حتى لا يشعروا بالحر.
أسمهان.. حياة تعصف بها الأحزان
اسمها الحقيقى «آمال الأطرش» ولدت على سطح باخرة عندما هربت عائلتها من تركيا بعد خلاف وقع بين والدها الأمير «فهد الأطرش» والسلطات التركية وقتها، واستقرت عائلتها فى سوريا فترة قصيرة قبل أن يرحل الأب عام 1924، لتقرر الأسرة مغادرة سوريا إلى مصر بعد أن فقدت عائلها الوحيد، فتنقلب الحياة من النعيم والرغد إلى حياة البؤس، لتضطر والدتها الأميرة «علياء» أن تعمل فى البيوت وتغنى فى الأفراح الخاصة حتى تقدر على تربية أبنائها الثلاثة.
وظهرت موهبة «اسمهان» الغنائية فى سن مبكرة، فجميع أفراد أسرتها لديهم ميول فنية، وكان أخوها «فريد الأطرش» هو الداعم لها فى مشوار حياتها، حيث أخذ بيدها لمشوار الفن والنجومية، لتقف فى مصاف كبار المطربين فى هذا العصر مثل «أم كلثوم، وليلى مراد» وغيرهما، حيث كانت تشارك أخاها الغناء إلى أن سطع نجمها ولمع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.