"الجنرال " الاسم الذى اطلقة الكثيرون على الصندوق الأسود لعصر مبارك رئيس الجهاز المخابرات السابق عمر سليمان .. رحل فى صمت بغير رجعة محتفظا بأسرار نظام بأكمله .. كان محيرا وسيظل ، رغم أنه انتقل الي العالم الآخر ، لكنه سيبقي الرجل الغامض ، والجنرال صاحب الرقم القياسي في الصمت. إنه اللواء عمر محمود سليمان المولود بمحافظة قنا في 2 يوليو عام 1936 وكان مديرا لجهاز المخابرات العامة المصرية السابق، ثم استدعاه مبارك نائبا لمحاولة الانقاذ وكان الورقة الأخيرة للدفاع عن حصون النظام السابق ،حيث عينه مبارك نائبا في 29 يناير 2011 في أوج الاحتجاجات الشعبية على نظامه وفي محاولة لتهدئة خصومه، لكن خبرته لم تستطع أن تقف أمام اصرار هتافات الثوار ، ليتواري حوالي عاما كاملا ويعود في مهمة استخباراتية كانت الأخيرة وهي التلويح بالترشح لمنصب رئيس مصر، ويخرج من السباق مع خيرت الشاطر وحازم صلاح أبو إسماعيل "المرشحين المستبعدين السابقين". ويرى الكثيرون في مصر ان سليمان يشكل جزءا من الدائرة التي كانت مقربة سابقا من مبارك الذي عينه قبيل مغادرته السلطة نائبا للرئيس.فقد رعى سليمان العديد من الاتفاقات بين الفلسطينيين والاسرائيليين في الاعوام 2001 و2002 و2005. كما لعب دورا مهما في وقف اطلاق النار بين الدولة العبرية وحركة حماس اثر حرب غزة في 2009. وفي 1995 نصح سليمان مبارك بركوب عربة مصفحة خلال زيارة كان يقوم بها الى اديس ابابا، وقد ادى ذلك الى انقاذ حياته بعد ان تعرضت العربة الى نيران مسلحين اسلاميين ما ادى الى مقتل سائقها. وخلال التسعينات وعقب محاولة اغتيال مبارك الفاشلة، شارك سليمان في جهود وكالة الاستخبارات الاميركية المركزية (سي اي ايه) وغيرها من اجهزة الاستخبارات الاجنبية في قمع الاسلاميين داخل مصر وخارجها. ولقي الجنرال عمر سليمان الذى رحل صباح الخميس 19 يوليو أثناء اجراء جراحة في القلب ،باحدى مستشفيات كليفلاند ، بالولاياتالمتحدةالأمريكية. تلقى تعليمه في الكلية الحربية بالقاهرة، ومن بعد ذلك تلقي تدريبا عسكريا إضافيا في الاتحاد السوفيتي السابق ودرس أيضا العلوم السياسية في جامعة القاهرة وجامعة عين شمس و تولى سليمان إدارة المخابرات العامة عام 1993 وله ثلاث بنات. واختير في السنوات الأخيرة لحكم الرئيس المخلوع حسنى مبارك مبعوثا خاصا للرئيس للقضية الفلسيطينية ولاحقته اتهامات بتعطيل الصلح بين حركتى فتح وحماس وأسند اليه الملف السوداني وكانت لقطة غريبة أن يرافقه أحمد أبو الغيط وزير الخارجية في عهد مبارك كما ظهر اسمه إبان فترة الانتخابات الرئاسية في مصر كثيرا كخليفة متوقع للرئيس مبارك ولكن سنه التي تجاوزت السبعين عاما تضعف من موقفه كثيرا ، رغم أن بعض الأوساط الدبلوماسية الغربية والعربية رشحته ، في معظم الأوقات، لخلافة الرئيس المخلوع حسني مبارك أو لمنصب النائب الذي ظل شاغراً منذ عام 1981 م. لكن اللواء - الذي حظى بثقة مبارك الأب واحترام الشارع العادي يومها لم يعرف عنه يوماً انخراطه في ملفات الشئون الداخلية. وعندما ترشح سليمان لانتخابات الرئاسة قال عنه بنيامين بن اليعاذر إن عمر سليمان رجل مناسب لإسرائيل. وسليمان الذي كان احد دعائم النظام المخلوع، اثار مفاجأة عند اعلانه في ابريل ترشحه للانتخابات الرئاسية فيما كان اكد سابقا انه لن يشارك في السباق. لكن تم استبعاده بعدما اكدت اللجنة الانتخابية انه لم يتمكن من الحصول على دعم 15 محافظة كما ينص عليه القانون. وغادر سليمان مصر بعدما استبعد عن السباق الرئاسي في اول انتخابات رئاسية تجري في البلاد في فترة ما بعد مبارك والتي جرت في 23 و24 ايار/مايو2012. وكان قد غادر الى دبي قبل ان يتوجه الى المانيا ومنها الى الولاياتالمتحدة لتلقي العلاج حيث تم اسدال الستار على تاريخه فى صمت ليعلن رحيله ومعه أسرار النظام السابق .