تصادف اليوم ذكرى مرور ست سنوات على هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 في الولاياتالمتحدة. ويتوقع ظهور زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن في شريط فيديو جديد، يقدم فيه وصية وليد الشهري أحد منفذي الهجمات، كما أورد أمس موقع الكتروني تابع للتنظيم. ولم يحدد الإعلان موعداً لبث الشريط، لكنه أفاد بأن ذلك قريب. وتضمّن الإعلان صورة ثابتة لبن لادن مماثلة للتي ظهرت في شريط له بث الجمعة الماضي، لمناسبة الذكرى السادسة ل «11 ايلول»، كما تضمّن صورة للشهري، وعبارة: «قريباً وصية ابي مصعب وليد الشهري، احد شهداء غزوتي نيويوركوواشنطن، يقدمها الشيخ اسامة بن لادن». ولم يحدد الموقع هل الشريط مصور او صوتي، لكن نشر صورتي بن لادن والشهري يوحي بأنه سيكون مصوراً. وبعد ست سنوات على هجمات «11 ايلول»، لا تزال جوانب عديدة غامضة تحيط بملابساتها، خصوصاً ما يتعلق بأداء أجهزة الأمن الأميركية والحديث عن تجاهلها عمداً تحذيرات مسبقة من خطط هجمات. ووردت خلاصة تلك التحذيرات في وثائق سرية توحي بأن الاستخبارات الأميركية «تسترت» على معلومات كانت كفيلة بإحباط الهجمات. وتشير الوثائق الى مضمون تحذيرات وردت من مصادر أميركية قبل 11 أيلول، بينها تحذير من سفارة الولاياتالمتحدة لدى الإمارات، وآخر من مكتب التحقيقات الفيديرالي في اريزونا، إضافة الى دراسة توقعت اعتداءات من هذا النوع، واتهامات ساقها «الانتحاري الرقم 20» زكريا الموسوي للأجهزة الأميركية بالتواطؤ في تسهيل الهجمات. (اضغط هنا لمراجعة ذكرى 11/09/2001) وصرحت فرانسيس تاونسند مستشارة الرئيس جورج بوش للأمن القومي بأن اسامة بن لادن ظهر «عاجزاً» في شريطه الأخير، وقالت: «لم يوفر الشريط ادلة على انه مقدمة لهجوم، وهو افضل ما يمكن ان يفعله بن لادن الهارب، من كهف يمكث فيه، والعاجز بالكامل الا عن إصدار أشرطة تشكل دعاية إعلامية». واعتبر السناتور الديموقراطي جون كيري الذي نافس بوش في الانتخابات الرئاسية عام 2004 ، ان استمرار بن لادن في إصدار أشرطته «إهانة لكل شخص في العالم»، واصفاً العراق بأنه «فشل حقيقي لا علاقة له ببن لادن منذ البداية». كذلك صرح جون ماكين الذي سيخوض السباق داخل الحزب الجمهوري للترشح للرئاسة الأميركية، بأن بن لادن ما زال يشكل «خطراً كبيراً، اذ انه رمز للقيادة والكراهية المتشددة والتطرف بالنسبة الى الإسلاميين». واعتبر روهان غوناراتنا، الخبير في شؤون مكافحة الإرهاب ومؤلف كتاب «داخل القاعدة»، ان المناطق القبلية الباكستانية تشكل مقر قيادة «القاعدة» للتخطيط والإعداد لهجمات ضد المصالح الغربية في العالم، وتدريب منفذيها. وأشار مقربون من متشددين قبليين الى ان حمزة نجل بن لادن والمرشح لخلافته شوهد أخيراً في مناطقهم، فيما أكد مسؤول في أجهزة الاستخبارات الباكستانية رفض كشف اسمه ان «القاعدة» ما زالت تجند مقاتلين في المناطق القبلية، معتبراً ان قتال التنظيم القوات الأميركية والغربية في العراق وأفغانستان والمناطق الحدودية في باكستان، يجذب متطوعين. وفي جدة، كررت رابطة العالم الإسلامي إدانتها المطلقة للإعمال الإرهابية. وقال أمينها العام الدكتور عبدالله التركي أن الرابطة اتخذت مواقف مبكرة في محاربة الإرهاب «من خلال مجالسها ومؤتمراتها ومن خلال تعاونها مع الحكومات الإسلامية والمؤسسات العالمية». وأشار إلى أنها عقدت بعد اعتداءات أيلول 2001 «العديد من المؤتمرات والندوات والمجالس والإجتماعات التي ناقشت موضوع الإرهاب وبينت خطره على الإنسانية وتحريم الإسلام له وتجريم فاعليه». معتبراً أن ذلك ساهم في توحيد موقف المسلمين تجاه الإرهاب ورفضهم لصورة ونبذهم لدعاته ومحاربتهم لشبكاته. «حزب الله» في غضون ذلك، أعلن مدير الاستخبارات القومية الأميركية مايكل ماكونيل ان «حزب الله» اللبناني «يمكن ان يهاجم الولاياتالمتحدة اذا اعتقد بأنها تشكل تهديداً مباشراً له أو لإيران التي تدعمه»، في وقت يستمر النزاع بين واشنطن وطهران بسبب البرنامج النووي الإيراني. وقال ماكونيل في جلسة استماع امام مجلس الشيوخ الأميركي أمس حول مواجهة تهديد الإرهاب: «نرجح ان يفكر حزب الله الذي هاجم الولاياتالمتحدة خارج أراضيها في السابق، في تنفيذ اعتداءات على بلادنا خلال السنوات الثلاث المقبلة». وأبدى قلقه من تضاؤل التعاون الدولي الذي حد من قدرة «القاعدة» على مهاجمة الولاياتالمتحدة، بعد تحول اعتداءات 11 أيلول الى «ذكرى بعيدة».