فى كلمة هى الأعنف من نوعها لزعيم روسي منذ نهاية الحرب الباردة وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت 11/2/07انتقادات لاذعة للإدارة الأمريكية ملقياً على ما وصفه بسياسات الهيمنة التي تنتهجها تبعة إشعال سباق تسلح جديد وحمى اقتناء السلاح النووي بين الدول للدفاع عن أنفسهم من ما أسماه "استخدام غير مكبوح للقوى العسكري وحمل بوتين في كلمتة ألتى ألقاها أمام مؤتمر "السياسة الأمنية" في ميونيخ بشدة على سياسة "اليد الطولى" التي تنتهجها إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش قائلاً "دولة واحدة.. الولاياتالمتحدة تعدت حدودها القومية بشتى الوسائل.."وتابع انتقاده بقوله"التصرفات الأحادية وغير الشرعية لم تحل قضية واحدة..بل أصبحوا مرتعاً خصباً للمزيد من النزاعات."وقال إن سياسة الأحادية و"الاستخدام المفرط للقوة في العلاقات الدبلوماسية" أجبر الدول المناوئة للولايات المتحدة بناء ترسانات نووية. كما هاجم بوتين خطط الإدارة الأمريكية لنشر أجهزة صواريخ دفاعية في شرقي أوروبا، في إطار المنظومة الصاروخية قائلاً إنها تشعل سباق تسلح جديد، كما انتقد مساندتها لخطة الأممالمتحدة لمنح إقليم كوسوفو الاستقلال.وحذر بوتين من مغبة نشر المنظومة الدفاعية الأمريكية وما ستخلقه من تغييرات خطيرة في ميزان القوى ومن انعكاساتها التي قد تستدعي رداً "غير متناسقاً." ومن جانبه اكتفى البيت الأبيض برد مغاير، وعلى لسان الناطق باسم الأمن القومي ، جوردون جوندروي، قائلاً إدارة بوش "مندهشة وأصيبت بالخيبة من 'الاتهامات الخاطئة.‘" وتابع جوندروي قائلاً "نتوقع مواصلة التعاون مع روسيا في مجالات مهمة للمجتمع الدولي مثل مكافحة الإرهاب وتقليل نشر وتهديد أسلحة الدمار الشامل.ووصف السيناتور الأمريكي جون ماكين، الذي كان ضمن الوفد الأمريكي المشارك في المؤتمر تصريحات بوتين ب"واحدة من أكثر الخطب عدائية يلقيها زعيم روسي منذ انتهاء الحرب البادرة." كما رفض وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس التعقيب على التصريحات واكتفى بالقول إن بوتين "كان صريحاً للغاية." ويرى المراقبون ان تصريحات الرئيس الروسي تعكس التوتر الراهن بين موسكووواشنطن.وان العلاقات الأمريكية-الروسية بدأت تأخذ منحناً عرجاً منذ اتهام نائب الرئيس الأمريكي ديك تشني لموسكو العام الماضي باستخدام الطاقة ك"أداة استفزازية وللابتزاز."وأيضا منذ أن أغضبت موسكوواشنطن بمعارضتها فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات صارمة ضد إيران، لرفضها التخلي عن برنامجها النووي بذريعة استخدامه لأغراض مدنية وتوليد الطاقة. ويرى بعض المراقبين أن خطاب بوتين بهذا الشكل بمثابة عودة إلى مناخ الحرب الباردة حيث ولد مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية عام 1960 أي في ذروة الحرب الباردة و بعد عشرات الاعوام أعاد خطاب الرئيس الروسي فيلادمير بوتين أجواء تلك الحرب عندما تحدث في مؤتمر ميونيخ مؤكدين أن من يرى ويسمع كيف تحدث الزعيم الروسي يدرك لماذا كان خطابه عودة إلى أجواء الحرب الباردة.حيث بدأ في توجيه الاتهامات إلى الولاياتالمتحدة فور بداية إلقاء الكلمة..واصفا الولاياتالمتحدة بأنها قد تعدت حدودها الوطنية في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والإنسانية، بل وفرضت نفسها على الدول الأخرى"، مضيفا أن هذه التركيبة قد أدت إلى كارثة.وتابع قائلا إن "الحروب الأهلية والإقليمية لم تقل، كما أن عدد الناس الذين يقتلون بسببها لم يقل بل زاد. إننا لا نرى أي نوع من التعقل في استخدام القوة، بل نرى استخداما مستديما مفرطا للقوة". وأيضاوبحضور وزير الدفاع الأمريكي الجديد روبرت جيتس وعدد من نواب الكونجرس، دعا بوتين أمامهم إلى إعادة هيكلة نظام الأمن الدولي القائم حاليا بأكمله.. لكن بوتين بهذه الدعوة وتلك الكلمات لم يستطع أن يكسب جانب من حضروا لاستماع خطابه فى رأى المراقبين. فعدة وفود لم يرق لها طريقة الزعيم الروسي في تجنب الأسئلة المتعلقة بالتزام موسكو بالديمقراطية أو قرار بلاده ببيع أنظمة دفاع جوي متقدمة إلى إيران كما وصف الأمين العام لمنظمة دول حلف شمال الأطلنطي، الناتو، جاب دي هوب شيفر خطاب الرئيس بوتين بأنه "مخيب للآمال وغير مجدي". و عبر رئيس أستونيا ورؤساء عدد آخر من الدول المشاركة في المؤتمر عن ردود أفعال مشابهة لوصف شيفر لكن رد الفعل العنيف تكفل به السناتور الجمهوري الأمريكي والمرشح الرئاسي المنتظر جون ماكين حيث قال إن عالم اليوم ليس وحيد القطبية، مضيفا أن روسيا الاستبدادية هي التي تحتاج إلى تغيير في سلوكهاوقال مكين إن "على موسكو أن تفهم أنها لا تستطيع أن تتمتع بمشاركة حقيقية مع الغرب طالما أن أفعالها في الداخل وفي الخارج تتعارض بشكل أساسي مع لب قيم الديمقراطيات اليورو-أطلسية"..وبعد هذه المواجهة الكلامية تحدث البعض في أروقة المؤتمر عن حرب باردة جديدة.إلا أن بعض المراقبين قللوا من أهمية ما حدث وقالوا إن خطاب بوتين يعد أحد الحركات التي دأبت روسيا على اتخاذها بصفة دورية للتعبير عن سخطها من تلاشي دورها الكبير الذي كانت تلعبه في الخريطة السياسية للعالم بل أن أحد المراقبين اعتبرإنه خلال السنوات الماضية كان وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد هو الرجل الذي يتفق عليه الجميع في الكراهية خلال ذلك المؤتمر، لكن خطاب الرئيس بوتين و تصرفاته خلال هذا المؤتمر جعلت هذا الإجماع ينتقل من الولايات لمتحدة إلى روسيا. ومن ناحية اخرى وفى أول زيارة لزعيم روسي الى المملكة السعودية قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأول زيارة له الى المملكة العربية السعودية في اطار جولة يقوم بها الى عدد من الدول العربية تشمل الى جانب السعودية كلا من دولة قطر والاردن وتعتبر هذه اول زيارة لزعيم سوفييتي او روسي الى السعودية التي تعتبر من اقوى حلفاء الغرب في المنطقة .ويشار الى ان حجم التبادل التجاري بين البلدين قد تضاعف خلال العام الماضي.ورغم ان المفاوضات بين الجانبين الروسي والسعودي ستتركز على العلاقات التجارية بين البلدين لكن الجانب الروسي سيحاول تسويق المعدات الروسية العسكرية وجعلها جزء من المعادلات السياسية في المنطقة. ويقول المراقبون ان الرئيس بوتين يحاول اظهار التحدي الروسي بزيارة دول تصنف في خانة الدول الحليفة للولايات المتحدة.وقد تمكنت روسيا مؤخرا من اقامة علاقات قوية بكل من اسرائيل وايران عن طريق بناء مفاعل نووي لتوليد الطاقة الكهربائية