فاروق جويدة: لا تسرق مشاعر الآخرين

كثيرا ما نتحدث عن الرجل البخيل وهو إنسان يحب نفسه ويفتقد القدرة على حب الآخرين والرجل البخيل بخيل فى كل شئ فى ماله وعواطفه ومواقفه..انه غارق فى حب ذاته وغارق فى حب ماله وحين تأخذ منه شيئا تشعر انك انتزعت جزءا من جسده..وللأسف الشديد هناك أيضا المرأة البخيلة انها تتصور أنها خلقت لكى تكون مثار إعجاب من الناس جميعا وان جمالها يمنحها الحق فى ان تجذب الأنظار ولا تنظر لأحد..إنها تستقبل فقط كل المشاعر ولكنها لا تستطيع ان تمنح قلبها لإنسان واحد..انها تحب ان تكون دائما قصة حب لدى الآخرين..
والمرأة البخيلة تشبه تماما الرجل البخيل, ان عطاءها قليل فى كل شئ وحين تعطى فهى تعذب الآخرين لأنها تتصور أنها تنازلت كثيرا..والمرأة البخيلة لا تقدر عطاء الآخرين لأنها لم تعرف قيمة العطاء وبجانب مشاعر الأنانية الشديدة التى تعيش عليها وبها فهى تتصور ان هذا حقها فى الحياة وواجب الآخرين نحوها..وفى حالات كثيرة تخسر المرأة البخيلة كل إنسان أحبها وربما تقف حائرة تتساءل هذا رجل ما كان يستحقنى إنها تعتقد إنها تستحق حب الرجال كل الرجال فإذا اكتشفت الحقيقة ان الجميع هربوا منها تقف أمام المرآة وتدور تبحث فى ملامحها ما الذى تغير هل هى تجاعيد الزمن أم هى وحشة الأيام أم هو الجمال الغارب..إنها لا تفكر أبدا فى أخطائها..فقد تدللت كثيرا وتعالت كثيرا..
واكتشفت فى آخر المشوار ان الإنسان يعطى ثم يتساءل ماذا قدم لى الآخرون..فى سوق العلاقات الإنسانية ابتداء بالحب وانتهاء بالصداقة علاقات كثيرة سقطت أمام جشع النفوس والسطو على مشاعر الآخرين..ان تأخذ ولا تعطى هذا نوع من أنواع السرقة والاعتداء على حقوق الآخرين لأن الحياة أخذ وعطاءا والعطاء ليس نوعا من الهبل حتى تتصور انك خدعت الطرف الأخر وأخذت منه كل شئ دون ان تمنحه اى شئ..المرأة البخيلة تشبه الأرض البخيلة حيث لا زرع ولا ثمار انها نخلة جميلة شامخة تمتد فى الأفق البعيد إلى السماء ولكنها لا تثمر شيئا لا ثمار ولا ظلال ولا سكينة..حين تفقد الحياة العطاء تصبح صحارى قاحلة نسكنها.